حكم التفخيذ

حكم التفخيذ

مقدمة

التفخيذ في الإسلام هو مسألة فقهية تتعلق بوضع الساقين أثناء الصلاة. وقد اختلف العلماء في حكم التفخيذ، فمنهم من رأى أنه مكروه، ومنهم من رأى أنه مباح، ومنهم من رأى أنه مستحب.

حكم التفخيذ في المذاهب الأربعة

1. المذهب الحنفي:

• يرى الحنفية أن التفخيذ مكروه في الصلاة، سواء كان في الركوع أو السجود أو القيام.

• يستدلون على ذلك بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا تَفَخَّذُوا في الصلاة”.

• قالوا إن التفخيذ في الصلاة يُشبه أفعال المشركين، وقد ورد النهي عن التشبه بالمشركين في قوله تعالى: (ولا تتخذوا المشركين أولياء).

2. المذهب المالكي:

• يرى المالكية أن التفخيذ مباح في الصلاة، سواء كان في الركوع أو السجود أو القيام.

• يستدلون على ذلك بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتفخَّذ في الصلاة.

• وقالوا إن التفخيذ في الصلاة لا يُعدُّ من التشبه بالمشركين، لأن المشركين كانوا يتفخَّذون في الصلاة بطريقة مُبالغ فيها، بينما المسلمون يتفخَّذون في الصلاة بطريقة معتدلة.

3. المذهب الشافعي:

• يرى الشافعية أن التفخيذ في الصلاة مكروه في الركوع والسجود، ومباح في القيام.

• يستدلون على ذلك بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتفخَّذ في القيام، ولم يتفخَّذ في الركوع والسجود.

• وقالوا إن التفخيذ في الركوع والسجود يُعدُّ نوعًا من التكبر، لأن الساجد ينبغي أن يكون متواضعًا خاشعًا.

4. المذهب الحنبلي:

• يرى الحنابلة أن التفخيذ في الصلاة مستحب في القيام والركوع والسجود.

• يستدلون على ذلك بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتفخَّذ في الصلاة.

• وقالوا إن التفخيذ في الصلاة يُساعد على استقرار الجسم، ويمنع من الاضطراب أثناء الصلاة.

حكم التفخيذ في حال وجود عذر

• إذا كان هناك عذر يمنع من التفخيذ في الصلاة، مثل وجود مرض يمنع من ثني الساقين، أو وجود ضيق في المكان، أو وجود طين أو ماء يمنع من وضع الساقين على الأرض، فيجوز للمصلي أن يُصلي بدون تفخيذ.

• ويجوز للمصلي أن يتفخَّذ بقدر الحاجة، بحيث لا يؤدي التفخيذ إلى التشبه بالمشركين أو التكبر.

الخاتمة

حكم التفخيذ في الإسلام هو مسألة فقهية اختلف فيها العلماء، وقد ذكرنا أقوال المذاهب الأربعة في هذه المسألة، وذكرنا أيضًا حكم التفخيذ في حال وجود عذر. والمسلم مخير بين الأخذ بأحد الأقوال المذكورة، وعليه أن يُصلي بالطريقة التي يرى أنها الأفضل والأقرب إلى السنة النبوية.

أضف تعليق