حكم التنوين في قوله تعالى لجعله ساكنا ثم

حكم التنوين في قوله تعالى لجعله ساكنا ثم

مقدمة:

التنوين في اللغة العربية هو نون ساكنة تلحق آخر الاسم المعرب، وتكون عوضًا عن الحركات الإعرابية، ويسمى أيضًا بالنون الوقائية لأنها تمنع الاسم من التغيير عند وقفه عليه، ويكون التنوين تنوين الضم والفتح والكسر.

أنواع التنوين:

تنوين الضم: ويُلحق بالأسماء المنتهية بألف ساكنة مفتوحة، مثل: رجلًا، وكتابًا، ورسالةً.

تنوين الفتح: ويُلحق بالأسماء المنتهية بألف ساكنة مكسورة، مثل: امرأةً، وصبيةً، وعصا.

تنوين الكسر: ويُلحق بالأسماء المنتهية بأي حرف ساكن غير الألف، مثل: بيتًا، وكرسيًا، وشجرةً.

حكم التنوين في قوله تعالى: لجعله ساكنا:

ورد التنوين ساكنًا في قوله تعالى: {لِجَعْلِهِ سَاكِنًا} [الأنعام: 3]، واختلف العلماء في حكم التنوين في هذه الآية الكريمة، فذهب بعضهم إلى أنه تنوين العوض، أي أنه عوض عن حركة الإعراب التي حذفت بسبب الوقوف على الكلمة، وذهب آخرون إلى أنه تنوين الغاية، أي أنه يدل على انتهاء الغاية التي قصدها المتكلم، وذهب ثالثون إلى أنه تنوين التمكين، أي أنه يؤكد معنى الكلمة ويجعلها أكثر رسوخًا في الذهن.

أدلة القائلين بأن التنوين في قوله تعالى: لجعله ساكنا هو تنوين العوض:

أن التنوين يُلحق بالأسماء المعربة، والكلمة في الآية الكريمة اسم معرب منصوب بالياء لأنه مفعول به، وبالتالي وجب إلحاق التنوين به عوضًا عن حركة الإعراب التي حذفت بسبب الوقوف على الكلمة.

أن التنوين يُلحق بالأسماء المنتهية بحرف ساكن، والكلمة في الآية الكريمة اسم منتهٍ بحرف ساكن هو حرف اللام، وبالتالي وجب إلحاق التنوين به عوضًا عن حركة الإعراب التي حذفت بسبب الوقوف على الكلمة.

أدلة القائلين بأن التنوين في قوله تعالى: لجعله ساكنا هو تنوين الغاية:

أن التنوين يُلحق بالأسماء التي تدل على الغاية، والكلمة في الآية الكريمة تدل على الغاية التي قصدها المتكلم، وهي جعل الاسم ساكناً، وبالتالي وجب إلحاق التنوين بها للدلالة على انتهاء الغاية.

أن التنوين يُلحق بالأسماء التي تدل على المكان، والكلمة في الآية الكريمة تدل على المكان الذي جعل فيه الاسم ساكنا، وهو لفظ “جعله”، وبالتالي وجب إلحاق التنوين بها للدلالة على انتهاء الغاية.

أدلة القائلين بأن التنوين في قوله تعالى: لجعله ساكنا هو تنوين التمكين:

أن التنوين يُلحق بالأسماء التي يريد المتكلم التأكيد على معناها، والكلمة في الآية الكريمة يريد المتكلم التأكيد على معناها، وهو جعل الاسم ساكنا، وبالتالي وجب إلحاق التنوين بها لتأكيد معناها.

أن التنوين يُلحق بالأسماء التي يريد المتكلم تمييزها عن غيرها، والكلمة في الآية الكريمة يريد المتكلم تمييزها عن غيرها من الأسماء، وبالتالي وجب إلحاق التنوين بها لتمييزها عن غيرها.

الخاتمة:

اختلف العلماء في حكم التنوين في قوله تعالى: {لِجَعْلِهِ سَاكِنًا}، فذهب بعضهم إلى أنه تنوين العوض، وذهب آخرون إلى أنه تنوين الغاية، وذهب ثالثون إلى أنه تنوين التمكين، ولكل قول من هذه الأقوال أدلته التي تدعمه.

أضف تعليق