حكم التهنئة بالسنة الجديدة

No images found for حكم التهنئة بالسنة الجديدة

المقدمة

يحتفل الناس في جميع أنحاء العالم بالعام الجديد بطرق مختلفة، بعضها ديني وبعضها ثقافي وبعضها شخصي. هناك من يعتبر بداية السنة الجديدة فرصة للتأمل والتفكير في الماضي والتخطيط للمستقبل، بينما يعتبرها آخرون فترة احتفال ومرح.

وقد اختلف العلماء في حكم التهنئة بالسنة الجديدة، فمنهم من أجازها ومنهم من حرمها. وسنناقش في هذا المقال أدلة الفريقين مع ذكر الأدلة وآراء العلماء.

وإذا كان لابد من التهنئة بالسنة الجديدة فيجب أن تكون خالية من أي مظاهر الاحتفال مثل الموسيقى والرقص والاختلاط بين الرجال والنساء.

آراء العلماء في حكم التهنئة بالسنة الجديدة

1. مباح:

– ذهب جمهور الفقهاء إلى أن التهنئة بالسنة الجديدة جائزة ومباحة، لأنها من باب التودد إلى الناس وإدخال السرور عليهم، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يهنئ أصحابه بالعيد.

– واستدلوا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لقِي أحدًا مِن أصحابه قال: كيف أصبحت يا أبا فلان؟ وكيف أمسيت يا فلان؟”.

– وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: “وَفِي ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى جَوَازِ التَّهْنِئَةِ بِالْعِيْدِ وَغَيْرِهِ”.

2. حرام:

– ذهب بعض العلماء إلى أن التهنئة بالسنة الجديدة حرام، لأنها من البدع المحدثة التي لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه.

– واستدلوا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: “ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: صباحكم بخيرٍ، ولا مساءكم بخيرٍ”.

– وقال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم: “وَقَوْلُهُ: مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ صَبَاحَكُمْ بخير وَمَسَاءَكُمْ بخير، هَذَا مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ لَا يُسَنُّ هَذَا الْكَلَامِ فِي التَّهْنِئَةِ، وَإِنَّمَا يُسَنُّ مَا يُنْقَلُ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ التَّهْنِئَةِ كَقُولِهِ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ”.

3. مكروه:

– ذهب بعض العلماء إلى أن التهنئة بالسنة الجديدة مكروهة، لأنها من البدع المحدثات التي ليس لها أصل في السنة النبوية.

– واستدلوا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه الإمام الترمذي في سننه عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التشبه بأهل الكتاب”.

– وقال الإمام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: “وَأَمَّا التَّهْنِئَةُ بِالْعِيْدِ وَغَيْرِهِ فَمَسْأَلَةٌ مُخْتَلَفٌ فِيهَا، وَالْأَقْرَبُ أَنَّهَا مَكْرُوهَةٌ، لِأَنَّهَا مِنْ بِدَعِ الْمُحْدَثِينَ”.

شروط التهنئة بالسنة الجديدة

1. أن تكون التهنئة خالصة من أي مظاهر الاحتفال مثل الموسيقى والرقص والاختلاط بين الرجال والنساء.

– لأن هذه المظاهر منكرة ومخالفة للشريعة الإسلامية.

2. أن تكون التهنئة بالكلمات الطيبة والدعوات الصادقة.

– مثل: “تقبل الله منا ومنكم” و”كل عام وأنتم بخير”.

3. أن تكون التهنئة في حدود المعقول.

– فلا يجوز أن تؤدي التهنئة إلى إضاعة الوقت أو الانشغال عن العبادات.

حكم المشاركة في احتفالات رأس السنة الميلادية

1. مشاركة المسلم في احتفالات رأس السنة الميلادية حرام.

– لأن هذه الاحتفالات من البدع المحرمة التي لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه.

– واستدلوا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه الإمام أحمد في مسنده عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التشبه بأهل الكتاب”.

2. مشاركة المسلم في احتفالات رأس السنة الميلادية مكروهة.

– لأن هذه الاحتفالات من المنكرات التي يكرهها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.

– واستدلوا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تشبه بقوم فهو منهم”.

3. مشاركة المسلم في احتفالات رأس السنة الميلادية جائزة ومباحة.

– إذا كانت هذه الاحتفالات خالية من أي مظاهر الاحتفال مثل الموسيقى والرقص والاختلاط بين الرجال والنساء.

– واستدلوا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لقِي أحدًا مِن أصحابه قال: كيف أصبحت يا أبا فلان؟ وكيف أمسيت يا فلان؟”.

الخاتمة

نخلص مما سبق إلى أن حكم التهنئة بالسنة الجديدة مختلف فيه بين العلماء، فمنهم من أجازها ومنهم من حرمها ومنهم من كرهها. والأرجح أن التهنئة بالسنة الجديدة جائزة ومباحة، إذا كانت خالية من أي مظاهر الاحتفال مثل الموسيقى والرقص والاختلاط بين الرجال والنساء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *