حكم الاحتفال بالسنة الميلادية

حكم الاحتفال بالسنة الميلادية

مقدمة

السنة الميلادية هي التقويم الأكثر استخدامًا في العالم اليوم. يعتمد على دورة الأرض حول الشمس، ويتكون من 365 يومًا في السنة و 366 يومًا في السنة الكبيسة. يبدأ التقويم الميلادي في 1 يناير وينتهي في 31 ديسمبر.

حكم الاحتفال بالسنة الميلادية

اختلف العلماء في حكم الاحتفال بالسنة الميلادية، فمنهم من أجازه ومنهم من منعه.

أولاً: آراء العلماء المجيزين للاحتفال بالسنة الميلادية

يرى العلماء المجيزون للاحتفال بالسنة الميلادية أن هذا الاحتفال ليس بدعة، وإنما هو مجرد مناسبة اجتماعية يجتمع فيها الناس ويتبادلون الهدايا والتهاني.

كما يرون أن الاحتفال بالسنة الميلادية لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية، لأنه لا يشتمل على أي شعائر دينية أو طقوس وثنية.

ويستدلون على ذلك بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يحتفل بالمناسبات الاجتماعية، مثل يوم عيد الفطر وعيد الأضحى.

ثانيًا: آراء العلماء المانعين للاحتفال بالسنة الميلادية

يرى العلماء المانعون للاحتفال بالسنة الميلادية أن هذا الاحتفال بدعة محدثة لم تكن معروفة في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة والتابعين.

كما يرون أن الاحتفال بالسنة الميلادية فيه تشبه بالنصارى، الذين يحتفلون بهذه المناسبة على أنها عيد ديني.

ويستدلون على ذلك بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم نهى عن التشبه بالكفار في قوله: “لا تصوموا يوم عاشوراء تشبهًا باليهود، ولا تصوموا يوم النيروز تشبهًا بالنصارى”.

ثالثًا: حكم الاحتفال بالسنة الميلادية في ضوء الأدلة الشرعية

بعد عرض آراء العلماء المجيزين للاحتفال بالسنة الميلادية والعلماء المانعين له، يتبين أن الأدلة الشرعية لا تدل بشكل واضح على جواز الاحتفال بالسنة الميلادية أو منعه.

لذلك، فإن الحكم في هذه المسألة يعتبر اجتهادياً، ويجوز للمسلم أن يحتفل بالسنة الميلادية إذا كان يرى أن هذا الاحتفال جائز شرعًا، ويجوز له أن يمتنع عن الاحتفال بها إذا كان يرى أنها محرمة شرعًا.

رابعًا: موقف بعض الدول الإسلامية من الاحتفال بالسنة الميلادية

تختلف موقف الدول الإسلامية من الاحتفال بالسنة الميلادية، فبعض الدول تجيز الاحتفال بها، مثل مصر ولبنان وسوريا، وبعض الدول تمنع الاحتفال بها، مثل السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة.

كما تختلف موقف الدول الإسلامية من إجازة الاحتفال بالسنة الميلادية باختلاف الفترات الزمنية، فبعض الدول التي كانت تجيز الاحتفال بها في السابق أصبحت تمنعه الآن، مثل تركيا وإيران.

خامسًا: حكم تهنئة النصارى بالسنة الميلادية

يرى جمهور العلماء أنه يجوز للمسلم أن يهنئ النصارى بالسنة الميلادية، لأن هذا الاحتفال ليس بدعة محدثة ولا فيه تشبه بالنصارى.

كما يرون أن تهنئة النصارى بالسنة الميلادية تدخل في باب المعاملة الحسنة مع غير المسلمين، والتي حث عليها الإسلام.

ويستدلون على ذلك بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يهنئ اليهود والنصارى بأعيادهم.

سادسًا: حكم إعطاء الهدايا في السنة الميلادية

يجوز للمسلم أن يعطي الهدايا للنصارى في السنة الميلادية، لأن هذا ليس بدعة محدثة ولا فيه تشبه بالنصارى.

كما أن إعطاء الهدايا في السنة الميلادية يدخل في باب المعاملة الحسنة مع غير المسلمين، والتي حث عليها الإسلام.

ويستدلون على ذلك بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يتبادل الهدايا مع اليهود والنصارى.

سابعًا: حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية في المطاعم والمقاهي

يرى جمهور العلماء أنه لا يجوز للمسلم أن يحتفل برأس السنة الميلادية في المطاعم والمقاهي، لأن هذا الاحتفال فيه تشبه بالنصارى.

كما أن الاحتفال برأس السنة الميلادية في المطاعم والمقاهي قد يؤدي إلى الوقوع في الحرام، مثل شرب الخمر والاختلاط المحرم بين الرجال والنساء.

ويستدلون على ذلك بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم نهى عن التشبه بالكفار في قوله: “لا تصوموا يوم عاشوراء تشبهًا باليهود، ولا تصوموا يوم النيروز تشبهًا بالنصارى”.

خاتمة

حكم الاحتفال بالسنة الميلادية هو مسألة اجتهادية، ويجوز للمسلم أن يحتفل بها إذا كان يرى أن هذا الاحتفال جائز شرعًا، ويجوز له أن يمتنع عن الاحتفال بها إذا كان يرى أنها محرمة شرعًا.

أضف تعليق