حكم التوسل بالنبي

حكم التوسل بالنبي

مقدمة:

التوسل هو طلب الشفاعة والتوسط من الله تعالى من خلال نبي أو ولي أو صالح، وقد اختلف العلماء في حكم التوسل بالنبي، فمنهم من أجازه ومنهم من منعه، وفي هذا المقال سنتناول حكم التوسل بالنبي مستدلين بالقرآن والسنة وأقوال العلماء.

أدلة جواز التوسل بالنبي:

1. الأدلة القرآنية:

قال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا} [النساء: 64].

قال الله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 100].

2. الأدلة النبوية:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استسقى، استسقى بربه ثم قال: “اللهم إنا نتوسل إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، اللهم فاشفعنا فيه وتقبّل شفاعته”.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهله، وضع يده على رأسه ثم قال: “بسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يشفى سقيمنا بإذن ربنا”.

3. أقوال العلماء:

قال الإمام النووي رحمه الله: “التوسل بالنبي جائز باتفاق العلماء”.

قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: “التوسل بالنبي جائز، وهو من أفضل القربات إلى الله تعالى”.

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: “التوسل بالنبي من أعظم أسباب القبول عند الله تعالى”.

حكم التوسل بالنبي:

جمهور العلماء على جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، والدليل على ذلك ما سبق من الأدلة القرآنية والنبوية وأقوال العلماء، ولا يجوز إنكار التوسل بالنبي لأنه من الأمور المشروعة التي ثبتت بالسنة النبوية الصحيحة، ومن أنكر ذلك فقد خالف السنة النبوية واتهم العلماء بالكذب والافتراء.

شروط التوسل بالنبي:

1. الإخلاص لله تعالى: يجب أن يكون التوسل بالنبي خالصًا لله تعالى وحده، ولا يصح التوسل به إلا لله تعالى.

2. الاعتقاد بأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك نفعًا ولا ضرًا: يجب أن يعتقد المتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يملك نفعًا ولا ضرًا، وأن الشفاعة بيده وحده.

3. عدم الغلو في التوسل بالنبي: يجب ألا يغلو المتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولا يعتقد أنه يعلم الغيب أو أنه قادر على تغيير قدر الله تعالى.

آداب التوسل بالنبي:

1. التذلل والخشوع: يجب أن يتذلل المتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ويخشع له، ويعتقد أنه لا يستحق الشفاعة إلا برحمة الله تعالى.

2. الصلاة على النبي: يجب أن يصلي المتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم عليه، ويدعو له بالرحمة والمغفرة.

3. الاستغفار والتوبة: يجب أن يستغفر المتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ويتوب إلى الله تعالى، ويطلب منه المغفرة والرحمة.

مراتب التوسل بالنبي:

1. التوسل بدعائه وشفاعته: وهو أن يدعو المتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ويشفع له عند الله تعالى.

2. التوسل باسمه: وهو أن يذكر المتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم اسمه عند الدعاء والاستغفار.

3. التوسل بذكره: وهو أن يذكر المتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ذكره عند الدعاء والاستغفار.

فضل التوسل بالنبي:

1. قربة إلى الله تعالى: التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم من القربات إلى الله تعالى، وهو من أعظم أسباب القبول عند الله تعالى.

2. سبب لرحمة الله تعالى: التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم سبب لرحمة الله تعالى، وهو من أعظم أسباب المغفرة والعتق من النار.

3. سبب لشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم: التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم سبب لشفاعته صلى الله عليه وسلم للمتوسل به يوم القيامة.

خاتمة:

تبين مما سبق أن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم جائز باتفاق جمهور العلماء، وهو من الأمور المشروعة التي ثبتت بالسنة النبوية الصحيحة، ويجب على المسلم أن يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى وأن يعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك نفعًا ولا ضرًا، وأن الشفاعة بيده وحده، وأن التوسل به إنما هو تعظيم له وتبرك به، وليس شركًا ولا كفرًا.

أضف تعليق