حكم الجمع بين الاضحية والعقيقة

حكم الجمع بين الاضحية والعقيقة

حكم الجمع بين الأضحية والعقيقة

مقدمة:

الأضحية والعقيقة هما من العبادات التي شرعها الله تعالى للمسلمين، وقد وردت الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على ذبح الأضحية والعقيقة، ومن هذه الأحاديث ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أنس رضي الله عنه: “أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين، فذبحهما بيده، وسمى وكبر”.

الفرق بين الأضحية والعقيقة:

الأضحية هي الذبيحة التي يذبحها المسلم تقربًا إلى الله تعالى في يوم عيد الأضحى، أما العقيقة فهي الذبيحة التي يذبحها المسلم عن المولود الجديد في اليوم السابع أو الرابع عشر أو الحادي والعشرين من ولادته.

حكم الجمع بين الأضحية والعقيقة:

اختلف الفقهاء في حكم الجمع بين الأضحية والعقيقة، فذهب جمهور الفقهاء إلى عدم جواز الجمع بينهما، واستدلوا على ذلك بأن كلًا من الأضحية والعقيقة عبادة مستقلة بذاتها، ولها شروطها وأحكامها الخاصة، وبالتالي لا يجوز الجمع بينهما.

أدلة عدم الجمع بين الأضحية والعقيقة:

1. قال الله تعالى: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾ [الحج: 34].

ودل ذلك على أن لكل أمة مناسك خاصة بها، والأضحية والعقيقة من مناسك المسلمين، وبالتالي لا يجوز الجمع بينهما.

2. لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة الكرام أي دليل على جواز الجمع بين الأضحية والعقيقة.

3. الجمع بين الأضحية والعقيقة فيه إجحاف بحقوق الفقراء والمساكين، لأن الأضحية والعقيقة يُشترط فيهما أن تكون سليمة ومعيبة، وهذا قد يؤدي إلى ارتفاع أسعارها، وبالتالي لا يتمكن الفقراء والمساكين من شرائها.

أدلة جواز الجمع بين الأضحية والعقيقة:

1. قال الله تعالى: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾ [البقرة: 196].

ودل ذلك على أنه يجب على المسلمين إتمام الحج والعمرة، والحج والعمرة مناسك متعددة، ومع ذلك يجب على المسلمين إتمامها جميعًا.

2. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن امرأتي وضعت غلامًا، فقال: أضحِ عنه بشاة، فأتاه بعد عام، فقال: يا رسول الله، وضعت امرأتي غلامًا، فقال: أضحِ عنه، فقال: يا رسول الله، إني فقير، فقال: اذهب فاطلب شاة، واستسلف ثمنها، ثم أضحِ به، فقال: يا رسول الله، فكيف أصنع بالدين؟ قال: تقضيه من ثمن جلدها ولحمها”.

وفي هذا الحديث دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الرجل بأن يضحي عن ابنه في كل عام، ولم يحدد له يومًا معينًا، وبالتالي يجوز الجمع بين الأضحية والعقيقة.

3. الجمع بين الأضحية والعقيقة فيه تيسير على المسلمين، خاصة الفقراء والمساكين، لأنه يجنبهم عناء شراء ذبيحتين مختلفتين، ويكفيهم شراء ذبيحة واحدة تكفي للأضحية والعقيقة.

شروط الجمع بين الأضحية والعقيقة:

1. أن تكون الذبيحة سليمة ومعيبة.

2. أن تبلغ الذبيحة السن المحدد شرعًا للأضحية والعقيقة.

3. أن يتم ذبح الذبيحة في يوم عيد الأضحى.

4. أن يتم توزيع لحم الذبيحة على الفقراء والمساكين.

حكم الجمع بين الأضحية والعقيقة للمولود الأنثى:

اختلف الفقهاء في حكم الجمع بين الأضحية والعقيقة للمولود الأنثى، فذهب جمهور الفقهاء إلى عدم جواز الجمع بينهما، واستدلوا على ذلك بأن العقيقة سنة مؤكدة في حق المولود الذكر فقط، ولا تجب في حق المولود الأنثى.

حكم الجمع بين الأضحية والعقيقة للمولود التوأم:

اختلف الفقهاء في حكم الجمع بين الأضحية والعقيقة للمولود التوأم، فذهب جمهور الفقهاء إلى جواز الجمع بينهما، واستدلوا على ذلك بأن التوأمين يُعتبران شخصين مستقلين، وبالتالي يجب أن يضحي عنهما بذبيحتين مختلفتين.

الخلاصة:

اختلف الفقهاء في حكم الجمع بين الأضحية والعقيقة، فذهب جمهور الفقهاء إلى عدم جواز الجمع بينهما، واستدلوا على ذلك بأن كلًا من الأضحية والعقيقة عبادة مستقلة بذاتها، ولها شروطها وأحكامها الخاصة، وبالتالي لا يجوز الجمع بينهما.

وذهب بعض الفقهاء إلى جواز الجمع بين الأضحية والعقيقة، واستدلوا على ذلك بأن الجمع بينهما فيه تيسير على المسلمين، خاصة الفقراء والمساكين، لأنه يجنبهم عناء شراء ذبيحتين مختلفتين، ويكفيهم شراء ذبيحة واحدة تكفي للأضحية والعقيقة.

أضف تعليق