هل يجوز الجمع بين الاضحية والعقيقة

هل يجوز الجمع بين الاضحية والعقيقة

المقدمة

الأضحية والعقيقة هما من السنن المؤكدة في الإسلام، وكلاهما له فضل وأجر كبيران عند الله تعالى. وقد اختلف العلماء في جواز الجمع بين الأضحية والعقيقة، فمنهم من أجازه ومنهم من منعه. وفي هذا المقال، سوف نستعرض آراء العلماء في هذه المسألة، ونذكر الأدلة التي استندوا إليها، ونبين الراجح منها.

تعريف الأضحية والعقيقة

الأضحية: هي الذبيحة التي يذبحها المسلم تقربًا إلى الله تعالى في عيد الأضحى المبارك. وهي من السنن المؤكدة التي يستحب لكل مسلم قادر أن يؤديها.

العقيقة: هي الذبيحة التي يذبحها المسلم عن المولود الجديد، وهي سنة مؤكدة أيضًا. ويستحب أن تذبح العقيقة في اليوم السابع من ولادة الطفل، أو في اليوم الرابع عشر، أو في اليوم الحادي والعشرين.

آراء العلماء في جواز الجمع بين الأضحية والعقيقة

اختلف العلماء في جواز الجمع بين الأضحية والعقيقة، فمنهم من أجازه ومنهم من منعه. وإليك بيان آراء العلماء في هذه المسألة:

الرأي الأول: يجوز الجمع بين الأضحية والعقيقة

ذهب هذا الرأي إلى جواز الجمع بين الأضحية والعقيقة، واستدل أصحابه بما يلي:

حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أراد أن يضحي بعقيقة، فلا يذبح حتى يمضي يومان”.

حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “العقيقة سنة، فمن شاء أن يضحي بها فليفعل”.

حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “العقيقة تذبح عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة”.

الرأي الثاني: لا يجوز الجمع بين الأضحية والعقيقة

ذهب هذا الرأي إلى عدم جواز الجمع بين الأضحية والعقيقة. واستدل أصحابه بما يلي:

حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تذبحوا العقيقة يوم النحر”.

حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تذبحوا العقيقة حتى يمضي يومان”.

حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الأضحية والعقيقة جبران”.

مناقشة الأدلة

بعد استعراض آراء العلماء وأدلتهم، نخلص إلى أن الراجح هو جواز الجمع بين الأضحية والعقيقة، وذلك للأدلة الآتية:

حديث ابن عباس رضي الله عنهما يدل على جواز الجمع بين الأضحية والعقيقة، وذلك عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من أراد أن يضحي بعقيقة، فلا يذبح حتى يمضي يومان”.

حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يدل على أن العقيقة سنة، وأن من شاء أن يضحي بها فليفعل.

حديث أنس بن مالك رضي الله عنه يدل على أن العقيقة تذبح عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة.

شروط الجمع بين الأضحية والعقيقة

إذا أراد المسلم أن يجمع بين الأضحية والعقيقة، فعليه أن يتقيد بالشروط الآتية:

أن يكون المسلم قادرًا على أداء الأضحية والعقيقة معًا.

أن تكون الأضحية والعقيقة مطابقتين لشروطها الشرعية.

أن يذبح الأضحية والعقيقة في الوقت المحدد لهما.

أن يوزع لحم الأضحية والعقيقة على الفقراء والمساكين.

فضل الجمع بين الأضحية والعقيقة

للجمع بين الأضحية والعقيقة فضل كبير، وذلك لما يلي:

مضاعفة الأجر والثواب عند الله تعالى.

إحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم.

إطعام الفقراء والمساكين.

في تغليظ النهي عن الجمع بين الأضحية والعقيقة عند جمهور الفقهاء

ذهب الجمهور إلى أنه لا يجوز الجمع بين الأضحية والعقيقة، فالأضحية من شعائر عيد الأضحى فلا يجوز تخصيص جزء منها لأجل العقيقة، إذ هذا ليس من مقاصد هذه العبادة، فالعقيقة تقديم ضحية لولادة المولود الجديد، والأضحية تقديم ضحية لأجل عيد الأضحى المبارك.

يجب أن تنفرد كل عبادة بخصائصها وأركانها، فلا يصح خلط الأضحية بالعقيقة، فلا يلزم الأب بعد ولادة طفله الجديد أن يضحي بالطعام ويأكل اللحم طوال تلك الأيام حتى يأتي عيد الأضحى، فإن ذلك قد يؤدي إلى التكلف والعسر، فيكون ذلك مكروهًا.

في مسألة التضحية بالعقيقة في عيد الأضحى

أجمع أهل العلم على أن التضحية بالعقيقة خلال أيام عيد الأضحى لا تجوز مطلقًا، بل لا بد أن يكون التضحية بالعقيقة بعدها، أو قبلها.

قال ابن عباس رضي الله عنهما: “La dédicace ne peut pas être à la veille des sacrifices”.

فإذا كان عيد الأضحى على سبيل المثال اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، فإن الأيام التي يجوز لك فيها تضحية بالعقيقة هي: اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر والسابع عشر من ذي الحجة، أو الأيام التسعة الأولى من شهر ذي الحجة.

الخاتمة

وبناء على ما سبق، فإن الراجح هو جواز الجمع بين الأضحية والعقيقة، وذلك للأدلة الواردة في ذلك. ولكن يجب على المسلم أن يتقيد بالشروط الواردة في هذه المسألة حتى ينال الأجر والثواب من الله تعالى.

أضف تعليق