حكم الجمع بين الزوجتين في فراش واحد

حكم الجمع بين الزوجتين في فراش واحد

المقدمة:

الزواج هو رابطة مقدسة بين رجل وامرأة، وقد شرعه الله تعالى ليكون مصدراً للسعادة والسكينة والاطمئنان. ومن الأمور التي قد تؤثر على استقرار الحياة الزوجية هي مسألة الجمع بين الزوجتين في فراش واحد. ففي حين يرى البعض أن هذا الأمر جائز شرعًا، يرى آخرون أنه مكروه أو محرم. وفي هذا المقال، سوف نناقش حكم الجمع بين الزوجتين في فراش واحد من منظور الشريعة الإسلامية.

1. تعريف الجمع بين الزوجتين في فراش واحد:

الجمع بين الزوجتين في فراش واحد يعني أن يجمع الرجل بين زوجتيه في فراش واحد في نفس الليلة. وقد يكون ذلك برضاهما أو بدون رضاهما.

2. حكم الجمع بين الزوجتين في فراش واحد في الشريعة الإسلامية:

اختلف الفقهاء في حكم الجمع بين الزوجتين في فراش واحد، فذهب جمهور الفقهاء إلى جواز ذلك، بينما ذهب بعض الفقهاء إلى كراهته أو تحريمه.

أ. رأي جمهور الفقهاء:

يرى جمهور الفقهاء أن الجمع بين الزوجتين في فراش واحد جائز شرعًا، واستدلوا على ذلك بما يلي:

– قوله تعالى: “وَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلا تَعُولُوا” (النساء: 3).

وقد جاء في تفسير هذه الآية أن الرجل يجوز له أن يتزوج بأكثر من واحدة حتى أربع زوجات، بشرط أن يعدل بينهن. ولم يشترط الله تعالى في هذه الآية أن يكون لكل زوجة فراش منفصل.

– قوله تعالى: “وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ” (المؤمنون: 5-6).

وقد جاء في تفسير هذه الآية أن الرجل لا يجوز له أن يزني، ولكن يجوز له أن يجامع زوجاته أو إمائه. ولم يشترط الله تعالى في هذه الآية أن يكون لكل زوجة فراش منفصل.

ب. رأي من كره الجمع بين الزوجتين في فراش واحد:

ذهب بعض الفقهاء إلى كراهة الجمع بين الزوجتين في فراش واحد، واستدلوا على ذلك بما يلي:

– قوله تعالى: “وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا” (النساء: 19).

وقد جاء في تفسير هذه الآية أن الرجل ملزم بأن يعاشر زوجاته بالمعروف، أي بالعدل والإحسان. وقد ذكر بعض المفسرين أن من المعروف ألا يجمع الرجل بين زوجتيه في فراش واحد، لأن ذلك قد يؤدي إلى الغيرة والشقاق بينهما.

– ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا يجمع الرجل بين امرأتين في بيت واحد إلا بإذنهما جميعًا”.

وقد جاء في تفسير هذا الحديث أن الرجل لا يجوز له أن يجمع بين زوجتيه في فراش واحد إلا إذا رضيتا بذلك.

ج. رأي من حرم الجمع بين الزوجتين في فراش واحد:

ذهب بعض الفقهاء إلى تحريم الجمع بين الزوجتين في فراش واحد، واستدلوا على ذلك بما يلي:

– قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يجمع الرجل بين امرأتين في لحاف واحد”.

وقد جاء في تفسير هذا الحديث أن الرجل لا يجوز له أن يجمع بين زوجتيه في فراش واحد، سواء برضاهما أو بدون رضاهما.

– ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لعن الله من جمع بين امرأتين في لحاف واحد”.

وقد جاء في تفسير هذا الحديث أن الرجل الذي يجمع بين زوجتيه في فراش واحد ملعون من الله تعالى.

الخاتمة:

اختلف الفقهاء في حكم الجمع بين الزوجتين في فراش واحد، فذهب جمهور الفقهاء إلى جواز ذلك، بينما ذهب بعض الفقهاء إلى كراهته أو تحريمه. والرأي الراجح في هذه المسألة هو رأي جمهور الفقهاء، أي جواز الجمع بين الزوجتين في فراش واحد، بشرط أن يكون ذلك برضاهما.

أضف تعليق