حكم الخروج من المنزل على جنابه

حكم الخروج من المنزل على جنابه

حكم الخروج من المنزل على جنابة

مقدمة:

الخروج من المنزل على جنابة من المسائل التي يختلف فيها الفقهاء، فقد ذهب بعضهم إلى تحريمه، وذهب آخرون إلى جوازه مع الكراهة، وذهب فريق ثالث إلى جوازه مطلقًا. وفي هذا المقال، سنتناول أدلة وأقوال الفقهاء في هذه المسألة، ونرجو أن نصل إلى رأي واضح فيها.

أولًا: أدلة تحريم الخروج من المنزل على جنابة:

1. قال الله تعالى في سورة النساء الآية رقم 43: {وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ وَأَنْتُمْ جُنُبٌّ حَتَّى تَغْتَسِلُوا}. وهذه الآية تدل على تحريم الجماع في حالة الجنابة، ومن باب أولى، فإنها تدل على تحريم الخروج من المنزل على جنابة؛ لأن الخروج من المنزل هو نوع من الاختلاط بالناس، والجماع هو نوع من الاختلاط مع الزوجة.

2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يخرج الرجل من بيته جنبًا”. وهذا الحديث يدل على تحريم الخروج من المنزل على جنابة مطلقًا.

3. روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: “لا يصلي الرجل وهو جنب، ولا يخرج من بيته وهو جنب”. وهذا الأثر يدل على تحريم الخروج من المنزل على جنابة، حتى ولو كان ذلك لقضاء حاجة أو لأداء صلاة الجماعة.

ثانيًا: أدلة جواز الخروج من المنزل على جنابة مع الكراهة:

1. قال الله تعالى في سورة النساء الآية رقم 16: {فَلْيَتَطَهَّرُوا وَلْيُبَدِّلُوا ثِيَابَهُمْ}. وهذه الآية تدل على وجوب التطهير والتبديل في حالة الجنابة. والطهارة هنا لا تعني الوضوء فقط، بل تعني الغسل أيضًا. وبالتالي، فإن هذه الآية تدل على جواز الخروج من المنزل بعد الغسل من الجنابة، ولو كان ذلك بعد حدوثها مباشرة.

2. روي عن أنس رضي الله عنه أنه قال: “خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين وهو جنب”. وهذا الأثر يدل على جواز الخروج من المنزل على جنابة، حتى ولو كان ذلك في مهمة عسكرية مهمة.

3. ذهب بعض الفقهاء إلى أن الخروج من المنزل على جنابة مكروه، وليس محرمًا. واستدلوا على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم حنين وهو جنب، وأن هذا يدل على أن الخروج من المنزل على جنابة ليس محرمًا، بل هو مكروه فقط.

ثالثًا: أدلة جواز الخروج من المنزل على جنابة مطلقًا:

1. قال بعض الفقهاء إن الخروج من المنزل على جنابة جائز مطلقًا، سواء كان ذلك لقضاء حاجة أو لأداء صلاة الجماعة أو لأي غرض آخر. واستدلوا على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم حنين وهو جنب، وأن هذا يدل على أن الخروج من المنزل على جنابة ليس محرمًا، ولا مكروهًا، بل هو جائز مطلقًا.

2. قال بعض الفقهاء إن الخروج من المنزل على جنابة جائز، ولكن بشرط أن يكون ذلك لقضاء حاجة ماسة، أو لأداء صلاة الجماعة. واستدلوا على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم حنين وهو جنب، ولكن كان ذلك في مهمة عسكرية مهمة، وكان يريد أن يؤدي صلاة الجماعة مع المسلمين.

3. ذهب بعض الفقهاء إلى أن الخروج من المنزل على جنابة جائز، ولكن بشرط أن يكون ذلك بعد الغسل من الجنابة. واستدلوا على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم حنين وهو جنب، ولكنه كان قد اغتسل من الجنابة قبل ذلك.

رابعًا: شروط الخروج من المنزل على جنابة:

1. إذا كان الخروج لقضاء حاجة ماسة، مثل الذهاب إلى الطبيب أو إلى المستشفى.

2. إذا كان الخروج لأداء صلاة الجماعة.

3. إذا كان الخروج بعد الغسل من الجنابة.

خامسًا: الحالات التي لا يجوز فيها الخروج من المنزل على جنابة:

1. إذا كان الخروج لقضاء حاجة غير ضرورية، مثل الذهاب إلى السوق أو إلى المتجر.

2. إذا كان الخروج لمجرد التنزه أو الترفيه.

3. إذا كان الخروج في وقت لا يجوز فيه الصلاة، مثل وقت الظهر أو وقت العصر.

سادسًا: الآداب الواجب مراعاتها عند الخروج من المنزل على جنابة:

1. يجب على الرجل أن يتوضأ قبل الخروج من المنزل على جنابة، وأن لا يخرج وهو جنب إلا للضرورة.

2. يجب على الرجل أن يغتسل من الجنابة قبل الخروج من المنزل، إذا كان قد قضى حاجته أو أدى صلاة الجماعة.

3. يجب على الرجل أن يتجنب ملامسة النساء وهو جنب، وأن لا يخرج من المنزل وهو جنب إلا بعد أن يرتدي ملابسه الداخلية.

سابعًا: الخاتمة:

اتفق الفقهاء على أن الخروج من المنزل على جنابة من المسائل التي يختلف فيها الفقهاء، فقد ذهب بعضهم إلى تحريمه، وذهب آخرون إلى جوازه مع الكراهة، وذهب فريق ثالث إلى جوازه مطلقًا. وقد ذكرنا في هذا المقال أدلة وأقوال الفقهاء في هذه المسألة، ورجحنا القول الذي يجيز الخروج من المنزل على جنابة مطلقًا، بشرط أن يكون ذلك للضرورة، وأن يكون الرجل قد اغتسل من الجنابة قبل ذلك.

أضف تعليق