حكم الربا في الإسلام

حكم الربا في الإسلام

حكم الربا في الإسلام

المقدمة:

الربا في الإسلام هو أخذ زيادة على رأس المال عند إقراض النقود أو السلع، وهو محرم شرعاً لما فيه من استغلال حاجة المقترض وجوره عليه. وقد وردت العديد من الآيات والأحاديث النبوية التي تحرم الربا وتلعن آكليه.

حكم الربا في القرآن الكريم والسنة النبوية:

1. الآيات القرآنية التي تحرم الربا:

– قال تعالى: “يأيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون” (آل عمران: 130).

– قال تعالى: “الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس” (البقرة: 275).

2. الأحاديث النبوية التي تحرم الربا:

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه” (رواه أحمد والترمذي وصححه ابن حبان).

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الربا سبعون حوباً، أدناها كمن ينكح أمه” (رواه أحمد وابن ماجه والبيهقي).

أسباب تحريم الربا في الإسلام:

1. الربا يظلم المقترض ويستغل حاجته:

الربا يجعل المقترض يدفع مبلغاً أكبر من المبلغ الذي اقترضه، مما يثقل كاهله ويضره مالياً. وهذا مخالف لتعاليم الإسلام التي تحث على التراحم والتعاون بين الناس.

2. الربا يمنع تدفق النقود في الأسواق:

الربا يجعل الناس يخزنون نقودهم بدلاً من استثمارها، مما يؤدي إلى نقص السيولة في الأسواق وركود الاقتصاد. وهذا يضر بالاقتصاد ككل ويقلل من فرص العمل.

3. الربا يؤدي إلى تفاقم الفقر وعدم المساواة:

الربا يجعل الأغنياء يزدادون ثراءً والفقراء يزدادون فقراً. وهذا يؤدي إلى تفاقم الفقر وعدم المساواة في المجتمع.

أنواع الربا:

1. الربا الفعلي:

هو أخذ زيادة على رأس المال عند إقراض النقود أو السلع. وهذا هو النوع الأكثر شيوعاً من الربا.

2. الربا الحكمي:

هو كل معاملة مالية تؤدي إلى زيادة في رأس المال دون مقابل حقيقي. مثل بيع السلعة بثمن مؤجل مع زيادة على الثمن الأصلي.

3. الربا القرضي:

هو أخذ زيادة على رأس المال عند إقراض النقود. وهذا النوع من الربا محرم شرعاً حتى لو كان بنسبة قليلة.

4. الربا الجاهلي:

هو الربا الذي كان سائداً في الجاهلية قبل الإسلام. وكان هذا النوع من الربا قاسياً جداً، حيث كان المقترض يدفع ضعف أو ثلاثة أضعاف المبلغ الذي اقترضه.

حكم الربا في المذاهب الإسلامية الأربعة:

1. مذهب الحنفية:

يحرم الربا بكل أنواعه وأشكاله، سواء كان ربا قرضي أو ربا بيعي أو ربا جاهلي.

2. مذهب المالكية:

يحرم الربا بكل أنواعه وأشكاله أيضاً، إلا في حالة الضرورة القصوى.

3. مذهب الشافعية:

يحرم الربا بكل أنواعه وأشكاله أيضاً، لكنه يجيز بعض صور الربا الحكمي إذا كان الغرض منه تحقيق مصلحة مشروعة.

4. مذهب الحنابلة:

يحرم الربا بكل أنواعه وأشكاله أيضاً، ولا يجيز أي صور من الربا الحكمي.

البدائل الإسلامية للربا:

1. المضاربة:

هي شراكة بين شخصين أو أكثر، حيث يقدم أحد الشركاء المال والآخر العمل. وتكون الأرباح موزعة بين الشركاء بنسبة متفق عليها.

2. المرابحة:

هي بيع سلعة بثمن مؤجل مع زيادة على الثمن الأصلي، لكن هذه الزيادة تكون معلومة ومحددة مسبقاً.

3. الإجارة:

هي عقد بين شخصين، حيث يؤجر أحدهما للآخر سلعة أو عقاراً مقابل مبلغ من المال.

الخاتمة:

الربا محرم شرعاً لما فيه من استغلال حاجة المقترض وجوره عليه. وقد وردت العديد من الآيات والأحاديث النبوية التي تحرم الربا وتلعن آكليه. وهناك العديد من البدائل الإسلامية للربا التي يمكن استخدامها لتمويل المشاريع التجارية دون الوقوع في المحظور الشرعي.

أضف تعليق