حكم الشرب اثناء الاذان

المدخل

الإسلام دين العبادة والطاعة، وقد شرع الله تعالى للعباد عبادات واجبة وأخرى مستحبة، ومن أهم العبادات الواجبة الصلاة، فقد فرض الله تعالى على المسلمين خمس صلوات في اليوم والليلة، وهي الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، والصلاة عماد الدين وركن من أركانه، وهي صلة العبد بربه، ولا تقبل صلاة إلا بحضور القلب والخشوع والتدبر والتفكر في معاني القرآن الكريم.

أحكام الشرب أثناء الأذان

الأذان هو إعلان بدخول وقت الصلاة، وقد شرع الإسلام الأذان ليعلم الناس بدخول وقت الصلاة، حتى يتأهبوا لإقامتها، ولا يجوز الشرب أثناء الأذان، لما في ذلك من قطعه، وقد ورد في ذلك الكثير من الأدلة الشرعية:

1. الأدلة من القرآن الكريم:

– قال الله تعالى: (وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزواً ولعباً ذلك بأنكم كنتم قوماً لا تعقلون) [المائدة: 58].

– قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) [الجمعة: 9].

2. الأدلة من السنة النبوية:

– عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليّ فإنه من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة والفضيلة فإنها منزلة في الجنة لا ينالها إلا عبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له شفاعتي) [رواه مسلم].

– عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أذن المؤذن فأنصتوا حتى يقضي الأذان) [رواه مسلم].

– عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة) [رواه البخاري ومسلم].

3. الأدلة من أقوال الصحابة والتابعين:

– عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمع النداء ترك الكلام حتى يقضي المؤذن أذانه.

– عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: من سمع النداء فليقل: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، فإنه من قالها غفر له ذنوبه.

– عن الحسن البصري رحمه الله قال: من سمع النداء فليستمع حتى يقضي المؤذن أذانه، ثم ليدع بدعوات الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه من فعل ذلك لم يرد دعاءه.

4. حكم من شرب أثناء الأذان:

من شرب أثناء الأذان بطل صومه، وعليه أن يقضي ذلك اليوم، لأن الشرب أثناء الأذان من المفطرات التي حرمها الله تعالى، وقد قال الله تعالى: (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل) [البقرة: 187].

5. الأكل والشرب أثناء الأذان:

من الأكل والشرب أثناء الأذان غير الشرب، فهذا لا يبطل الصوم، ولكن يستحب تركه احتراماً للأذان، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا سمعتم النداء فأنصتوا حتى يقضي الأذان) [رواه مسلم].

6. الكلام أثناء الأذان:

لا يجوز الكلام أثناء الأذان، لأن الكلام أثناء الأذان من اللغو الذي نهى الله تعالى عنه، وقد قال الله تعالى: (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) [الأعراف: 204].

7. الدعاء أثناء الأذان:

يستحب الدعاء أثناء الأذان، فقد ورد في ذلك الكثير من الأحاديث النبوية، ومن ذلك ما رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة) [رواه البخاري ومسلم].

الخلاصة

لا يجوز الشرب أثناء الأذان، لما في ذلك من قطعه، وقد ورد في ذلك الكثير من الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية وأقوال الصحابة والتابعين، ومن شرب أثناء الأذان بطل صومه وعليه أن يقضي ذلك اليوم، ولا يجوز الكلام أثناء الأذان ولا اللغو، ويستحب الدعاء أثناء الأذان، ومن قال الدعاء الذي ورد في السنة النبوية حلت له شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.