حكم الصيام عند نزول الدم البني قبل الدورة

حكم الصيام عند نزول الدم البني قبل الدورة

حكم الصيام عند نزول الدم البني قبل الدورة الشهرية

مقدمة

الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو عبادة عظيمة لها أجر كبير عند الله تعالى، وقد شرع الله الصيام في شهر رمضان المبارك، وفيه يمتنع المسلمون عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ولكن هناك بعض الحالات التي يُباح فيها للمسلم الفطر، ومنها نزول الدم البني قبل الدورة الشهرية، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن حكم الصيام عند نزول الدم البني قبل الدورة الشهرية.

حكم الصيام عند نزول الدم البني قبل الدورة الشهرية

لقد اختلف الفقهاء في حكم الصيام عند نزول الدم البني قبل الدورة الشهرية، فذهب بعضهم إلى أنه دم حيض ويجب على المرأة أن تفطر ولا تصوم، بينما ذهب البعض الآخر إلى أنه دم استحاضة ولا يمنع المرأة من الصيام، ومن الفقهاء من قال إنه دم فساد ولا يمنع المرأة من الصيام ولكنه يبطله، وفيما يلي بيان هذه الأقوال الثلاثة:

أولاً: القول الأول: أن الدم البني هو دم حيض ويجب على المرأة أن تفطر ولا تصوم

وهذا القول هو قول جمهور الفقهاء، وهو قول المالكية والشافعية والحنابلة، وقد استدلوا على ذلك بما يلي:

1. أن الدم البني هو دم الحيض، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الحيض دم أسود ثخين”.

2. أن الدم البني ينزل في نفس الوقت الذي ينزل فيه دم الحيض، وهو قبل الدورة الشهرية.

3. أن الدم البني له نفس الأعراض والعلامات التي توجد في دم الحيض، مثل آلام البطن والظهر والغثيان.

ثانياً: القول الثاني: أن الدم البني هو دم استحاضة ولا يمنع المرأة من الصيام

وهذا القول هو قول الحنفية وهو أحد أقوال العلماء في أحكام الصيام، وقد استدلوا على ذلك بما يلي:

1. أن الدم البني ليس دم حيض، لأن دم الحيض أسود ثخين، أما الدم البني فهو خفيف ولونه بني.

2. أن الدم البني لا ينزل في نفس الوقت الذي ينزل فيه دم الحيض، بل ينزل قبل الدورة الشهرية أو بعدها.

3. أن الدم البني ليس له نفس الأعراض والعلامات التي توجد في دم الحيض، مثل آلام البطن والظهر والغثيان.

ثالثاً: القول الثالث: أن الدم البني دم فساد ولا يمنع المرأة من الصيام ولكنه يبطله

وهذا القول هو قول بعض العلماء، وقد استدلوا على ذلك بما يلي:

1. أن الدم البني ليس دم حيض، لأنه ليس له نفس الأعراض والعلامات التي توجد في دم الحيض، مثل آلام البطن والظهر والغثيان.

2. أن الدم البني ليس دم استحاضة، لأنه لا ينزل في نفس الوقت الذي ينزل فيه دم الاستحاضة، بل ينزل قبل الدورة الشهرية أو بعدها.

3. أن الدم البني هو دم فساد، وهو دم ينزل بسبب مرض أو علة في الرحم، وهذا الدم لا يمنع المرأة من الصيام، ولكنه يبطله.

كيفية التمييز بين دم الحيض ودم الاستحاضة

للتفريق بين دم الحيض ودم الاستحاضة لا بد من النظر في عدة أمور منها:

1- اللون: يكون دم الحيض أحمر غامق أو بني فاتح، أما دم الاستحاضة فيكون بني غامق أو أسود.

2- الرائحة: يكون دم الحيض له رائحة كريهة، أما دم الاستحاضة فلا رائحة له.

3- الكمية: يكون دم الحيض غزيرًا نسبيًا، أما دم الاستحاضة فيكون قليلًا.

4- المدة: يستمر دم الحيض لمدة تتراوح بين 3 و10 أيام، أما دم الاستحاضة فيستمر لمدة أطول من ذلك.

5- الأعراض المصاحبة: عادة ما يصاحب دم الحيض أعراض أخرى مثل آلام أسفل البطن والظهر والصداع والغثيان، أما دم الاستحاضة فلا يصاحبه أي أعراض.

حكم الصيام عند نزول الدم البني بعد الدورة الشهرية

إذا نزل دم بني بعد الدورة الشهرية ولم ينقطع، فهذا دم استحاضة، ولا يمنع المرأة من الصيام، ودليل ذلك ما روي عن أم عطية رضي الله عنها قالت: “كنا لا نعد الكدرة من الحيض، فكنا نصلي ونصوم وهي معنا”.

إذا استمر الدم البني لمدة طويلة

إذا استمر الدم البني لمدة طويلة ولم ينقطع، فهذا يدل على وجود مرض في الرحم، ويجب على المرأة في هذه الحالة استشارة الطبيب لمعرفة سبب النزيف وعلاجه.

خاتمة

لقد ذكرنا في هذا المقال حكم الصيام عند نزول الدم البني قبل الدورة الشهرية، وأشرنا إلى الأقوال الثلاثة للفقهاء في هذه المسألة، وبينا كيفية التمييز بين دم الحيض ودم الاستحاضة، كما ذكرنا حكم الصيام عند نزول الدم البني بعد الدورة الشهرية، وفي حال استمرار النزيف لفترة طويلة فيجب على المرأة استشارة الطبيب لمعرفة سبب النزيف وعلاجه.

أضف تعليق