حكم الصيام عند نزول الدم البني
مقدمة
الصيام أحد أركان الإسلام الخمسة، ولا يصح إسلام المرء إلا به، وهو عبادة عظيمة يُثاب عليها المسلم الأجر العظيم، وقد شرعه الله تعالى في شهر رمضان المُبارك، ويلزم على كل مسلم مكلف أن يصوم طوال أيام رمضان، إلا من كان لديه عذر شرعي يمنعه من ذلك، ومن هذه الأعذار نزول الدم البني، وفي هذا المقال نتعرف على حكم الصيام عند نزول الدم البني.
أسباب نزول الدم البني
ينزل الدم البني عند النساء في غير أوقات الحيض، وقد يكون نزول الدم البني علامة على وجود مشكلة صحية، ومن أسباب نزول الدم البني ما يلي:
اضطرابات هرمونية: يمكن أن تؤدي اضطرابات الهرمونات إلى نزول الدم البني، مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو متلازمة تكيس المبايض.
الحمل: قد يحدث نزول الدم البني أثناء الحمل، خاصة في الأسابيع الأولى، وذلك بسبب انغراس البويضة في جدار الرحم.
الإجهاض: قد يحدث نزول الدم البني أثناء الإجهاض، وقد يكون مصحوبًا بتقلصات وتشنجات في أسفل البطن.
الولادة: قد يحدث نزول الدم البني بعد الولادة، وهذا أمر طبيعي ولا يدعو للقلق.
أمراض الرحم: قد ينزل الدم البني بسبب أمراض الرحم، مثل أورام الرحم أو بطانة الرحم المهاجرة.
حكم الصيام عند نزول الدم البني
اختلف الفقهاء في حكم الصيام عند نزول الدم البني، وهناك ثلاثة أقوال في ذلك:
القول الأول: يرى جمهور الفقهاء أن نزول الدم البني لا يمنع من الصيام، وهو قول المذاهب الأربعة: الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي، واستدلوا على ذلك بما يلي:
أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفرق بين الدم الأحمر والدم البني في حديث الحيض، فقال: “دع الصلاة أيام محيضك، وصومي إذا طهرت”.
أن الدم البني ليس دم حيض، لأن دم الحيض له صفات خاصة، مثل اللون الأحمر أو الأسود، والرائحة الكريهة، وكونه ينزل في أوقات معينة.
القول الثاني: يرى بعض الفقهاء أن نزول الدم البني يمنع من الصيام، إذا كان نزوله بسبب مرض أو علة، واستدلوا على ذلك بما يلي:
أن الدم البني دم فاسد، والدم الفاسد يمنع من الصيام، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا صيام لمن لم يمسك عن الطعام والشراب والشهوة”.
أن نزول الدم البني قد يكون علامة على وجود مشكلة صحية، والصيام قد يزيد من حدة هذه المشكلة.
القول الثالث: يرى بعض الفقهاء أن نزول الدم البني يمنع من الصيام، سواء كان نزوله بسبب مرض أو علة أو لا، واستدلوا على ذلك بما يلي:
أن الدم البني دم حيض، لأن له نفس صفات دم الحيض، مثل اللون الأحمر أو الأسود، والرائحة الكريهة، وكونه ينزل في أوقات معينة.
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا دخل الحيض فلا تصوم”.
الراجح من الأقوال
الراجح من أقوال الفقهاء هو القول الأول، وهو أن نزول الدم البني لا يمنع من الصيام، وذلك لأن الدم البني ليس دم حيض، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يفرق بين الدم الأحمر والدم البني في حديث الحيض، كما أن الدم البني ليس دمًا فاسدًا، لأن الدم الفاسد هو الدم الذي خرج من الجسم بسبب مرض أو علة، والدم البني ليس كذلك.
متى يجب على المرأة قضاء الصيام؟
إذا نزلت على المرأة الدورة الشهرية أثناء صيامها، فعليها أن تفطر في هذا اليوم، وعند انتهاء الدورة الشهرية عليها أن تقضي هذا اليوم، وذلك لأن الصيام ركن من أركان الإسلام، ومن ترك ركنًا من أركان الإسلام فعليه أن يقضيه.
الحكمة من مشروعية الصيام
شرع الله تعالى الصيام لعباده لحكمة عظيمة، ومن هذه الحكم ما يلي:
تقوية الإيمان: يساعد الصيام على تقوية الإيمان بالله تعالى، لأن الصائم يمتنع عن شهواته وملذاته طوال النهار، وهذا يزيد من إيمانه بأن الله مطلع عليه، وأنه يرى ما يفعل.
تطهير النفس: يساعد الصيام على تطهير النفس من الذنوب والمعاصي، لأن الصائم يبتعد عن كل ما يغضب الله تعالى، مثل الكذب والغيبة والنميمة.
تقوية الإرادة: يساعد الصيام على تقوية الإرادة والعزيمة، لأن الصائم يمتنع عن شهواته وملذاته طوال النهار، وهذا يدل على أنه قوي الإرادة والعزيمة.
الخاتمة
نزول الدم البني عند النساء في غير أوقات الحيض لا يمنع من الصيام، وذلك لأن الدم البني ليس دم حيض، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يفرق بين الدم الأحمر والدم البني في حديث الحيض، كما أن الدم البني ليس دمًا فاسدًا، لأن الدم الفاسد هو الدم الذي خرج من الجسم بسبب مرض أو علة، والدم البني ليس كذلك.