حكم الصيام عن الميت

أحكام الصيام عن الميت

المقدمة:

يعد الصيام عن الميت من القضايا الدينية التي لها حكم محدد في الإسلام، وقد اختلف العلماء في جواز الصيام عن الميت من عدمه، فذهب بعضهم إلى جواز الصيام عن الميت، وذهب البعض الآخر إلى عدم جواز الصيام عنه، وفي هذا المقال سنلقي الضوء على حكم الصيام عن الميت وأدلته، وأقوال العلماء حوله، بالإضافة إلى الاستدلال بالأدلة الشرعية.

أولاً: تعريف الصيام عن الميت:

– الصيام عن الميت هو أن ينوي الصائم أن يصوم نيابة عن الميت، ويكون هذا الصوم في الغالب عن شخص ميت لم يستطع صيام أيام من رمضان بسبب المرض أو السفر أو غير ذلك، فيصوم عنه أحد أقاربه أو أصدقائه.

– والصيام عن الميت جائز عند بعض العلماء، ومكروه عند البعض الآخر، وحرام عند البعض الثالث، واستدل كل فريق منهم بأدلة شرعية.

ثانياً: أقوال العلماء في جواز الصيام عن الميت:

– ذهب جمهور العلماء إلى جواز الصيام عن الميت، واستدلوا على ذلك بما يلي:

– حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من مات وعليه صيام صام عنه وليه”.

– كما استدلوا بحديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من مات وعليه صيام صام عنه أولياؤه”.

– وذهب فريق آخر من العلماء إلى كراهة الصيام عن الميت، واستدلوا على ذلك بما يلي:

– حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تصوموا عن موتاكم”.

– كما استدلوا بحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا يصام عن الميت”.

– وذهب فريق ثالث من العلماء إلى حرمة الصيام عن الميت، واستدلوا على ذلك بما يلي:

– حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من صام عن الميت فقد عصى الله ورسوله”.

– كما استدلوا بحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الصيام عبادة، ولا يجوز أن يعبد الله إلا هو”.

– وهذا الفريق يرى أن الصيام عن الميت فيه إشراك بالله سبحانه وتعالى في عبادته.

ثالثاً: شروط الصيام عن الميت:

– إذا جاز الصيام عن الميت، فيجب أن تتوفر فيه الشروط الآتية:

– أن يكون الميت مسلماً.

– أن يكون الميت لم يستطع صيام أيام من رمضان بسبب المرض أو السفر أو غير ذلك.

– أن ينوي الصائم أن يصوم نيابة عن الميت.

– أن يكون الصائم قادراً على الصيام، فلا يكون مريضاً أو مسافراً أو غير ذلك.

رابعاً: كيفية الصيام عن الميت:

– إذا توفرت شروط الصيام عن الميت، فيجب على الصائم أن يفعل الآتي:

– أن ينوي الصيام عن الميت قبل الفجر.

– أن يمتنع عن الأكل والشرب والجماع من الفجر إلى المغرب.

– أن يصلي الصلوات الخمس في أوقاتها.

– أن يدعو للميت بالرحمة والمغفرة.

خامساً: فضل الصيام عن الميت:

– الصيام عن الميت له فضل كبير، ومن هذا الفضل ما يلي:

– يكفر عن ذنوب الميت.

– يرفع من درجات الميت في الجنة.

– يفرح الميت ويجعله يشعر بالسعادة.

– يبر الصائم بوالديه أو أقاربه أو أصدقائه الميتين.

– يدل على محبة الصائم للميت وحرصه على مساعدته.

سادساً: الحالات التي يجوز فيها الصيام عن الميت:

– يجوز الصيام عن الميت في الحالات الآتية:

– إذا كان الميت مديناً ولم يستطع سداد دينه بسبب عجزه عن الصيام.

– إذا كان الميت قد مات ولم يستطع صيام أيام من رمضان بسبب المرض أو السفر أو غير ذلك.

– إذا كان الميت قد حلف يميناً ولم يستطع الوفاء بها بسبب عجزه عن الصيام.

سابعاً: الحالات التي لا يجوز فيها الصيام عن الميت:

– لا يجوز الصيام عن الميت في الحالات الآتية:

– إذا كان الميت كافراً.

– إذا كان الميت قد استطاع صيام أيام من رمضان ولم يصمها عمداً.

– إذا كان الميت قد مات ولم يستطع صيام أيام من رمضان بسبب الكبر أو المرض المزمن الذي لا يرجى شفاؤه.

الخاتمة:

الصيام عن الميت جائز عند جمهور العلماء، ومكروه عند البعض الآخر، وحرام عند البعض الثالث، واستدل كل فريق منهم بأدلة شرعية، ويجب على الصائم أن يتوفر فيه الشروط اللازمة للصيام عن الميت، وأن ينوي الصيام عن الميت قبل الفجر، وأن يمتنع عن الأكل والشرب والجماع من الفجر إلى المغرب، وأن يصلي الصلوات الخمس في أوقاتها، وأن يدعو للميت بالرحمة والمغفرة، ويجوز الصيام عن الميت في حالات محددة، ولا يجوز الصيام عنه في حالات أخرى، والصيام عن الميت له فضل كبير، ومن هذا الفضل ما يلي: يكفر عن ذنوب الميت، يرفع من درجات الميت في الجنة، يفرح الميت ويجعله يشعر بالسعادة، يبر الصائم بوالديه أو أقاربه أو أصدقائه الميتين، يدل على محبة الصائم للميت وحرصه على مساعدته.