حكم الطلاق أكثر من ثلاث مرات في مجلس واحد

No images found for حكم الطلاق أكثر من ثلاث مرات في مجلس واحد

الطلاق أكثر من ثلاث مرات في مجلس واحد

مقدمة:

الطلاق هو حل الرابطة الزوجية بين الزوجين، وهو أمر مباح في الشريعة الإسلامية ولكنه مكروه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أبغض الحلال إلى الله الطلاق”، ويُطلق الرجل زوجته إما لسببٍ ما يجعله غير قادر على الاستمرار معها، وإما لعدم وجود التفاهم بينهما، ومن الأمور التي يختلف فيها العلماء هو الحكم الشرعي للطلاق ثلاث مرات في مجلس واحد.

أولاً: أقسام الطلاق:

1. الطلاق الرجعي: هو الطلاق الذي يقع على الزوجة في حال كان الزوج في حالة طلاق بائن بينونة صغرى، أي أنه طلقها طلقة واحدة أو طلقتين، حيث يكون للزوج الحق في الرجوع إلى زوجته خلال فترة العدة وهي ثلاثة قروء، أي ثلاثة حيضات، وإذا لم يرجع خلال هذه الفترة عد الطلاق بائناً بينونة كبرى وينتهي حق الزوج في الرجوع.

2. الطلاق البائن: هو الطلاق الذي يقع على الزوجة في حال كان الزوج في حالة طلاق بائن بينونة كبرى، أي أنه طلقها بالثلاث، أو بالخلع، أو المباراة، أو طلقها وهي حامل ثم وضعت حملها، أو طلقها وهي في فترة الحيض أو النفاس، أو طلقها طلاقاً بائناً صريحاً، مثل أن يقول لها: “أنت طالق بائن”.

3. الطلاق المكمل للثلاث: هو الطلاق الذي يقع على الزوجة في حال كان الزوج طلقها طلقتين في مجلسين مختلفين، ثم طلقها في مجلسٍ ثالث، فهذا يعتبر طلاقاً مكملًا للثلاث ويترتب عليه جميع أحكام الطلاق البائن بينونة كبرى.

ثانياً: حكم الطلاق ثلاث مرات في مجلس واحد:

1. مذهب الحنفية: يرى الحنفية أن الطلاق ثلاث مرات في مجلس واحد يعتبر طلاقاً واحداً رجعياً، بمعنى أن للزوج الحق في الرجوع إلى زوجته خلال فترة العدة، وذلك لأنهم يعتبرون أن الطلاق الثلاث لم يقع إلا مرة واحدة، وأن التكرار في اللفظ لا يؤثر في الحكم.

2. مذهب المالكية: يرى المالكية أن الطلاق ثلاث مرات في مجلس واحد يعتبر طلاقاً بائناً بينونة صغرى، بمعنى أن الزوج لا يحق له الرجوع إلى زوجته خلال فترة العدة، ولكنه إذا أراد أن يتزوجها مرة أخرى فعليه أن يعقد عليها عقداً جديدًا.

3. مذهب الشافعية: يرى الشافعية أن الطلاق ثلاث مرات في مجلس واحد يعتبر طلاقاً بائناً بينونة كبرى، بمعنى أن الزوج لا يحق له الرجوع إلى زوجته مطلقاً، ولا يحق له أن يتزوجها مرة أخرى إلا إذا تزوجت من رجل آخر ثم طلقها أو توفي عنها.

4. مذهب الحنابلة: يرى الحنابلة أن الطلاق ثلاث مرات في مجلس واحد يعتبر طلاقاً بائناً بينونة كبرى، بمعنى أن الزوج لا يحق له الرجوع إلى زوجته مطلقاً، ولا يحق له أن يتزوجها مرة أخرى إلا إذا تزوجت من رجل آخر ثم طلقها أو توفي عنها.

ثالثاً: الأدلة على بطلان الطلاق ثلاث مرات في مجلس واحد:

1. قال الله تعالى: “الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ” [البقرة: 229]، وهذه الآية تدل على أن الطلاق جائز مرتين فقط، أما الطلاق بالثلاث فيعتبر باطلاً.

2. عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطلاق الثلاث في مجلس واحد” [مسند أحمد والنسائي].

3. عن علي رضي الله عنه قال: “من طلق ثلاثاً في مجلس واحد لم تحل له حتى تنكح زوجاً غيره” [سنن أبي داود].

رابعاً: الحكمة من بطلان الطلاق ثلاث مرات في مجلس واحد:

1. الحفاظ على كيان الأسرة: الطلاق ثلاث مرات في مجلس واحد يترتب عليه فك الرابطة الزوجية بشكل نهائي، وهذا الأمر قد يؤدي إلى تفكك الأسرة وشتات الأبناء، وبالتالي فإن بطلان هذا النوع من الطلاق يحافظ على كيان الأسرة.

2. إعطاء الزوج فرصة للتفكير: الطلاق قرارٌ خطير ولا ينبغي اتخاذه بتهور، ولذلك فإن بطلان الطلاق ثلاث مرات في مجلس واحد يعطي الزوج فرصة للتفكير في الأمر والتراجع عن قراره، إذا كان قد اتخذه في لحظة غضب أو انفعال.

3. منع التلاعب بالطلاق: قد يلجأ بعض الأزواج إلى الطلاق ثلاث مرات في مجلس واحد من أجل التلاعب بالزوجة، مثل أن يطلقها ثلاث مرات ثم يعقد عليها عقداً جديداً ثم يطلقها مرة أخرى، وهكذا دواليك، وذلك من أجل إبقائها معلقة له، ولذلك فإن بطلان هذا النوع من الطلاق يمنع التلاعب بالطلاق.

خامساً: آثار بطلان الطلاق ثلاث مرات في مجلس واحد:

1. يعتبر الطلاق ثلاث مرات في مجلس واحد باطلاً ولا يترتب عليه أي آثار، بمعنى أن الزوجة لا تعتبر مطلقة ولا يحق للزوج الرجوع إليها خلال فترة العدة.

2. إذا أراد الزوج أن يتزوج زوجته مرة أخرى فعليه أن يعقد عليها عقداً جديداً، وذلك بعد أن تتزوج من رجل آخر ثم تطلق منه أو يتوفى عنها.

3. إذا تزوجت الزوجة من رجل آخر ولم تدخل به، ثم طلقها أو توفي عنها، فيجوز لزوجها الأول أن يتزوجها مرة أخرى دون الحاجة إلى عقد جديد.

سادساً: التوبة من الطلاق ثلاث مرات في مجلس واحد:

1. إذا أقدم الزوج على تطليق زوجته ثلاث مرات في مجلس واحد، فعليه أن يتوب إلى الله تعالى ويستغفره على ما اقترفه من ذنب.

2. عليه أن يراجع نفسه ويحاول معرفة أسباب الطلاق، وذلك حتى يتجنب الوقوع في نفس الخطأ مرة أخرى.

3. عليه أن يعمل على إصلاح ذاته وتقويم سلوكه، وذلك حتى يكون زوجاً صالحاً في المستقبل، إذا أراد أن يتزوج مرة أخرى.

سابعاً: الخاتمة:

الطلاق ثلاث مرات في مجلس واحد يعتبر باطلاً شرعاً، وذلك لأنه مخالف لشرع الله تعالى ولأقوال و

أضف تعليق