حكم الظاهر

حكم الظاهر

حكم الظاهر

مقدمة

يعتبر حكم الظاهر من أهم القواعد الشرعية في الفقه الإسلامي، وهو يعني الأخذ بالأدلة الظاهرة والحكم بها في أي قضية أو مسألة فقهية، وذلك حتى يتسنى للناس معرفة الأحكام الشرعية والالتزام بها، وقد وردت في القرآن الكريم والسنّة النبوية أحاديث كثيرة تحث على الأخذ بحكم الظاهر والعمل به.

أركان حكم الظاهر

هنالك أركان ثلاثة لحكم الظاهر وهي:

1. الظاهر: وهو الأمر الذي يظهر للناس ويكون منكشفًا لهم، وقد يكون الظاهر قولًا أو فعلًا أو حالًا.

2. الدليل: وهو ما يدل على حكم الظاهر، وقد يكون الدليل نصًا قرآنيًا أو حديثًا نبويًا أو إجماعًا أو قياسًا.

3. الحكم: وهو النتيجة التي تترتب على الظاهر والدليل، وهو إما حكم جازم أو حكم ظني.

أنواع حكم الظاهر

1. حكم الظاهر الجازم: وهو الحكم الذي لا يحتمل الخطأ كالقتل العمد والزنا الثابت بالتواتر.

2. حكم الظاهر الظني: وهو الحكم الذي يحتمل الخطأ كالقتل العمد غير الثابت بالتواتر والزنا الثابت بالشهادة.

دلائل مشروعية حكم الظاهر

هنالك العديد من الأدلة التي تدل على مشروعية حكم الظاهر، منها:

1. قوله تعالى:”وَأَنْ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ” (سورة المائدة: 49).

2. قوله تعالى: “أَحْكَمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ” (سورة ص: 26).

3. حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة” (رواه الترمذي).

حالات سقوط حكم الظاهر

هنالك بعض الحالات التي يسقط فيها حكم الظاهر، منها:

1. الخطأ: إذا تبين أن الظاهر كان خاطئًا لم يحكم به، كأن يقتل شخصًا ظنًا منه أنه عدوه.

2. الإكراه: إذا أكره شخص على فعل شيء لا يرضاه لم يحكم عليه به، كأن يقتل شخصًا تحت تهديد السلاح.

3. الضرورة: إذا اضطر شخص إلى فعل شيء محرم شرعًا لإنقاذ نفسه أو ماله لم يحكم عليه به، كأن يأكل لحم الخنزير لإنقاذ نفسه من الموت جوعًا.

أهمية حكم الظاهر

لحكم الظاهر أهمية كبيرة في الحياة الإسلامية، ومن أهميته:

1. إقامة العدل: يحقق حكم الظاهر العدل والإنصاف بين الناس، وذلك لأن الظاهر هو ما يظهر للجميع وهو لا يحتمل التلاعب ولا التحريف.

2. حفظ الحقوق: يحفظ حكم الظاهر حقوق الناس، وذلك لأنه يمنع الظالم من التعدي على حقوق الآخرين ويجبر المظلوم على حقه.

3. استقرار المجتمع: يساهم حكم الظاهر في استقرار المجتمع، وذلك لأن الناس يعرفون الأحكام الشرعية ويلتزمون بها، وهذا يؤدي إلى انخفاض الجريمة والنزاعات.

خاتمة

يعتبر حكم الظاهر من أهم القواعد الشرعية في الفقه الإسلامي، وهو يعني الأخذ بالأدلة الظاهرة والحكم بها في أي قضية أو مسألة فقهية، وقد وردت في القرآن الكريم والسنّة النبوية أحاديث كثيرة تحث على الأخذ بحكم الظاهر والعمل به، لحكم الظاهر أهمية كبيرة في الحياة الإسلامية، حيث أنه يحقق العدل ويحفظ الحقوق ويساهم في استقرار المجتمع.

أضف تعليق