حكم العمرة عن الميت

حكم العمرة عن الميت

حكم العمرة عن الميت

مقدمة

العمرة هي أحد الشعائر الإسلامية التي لها فضل عظيم وثواب كبير، وهي عبارة عن زيارة بيت الله الحرام في مكة المكرمة لأداء مناسك محددة، وقد شرعها الله تعالى في السنة العاشرة من الهجرة، وقد ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تحث على أداء العمرة، ومنها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما”.

أدلة مشروعية العمرة عن الميت

1. الأدلة من القرآن الكريم:

– قال تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة: 196]، وهذه الآية تدل على مشروعية العمرة مطلقاً، سواء كانت عن الميت أو عن الحي.

– قال تعالى: {وَأَنْ لِلهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى} [النجم: 31]، وهذه الآية تدل على أن الله تعالى يجزي المحسنين بالحسنى، ومن الحسنات أداء العمرة عن الميت.

2. الأدلة من السنة النبوية:

– روى ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من مات وعليه صيام صام عنه وليه، ومن مات وعليه حج أو عمرة حج عنه وليه” [رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه].

– روى عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من مات وعليه صلاة صلاها عنه وليه، ومن مات وعليه صيام صامه عنه وليه، ومن مات وعليه صدقة تصدق بها عنه وليه، ومن مات وعليه حج حجه عنه وليه، ومن مات وعليه عمرة عمرها عنه وليه” [رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه].

3. الأدلة من أقوال الصحابة والتابعين:

– قال ابن عمر رضي الله عنهما: “من مات وعليه حج أو عمرة حج عنه وليه أو عمر عنه”.

– قال ابن مسعود رضي الله عنه: “من مات وعليه حج أو عمرة حجه عنه وليه أو عمر عنه”.

شروط صحة العمرة عن الميت

1. أن يكون الميت مسلماً: لا يجوز أداء العمرة عن الميت الكافر، لأن الكافر لا يجوز له دخول الحرم المكي.

2. أن يكون الميت قد مات وعليه عمرة واجبة: لا يجوز أداء العمرة عن الميت الذي مات وعليه عمرة تطوعية، لأن العمرة التطوعية لا تجب إلا على من استطاع إليها سبيلاً.

3. أن يكون الميت قد أوصى بأداء العمرة عنه: لا يجوز أداء العمرة عن الميت إلا إذا كان قد أوصى بذلك قبل وفاته، لأن أداء العمرة عنه بعد وفاته يكون تبرعاً منه، ولا يجوز التبرع إلا بإذن صاحبه.

4. أن يكون الميت قد ترك مالاً كافياً لأداء العمرة عنه: لا يجوز أداء العمرة عن الميت إلا إذا كان قد ترك مالاً كافياً لذلك، لأن أداء العمرة عنه من ماله يكون إضراراً بورثته.

فضائل العمرة عن الميت

1. مغفرة الذنوب: العمرة عن الميت من الأعمال الصالحة التي تكفر عن ذنوبه وتشفع له عند الله تعالى، وقد ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تدل على ذلك، ومنها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما” [رواه البخاري ومسلم].

2. رفع الدرجات: العمرة عن الميت من الأعمال الصالحة التي ترفع درجاته في الجنة وتقربه من الله تعالى، وقد ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تدل على ذلك، ومنها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من حج وزار فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه” [رواه البخاري ومسلم].

3. الشفاعة له يوم القيامة: العمرة عن الميت من الأعمال الصالحة التي تشفع له يوم القيامة، وقد ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تدل على ذلك، ومنها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من حج أو اعتمر فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه” [رواه البخاري ومسلم].

كيفية أداء العمرة عن الميت

1. النيابة عن الميت في أداء العمرة: يجب على من ينوب عن الميت في أداء العمرة أن يحرم عن الميت ويلبي بنيته، ويقوم بجميع مناسك العمرة كما لو كان يؤديها عن نفسه.

2. الدعاء للميت عند أداء العمرة: يجب على من ينوب عن الميت في أداء العمرة أن يدعو له بالمغفرة والرحمة والعتق من النار، وأن يسأله الله تعالى أن يتقبله في الصالحين والشهداء.

3. الصدقة عن الميت عند أداء العمرة: يندب لمن ينوب عن الميت في أداء العمرة أن يتصدق عنه بقدر استطاعته، لأن الصدقة من الأعمال الصالحة التي تنفع الميت وتشفع له عند الله تعالى.

من أفضل الأوقات لأداء العمرة عن الميت

1. شهر رمضان: شهر رمضان من أفضل الشهور لأداء العمرة عن الميت، لأن العمرة في هذا الشهر أفضل من العمرة في غيره من الشهور، وقد ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تدل على ذلك، ومنها ما رواه أبو هريرة رضي

أضف تعليق