حكم تباعد الصفوف في الصلاة

حكم تباعد الصفوف في الصلاة

حكم تباعد الصفوف في الصلاة

مقدمة

الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عماد الدين وقرة العين، وهي صلة العبد بربه. وقد شرع الله تعالى الصلاة على المسلمين في أوقات معينة من النهار والليل، وحدد لها هيئةً وطريقةً معينةً في الأداء. ومن الأمور المهمة في الصلاة تباعد الصفوف، فما حكم تباعد الصفوف في الصلاة؟

الأدلة على مشروعية تباعد الصفوف في الصلاة:

1. دليل من السنة النبوية: فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أقيموا الصفوف، وحاذوا بين المناكب، وسدوا الخلل، ولا تذروا فرجةً للشيطان» (رواه أبو داود والترمذي). وهذا الحديث يدل على مشروعية تباعد الصفوف في الصلاة، وأن الشيطان يحاول أن يفسد الصلاة بإحداث الفرج بين الصفوف.

2. دليل من الممارسة العملية للسلف الصالح: فقد كان السلف الصالح حريصين على تباعد الصفوف في الصلاة، وكانوا يعتبرون ذلك من السنن المهمة في الصلاة. وقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: «لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما بيننا إلا موضع قدم الرجل إلى جنب الرجل».

3. دليل من المعنى والغرض: إن تباعد الصفوف في الصلاة له فوائد كثيرة، منها: أنه يمنع الشيطان من إحداث الفرج بين الصفوف، وأنه يساعد على خشوع المصلين في الصلاة، وأنه يسهل على الإمام متابعة المصلين، وأنه يساعد على تنظيم الصلاة وجعلها أكثر نظامًا وترتيبًا.

حكم تباعد الصفوف في الصلاة:

1. الفرض في تباعد الصفوف: اتفق العلماء على أن الفرض في تباعد الصفوف في الصلاة هو أن يفرق بين كل صفين مقدار ذراع، وهذا القدر هو الذي يمنع الشيطان من إحداث الفرج بين الصفوف، ويحصل به خشوع المصلين في الصلاة، ويسهل على الإمام متابعة المصلين، ويساعد على تنظيم الصلاة وجعلها أكثر نظامًا وترتيبًا.

2. السنة في تباعد الصفوف: يستحب أن يكون بين كل صفين مقدار ذراعين، وهذا القدر هو الذي كان عليه السلف الصالح، وهو الذي يحقق الفوائد المذكورة آنفًا على أكمل وجه.

3. الكراهية في تباعد الصفوف: يكره أن يكون بين كل صفين أكثر من مقدار ذراعين، لأن ذلك قد يؤدي إلى إحداث الفرج بين الصفوف، وقد يؤدي إلى إشغال بال المصلين بالتفكير في المسافة بين الصفوف، وقد يؤدي إلى صعوبة متابعة الإمام.

كيفية تحقيق تباعد الصفوف في الصلاة:

1. الإمام: يقع على الإمام عبء كبير في تحقيق تباعد الصفوف في الصلاة، وذلك من خلال:

– الحرص على تباعد الصفوف عند تكبيرة الإحرام.

– توجيه المصلين إلى ضرورة تباعد الصفوف.

– التنبيه على المصلين الذين يفرجون بين الصفوف.

– سد الخلل بين الصفوف.

2. المصلون: يقع على المصلين أيضًا عبء كبير في تحقيق تباعد الصفوف في الصلاة، وذلك من خلال:

– الالتزام بتوجيهات الإمام بشأن تباعد الصفوف.

– الاهتمام بتباعد الصفوف عند تكبيرة الإحرام.

– سد الخلل بين الصفوف.

– التعاون مع الإمام والمصلين الآخرين في تحقيق تباعد الصفوف.

فوائد تباعد الصفوف في الصلاة:

1. منع الشيطان من إحداث الفرج بين الصفوف: إن الشيطان يحاول أن يفسد الصلاة بإحداث الفرج بين الصفوف، وذلك لأنه يعلم أن تباعد الصفوف يمنع من خشوع المصلين في الصلاة، ويجعل من السهل على الإمام متابعة المصلين.

2. المساعدة على خشوع المصلين في الصلاة: إن تباعد الصفوف في الصلاة يساعد على خشوع المصلين في الصلاة، وذلك لأن المصلين لا يشعرون بالزحام أو الازدحام، ولا يتشتت انتباههم بسبب قرب المصلين الآخرين منهم.

3. تسهيل متابعة الإمام للمصلين: إن تباعد الصفوف في الصلاة يسهل على الإمام متابعة المصلين، وذلك لأنه يستطيع رؤية المصلين بوضوح، ويتمكن من تصحيح أخطائهم إن وجدت.

4. المساعدة على تنظيم الصلاة وجعلها أكثر نظامًا وترتيبًا: إن تباعد الصفوف في الصلاة يساعد على تنظيم الصلاة وجعلها أكثر نظامًا وترتيبًا، وذلك لأن المصلين يصطفون في صفوف مستقيمة ومتوازية، وهذا يساعد على إعطاء الصلاة مظهرًا جماليًا ومهيبًا.

الخاتمة

تباعد الصفوف في الصلاة هو سنة مؤكدة، وهو من الأمور المهمة في الصلاة، ولها فوائد كثيرة. وقد اتفق العلماء على أن الفرض في تباعد الصفوف هو أن يفرق بين كل صفين مقدار ذراع، وأن السنة في تباعد الصفوف هو أن يكون بين كل صفين مقدار ذراعين، وأن الكراهية في تباعد الصفوف هو أن يكون بين كل صفين أكثر من مقدار ذراعين. ويقع على الإمام والمصلين عبء كبير في تحقيق تباعد الصفوف في الصلاة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال الالتزام بتوجيهات الإمام بشأن تباعد الصفوف، والاهتمام بتباعد الصفوف عند تكبيرة الإحرام، وسد الخلل بين الصفوف، والتعاون مع الإمام والمصلين الآخرين في تحقيق تباعد الصفوف.

أضف تعليق