حكم تحديد اللحية

حكم تحديد اللحية

حكم تحديد اللحية

مقدمة:

اللحية هي شعر الوجه الذي ينمو على ذقن الرجل. وقد اختلف العلماء في حكم تحديدها، فمنهم من قال بأنه جائز، ومنهم من قال بأنه مكروه، ومنهم من قال بأنه حرام. وفي هذا المقال، سنتناول أدلة كل فريق من هذه الفرق، ونرجح الرأي الذي نراه أقرب إلى الصواب.

أولاً: أدلة جواز تحديد اللحية:

1. الإباحة الأصلية: الأصل في الأشياء الإباحة، ولا يوجد نص صريح في القرآن الكريم أو السنة النبوية يحرم تحديد اللحية.

2. عدم وجود نهي صريح: لم يرد في القرآن الكريم أو السنة النبوية أي نهي صريح عن تحديد اللحية.

3. إجماع الصحابة على جواز تحديد اللحية: روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحد لحيته”. وهذا يدل على أن الصحابة كانوا يحدون لحاهم، ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم عليهم ذلك.

ثانيًا: أدلة كراهية تحديد اللحية:

1. حديث النهي عن تقصير اللحية: روى ابن أبي شيبة في مصنفه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تقصير اللحية”. وهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن تقصير اللحية، وتقصير اللحية يشمل تحديدها.

2. حديث النهي عن التشبه بالكفار: روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال”. وهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المتشبهين من الرجال بالنساء، وتحديد اللحية من علامات التشبه بالنساء.

3. حديث النهي عن التغيير في خلق الله: روى مسلم في صحيحه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: “لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواشمات والمستوشمات، والمتنمصات والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله”. وهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المغيرات خلق الله، وتحديد اللحية من تغيير خلق الله.

ثالثًا: أدلة تحريم تحديد اللحية:

1. حديث النهي عن أخذ شيء من اللحية: روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أخذ شيء من اللحية”. وهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أخذ شيء من اللحية، وأخذ شيء من اللحية يشمل تحديدها.

2. حديث الأمر بإعفاء اللحية: روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإعفاء اللحية”. وهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإعفاء اللحية، وإعفاء اللحية يعني عدم تحديدها.

3. إجماع العلماء على تحريم تحديد اللحية: أجمع العلماء على تحريم تحديد اللحية، ولم يخالف في ذلك إلا أقوال شاذة لا يعتد بها.

رابعًا: ترجيح الرأي القائل بتحريم تحديد اللحية:

بعد عرض أدلة كل فريق، نرجح الرأي القائل بتحريم تحديد اللحية لما يلي:

1. قوة أدلة الفريق القائل بتحريم تحديد اللحية: أدلة الفريق القائل بتحريم تحديد اللحية أقوى من أدلة الفريق القائل بجواز تحديد اللحية أو كراهيته.

2. عدم وجود مصلحة في تحديد اللحية: لا توجد أي مصلحة في تحديد اللحية، بل إن تحديد اللحية فيه تشبه بالنساء وتغيير في خلق الله.

3. إجماع العلماء على تحريم تحديد اللحية: أجمع العلماء على تحريم تحديد اللحية، ولم يخالف في ذلك إلا أقوال شاذة لا يعتد بها.

خامسًا: حكم حلق اللحية:

حلق اللحية حرام بالإجماع، ولا يجوز ذلك إلا في حالة الضرورة، مثل حالة المرض أو الحاجة إلى إجراء عملية جراحية.

سادسًا: حكم تقصير اللحية:

تقصير اللحية جائز، ولكن لا يجوز تقصيرها إلى حد تحديدها.

سابعًا: حكم نتف اللحية:

نتف اللحية حرام، ولا يجوز ذلك إلا في حالة الضرورة، مثل حالة وجود قمل في اللحية.

الخاتمة:

اللحية من علامات الرجولة، وهي من السنة النبوية. وقد حرم العلماء تحديد اللحية وحلقها ونتفها، إلا في حالة الضرورة. ومن المعلوم أن اللحية من الأمور التي تميز الرجل عن المرأة، وأنه إذا حلقها أصبحت ملامح وجهه أنثوية. ومن المعلوم أيضًا أن اللحية من الأمور التي أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه كان يعتني بها ويعظمها. فمن الواجب على المسلم أن يتبع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يترك لحيته كما هي، ولا يحدها ولا يحلقها ولا ينتفها.

أضف تعليق