حكم تغسيل الميت
المقدمة:
تغسيل الميت من الأمور المهمة التي يجب أن يحرص عليها المسلمون، لما له من أثر كبير في تكريم الميت والتحضير له للقاء ربه. وقد وردت أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم تحث على تغسيل الميت وتكفينه، وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بتكريم موتانا وتغسيلهم وتكفينيهم، وإعدادهم للقاء الله تعالى، كما قال سبحانه وتعالى في سورة الأحزاب: )وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى).
أولاً: أهمية تغسيل الميت:
1. إكرام الميت وتكريمه: إن تغسيل الميت من أهم أوجه إكرامه وتكريمه، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من غسل ميتًا فله غسلة ومن كفّنه فله كفنه ومن حمله فله حمله ومن صلى عليه فله صلاة وتجهيز الميت من أهم أعمال البر والتقوى، كما قال سبحانه وتعالى في سورة البلد: (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى).
2. إزالة النجاسة عن الميت: إن الميت نجس بسبب خروج الروح منه، وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بتطهير الميت وإزالة النجاسة عنه، كما قال سبحانه وتعالى في سورة المائدة: (وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا).
3. إعداد الميت للقاء ربه: إن تغسيل الميت وتكفينه من أهم الأمور التي تحضره للقاء ربه، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أحسنوا أكفان موتاكم فإنهم ملاقوا الله عز وجل).
ثانيًا: شروط تغسيل الميت:
1. أن يكون المغسل مسلمًا: لا يجوز للمسلم أن يغسل ميتًا غير مسلم، كما لا يجوز للمرأة أن تغسل رجلاً أجنبيًا عنها.
2. أن يكون المغسل بالغًا عاقلًا: لا يجوز للصبي والمجنون أن يغسلا الميت، لأن ذلك من الأمور التي تحتاج إلى العقل والتمييز.
3. أن يكون المغسل على طهارة: يجب على المغسل أن يتوضأ قبل تغسيل الميت، كما يجب عليه أن يكون طاهرًا من الجنابة والحيض والنفاس.
ثالثًا: كيفية تغسيل الميت:
1. وضع الميت على سرير أو منصة مرتفعة: يجب وضع الميت على سرير أو منصة مرتفعة حتى يسهل تغسيله.
2. كشف عورة الميت وتغطية وجهه: يجب كشف عورة الميت وتغطية وجهه، ويجب أن يكون ذلك بحضور من يحرم عليه النظر إليه.
3. غسل الميت بالماء والسدر: يجب غسل الميت بالماء والسدر، ويجب أن يتم ذلك ثلاث مرات على الأقل، ويكون الغسل الأول بالماء البارد والثاني بالماء الدافئ والثالث بالماء البارد.
رابعًا: تكفين الميت:
1. وضع الكفن على جسد الميت: يجب وضع الكفن على جسد الميت بعد تغسيله، ويكون ذلك بحضور من يحرم عليه النظر إليه.
2. لف الميت بالكفن: يجب لف الميت بالكفن بطريقة محكمة حتى لا ينكشف جسده، ويكون ذلك بحضور من يحرم عليه النظر إليه.
3. تعقيم الكفن بالبخور: يجب تعقيم الكفن بالبخور قبل لف الميت به، وذلك لتطهيره من الروائح الكريهة.
خامسًا: صلاة الجنازة:
1. إعداد الميت للصلاة: يجب إعداد الميت للصلاة عليه، وذلك بوضعه على سرير مرتفع وتغطية وجهه.
2. الوقوف للصلاة على الميت: يجب الوقوف للصلاة على الميت، ويكون ذلك في صفوف متراصة.
3. تكبيرات صلاة الجنازة: يجب أن يكبر الإمام أربع تكبيرات في صلاة الجنازة، ويكون ذلك بعد كل قراءة من قراءات الصلاة.
سادسًا: دفن الميت:
1. حفر القبر: يجب حفر القبر قبل دفن الميت، ويكون ذلك بحجم مناسب لجسد الميت.
2. وضع الميت في القبر: يجب وضع الميت في القبر بطريقة محكمة حتى لا ينكشف جسده، ويكون ذلك بحضور من يحرم عليه النظر إليه.
3. ردم القبر: يجب ردم القبر بعد دفن الميت، ويكون ذلك بحضور من يحرم عليه النظر إليه.
سابعًا: دعاء الميت:
1. دعاء الميت بعد تغسيله: يجب الدعاء للميت بعد تغسيله، ويكون ذلك بالدعاء له بالمغفرة والرحمة.
2. دعاء الميت بعد تكفينه: يجب الدعاء للميت بعد تكفينه، ويكون ذلك بالدعاء له بالثبات عند السؤال.
3. دعاء الميت بعد دفنه: يجب الدعاء للميت بعد دفنه، ويكون ذلك بالدعاء له بالرحمة والمغفرة.
الخاتمة:
إن تغسيل الميت وتكفينه من الأمور المهمة التي يجب أن يحرص عليها المسلمون، لما له من أثر كبير في تكريم الميت والتحضير له للقاء ربه. وقد وردت أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم تحث على تغسيل الميت وتكفينه، وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بتكريم موتانا وتغسيلهم وتكفينيهم، وإعدادهم للقاء الله تعالى، كما قال سبحانه وتعالى في سورة الأحزاب: )وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى).