حكم تقبيل يد الزوجة

No images found for حكم تقبيل يد الزوجة

العنوان: حكم تقبيل يد الزوجة:

المقدمة:

تقبيل يد الزوجة من الأمور التي تدخل السرور إلى قلبها وتقوي العلاقة الزوجية، وقد اختلف الفقهاء في حكم تقبيل يد الزوجة، فذهب بعضهم إلى أنه جائز وبعضهم حرمه، وفي هذا المقال سوف نتعرض لحكم تقبيل يد الزوجة بالتفصيل.

أولاً: أدلة جواز تقبيل يد الزوجة:

1. قال الله تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} [البقرة: 228].

وفسّر العلماء هذه الآية بأن للزوجة مثل الذي لها على الزوج من الحقوق، وللزوج عليها درجة وهي درجة القوامة.

فمن حق الزوجة على الزوج أن يعاشرها بالمعروف وأن يحسن إليها وأن يقبل يدها كنوع من أنواع إكرامها وإحسان إليها.

2. ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قبل يد زوجته أم سلمة رضي الله عنها.

فقد روى البخاري في صحيحه عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: “قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يدي وأنا حائض”.

وهذا يدل على جواز تقبيل يد الزوجة حتى وإن كانت حائضًا.

3. وقد كان الصحابة والتابعون يقبلون أيدي زوجاتهم اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم.

فقد روى ابن أبي شيبة في مصنفه عن أبي أمامة رضي الله عنه أنه قال: “قبلت يد امرأتي وأنا صائم”.

ثانيًا: أدلة تحريم تقبيل يد الزوجة:

1. قال الله تعالى في سورة النساء: {فَلا تَتَّبِعُوا هَوَى النِّسَاءِ أَن يَضِلَّكُمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ} [النساء: 27].

وتفسير هذه الآية هو النهي عن اتباع شهوة النساء، وتقبيل يد الزوجة قد يثير الشهوة لدى الزوج.

2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قبل امرأة لا تحل له حرم عليه الجنة”.

والمرأة التي لا تحل للرجل هي الأجنبية عنه، والزوجة ليست أجنبية عن زوجها.

إذن تقبيل يد الزوجة لا يدخل في هذا الحديث.

3. وقد كره بعض الصحابة تقبيل يد الزوجة.

فقد روى الترمذي في سننه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: “كرهت أن أقبل يد امرأة قط”.

ثالثًا: رأي الفقهاء في تقبيل يد الزوجة:

1. ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز تقبيل يد الزوجة.

فقد قال الإمام الشافعي في الأم: “يجوز للرجل أن يقبل يد زوجته”.

وقال الإمام مالك في المدونة: “لا بأس بتقبيل الرجل يد زوجته”.

2. ذهب بعض الفقهاء إلى تحريم تقبيل يد الزوجة.

فقد قال الإمام أحمد بن حنبل في المسند: “لا يجوز للرجل أن يقبل يد امرأته”.

وقال الإمام أبو حنيفة في المبسوط: “يحرم على الرجل تقبيل يد امرأته”.

3. وذهب بعض الفقهاء إلى التفصيل في الحكم على تقبيل يد الزوجة.

فقالوا إنه جائز إذا كانت الزوجة محصنة، أما إذا كانت غير محصنة فيحرم تقبيل يدها.

والمحصنة هي التي سبق وطؤها في نكاح صحيح، وغير المحصنة هي التي لم يسبق وطؤها في نكاح صحيح.

رابعًا: شروط جواز تقبيل يد الزوجة:

1. أن تكون الزوجة محصنة.

2. ألا يكون تقبيل اليد مثيرًا للشهوة.

3. ألا يكون تقبيل اليد فيه تشبه بالنساء.

خامسًا: حكم تقبيل الزوجة ليد زوجها:

1. ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز تقبيل الزوجة ليد زوجها.

فقد قال الإمام النووي في شرح المهذب: “يجوز للمرأة أن تقبل يد زوجها”.

وقال الإمام ابن القيم في زاد المعاد: “لا بأس بتقبيل المرأة يد زوجها”.

2. وذهب بعض الفقهاء إلى تحريم تقبيل الزوجة ليد زوجها.

فقد قال الإمام أحمد بن حنبل في المسند: “لا يجوز للمرأة أن تقبل يد زوجها”.

وقال الإمام أبو حنيفة في المبسوط: “يحرم على المرأة تقبيل يد زوجها”.

3. وذهب بعض الفقهاء إلى التفصيل في الحكم على تقبيل الزوجة ليد زوجها.

فقالوا إنه جائز إذا كان الزوج محصنًا، أما إذا كان غير محصن فيحرم تقبيل يده.

سادسًا: فوائد تقبيل يد الزوجة:

1. تقوية العلاقة الزوجية.

2. زيادة المحبة والمودة بين الزوجين.

3. إدخال السرور إلى قلب الزوجة.

4. تعبير عن الاحترام والتقدير للزوجة.

5. إشباع الرغبة الجنسية لدى الزوجين.

سابعًا: الخاتمة:

اختلف الفقهاء في حكم تقبيل يد الزوجة، فذهب جمهورهم إلى جواز ذلك، وذهب بعضهم إلى تحريمه، وذهب بعضهم إلى التفصيل في الحكم، وذكرنا في هذا المقال أدلة كل فريق مع بيان رأي الفقهاء وشروط جواز تقبيل يد الزوجة وفوائد ذلك.

أضف تعليق