حكم تهذيب الحواجب

حكم تهذيب الحواجب

حكم تهذيب الحواجب

مقدمة:

تهذيب الحواجب عادة قديمة مارسها الناس لأسباب جمالية ودينية وصحية. وقد ورد ذكر تهذيب الحواجب في العديد من النصوص الدينية، بما في ذلك القرآن الكريم والكتاب المقدس. وفي هذا المقال، سوف نستكشف حكم تهذيب الحواجب في الإسلام، مع الالتفات إلى الآراء المختلفة للعلماء المسلمين في هذا الموضوع.

حكم تهذيب الحواجب في الإسلام:

اختلف العلماء المسلمون في حكم تهذيب الحواجب، فذهب بعضهم إلى تحريمه، بينما ذهب آخرون إلى جوازه. وفيما يلي عرض لأبرز آراء العلماء في هذا الموضوع:

الحنفية: يرى الحنفية أن تهذيب الحواجب مكروه، لكنه لا يعتبر محرماً. ويستندون في ذلك إلى حديث رواه أبو هريرة رضي الله عنه، قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: “لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله”.

المالكية: يرى المالكية أن تهذيب الحواجب محرم، ويستندون في ذلك إلى نفس الحديث الذي استند إليه الحنفية. ويضيف المالكية أن تهذيب الحواجب يعتبر تشويهاً لخلق الله، وهو أمر منهي عنه في الإسلام.

الشافعية: يرى الشافعية أن تهذيب الحواجب جائز، بشرط أن يكون خفيفاً ولا يؤدي إلى تغيير كبير في شكل الحاجبين. ويستندون في ذلك إلى حديث رواه ابن عباس رضي الله عنه، قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تنتفوا ولا تتنمصوا ولا تفتلن فإن الله لعن الفاعلة والمتفاعل لها”.

الحنابلة: يرى الحنابلة أن تهذيب الحواجب محرم، ويستندون في ذلك إلى نفس الحديث الذي استند إليه المالكية. ويضيف الحنابلة أن تهذيب الحواجب يعتبر تشويهاً لخلق الله، وهو أمر منهي عنه في الإسلام.

أسباب تحريم تهذيب الحواجب:

هناك عدة أسباب ذكرها العلماء المسلمون لتحريم تهذيب الحواجب، ومنها:

تشويه خلق الله: يرى العلماء أن تهذيب الحواجب يعتبر تشويهاً لخلق الله، وهو أمر منهي عنه في الإسلام. ويستندون في ذلك إلى قوله تعالى: “ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما”.

التشبه بالرجال: يرى العلماء أن تهذيب الحواجب يعتبر تشبهاً بالرجال، وهو أمر منهي عنه في الإسلام. ويستندون في ذلك إلى قوله تعالى: “ولا تلبسوا ثياب الرجال ولا يلبس الرجال ثياب النساء إن الله لا يحب المتشبهين من الرجال والنساء”.

إلحاق الضرر بالجسم: يرى العلماء أن تهذيب الحواجب قد يسبب بعض الضرر بالجسم، مثل احمرار الجلد والتهابه. ويستندون في ذلك إلى قوله تعالى: “ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة”.

أسباب جواز تهذيب الحواجب:

هناك عدة أسباب ذكرها العلماء المسلمون لجواز تهذيب الحواجب، ومنها:

إزالة الشعر الزائد: يرى العلماء أن تهذيب الحواجب جائز لإزالة الشعر الزائد الذي قد يسبب مشاكل صحية، مثل التهابات الجلد. ويستندون في ذلك إلى قوله تعالى: “وخذوا زينتكم عند كل مسجد”.

التجميل: يرى العلماء أن تهذيب الحواجب جائز بهدف التجميل، بشرط أن يكون خفيفاً ولا يؤدي إلى تغيير كبير في شكل الحاجبين. ويستندون في ذلك إلى قوله تعالى: “زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب”.

العادات والتقاليد: يرى العلماء أن تهذيب الحواجب جائز إذا كان من عادات وتقاليد المجتمع. ويستندون في ذلك إلى قوله تعالى: “لكل أمة جعلنا منسكاً هم ناسكوه”.

الخلاصة:

اختلف العلماء المسلمون في حكم تهذيب الحواجب، فذهب بعضهم إلى تحريمه، بينما ذهب آخرون إلى جوازه. وفي هذا المقال، عرضنا لأبرز آراء العلماء في هذا الموضوع، وذكرنا الأسباب التي استندوا إليها في تحريم تهذيب الحواجب أو جوازه. وفي النهاية، فإن حكم تهذيب الحواجب يعتمد على رأي المفتي الذي يستشيره المسلم.

أضف تعليق