حكم تهنئة النصارى بعيد الكريسماس

حكم تهنئة النصارى بعيد الكريسماس

حكم تهنئة النصارى بعيد الكريسماس

مقدمة:

عيد الكريسماس هو عيد ميلاد السيد المسيح، ويحتفل به المسيحيون في جميع أنحاء العالم في 25 ديسمبر من كل عام. وقد أصبح هذا العيد مناسبة اجتماعية وثقافية يحتفل به الكثير من الناس حول العالم، بغض النظر عن ديانتهم. ولكن هل يجوز للمسلمين تهنئة النصارى بعيد الكريسماس؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.

الرأي القائل بجواز تهنئة النصارى بعيد الكريسماس:

الأدلة الشرعية:

لم يرد في القرآن الكريم أو السنة النبوية ما ينص على تحريم تهنئة النصارى بعيد الكريسماس.

هناك بعض الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم والتي تدل على جواز معايدة أهل الكتاب في أعيادهم.

على سبيل المثال، فقد روى الإمام البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أعان يهودياً أو نصرانياً على دينه، فقد أعان على هدم الإسلام”. وهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحرم معايدة أهل الكتاب في أعيادهم، بل إنه نهى عن إعانتهم على هدم دينهم.

المصالح الشرعية:

تهنئة النصارى بعيد الكريسماس من شأنها أن تعزز التعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين.

كما أنها من شأنها أن تُظهر سماحة الإسلام وتسامحه.

بالإضافة إلى ذلك، فإن تهنئة النصارى بعيد الكريسماس قد تكون فرصة للدعوة إلى الإسلام.

الرأي القائل بحرمة تهنئة النصارى بعيد الكريسماس:

الأدلة الشرعية:

هناك بعض العلماء الذين يرون أن تهنئة النصارى بعيد الكريسماس حرام، ويستدلون على ذلك بما يلي:

أن عيد الكريسماس هو عيد ديني مسيحي، ويحتفل به النصارى لميلاد المسيح عليه السلام.

وأن تهنئة النصارى بعيد الكريسماس تعد إقرارًا منهم بصحة عقيدتهم، وأن المسيح عليه السلام هو ابن الله.

وأن تهنئة النصارى بعيد الكريسماس من شأنها أن تؤدي إلى الانحراف عن الإسلام.

المفاسد الشرعية:

تهنئة النصارى بعيد الكريسماس قد تؤدي إلى الإشراك بالله تعالى.

كما أنها قد تؤدي إلى الانحراف عن الإسلام.

بالإضافة إلى ذلك، فإن تهنئة النصارى بعيد الكريسماس من شأنها أن تقوي شوكة النصارى وتضعف شوكة المسلمين.

الرد على أدلة القائلين بحرمة تهنئة النصارى بعيد الكريسماس:

الرد على الأدلة الشرعية:

القول بأن تهنئة النصارى بعيد الكريسماس تعد إقرارًا منهم بصحة عقيدتهم، وأن المسيح عليه السلام هو ابن الله، هو قول غير صحيح.

لأن تهنئة النصارى بعيد الكريسماس لا تعني بالضرورة أن المسلم يقر بصحة عقيدتهم.

وإنما هي مجرد تهنئة لهم بعيدهم، دون الإقرار بصحة عقيدتهم.

القول بأن تهنئة النصارى بعيد الكريسماس من شأنها أن تؤدي إلى الانحراف عن الإسلام، هو قول غير صحيح أيضًا.

لأن الانحراف عن الإسلام لا يأتي من مجرد تهنئة النصارى بعيد الكريسماس.

وإنما يأتي من الجهل بالإسلام والتساهل في أمور الدين.

الرد على المفاسد الشرعية:

القول بأن تهنئة النصارى بعيد الكريسماس قد تؤدي إلى الإشراك بالله تعالى، هو قول غير صحيح.

لأن الإشراك بالله تعالى لا يأتي من مجرد تهنئة النصارى بعيد الكريسماس.

وإنما يأتي من الإيمان بأن المسيح عليه السلام هو ابن الله، وأن له شريكًا في الألوهية.

القول بأن تهنئة النصارى بعيد الكريسماس من شأنها أن تؤدي إلى الانحراف عن الإسلام، هو قول غير صحيح أيضًا.

لأن الانحراف عن الإسلام لا يأتي من مجرد تهنئة النصارى بعيد الكريسماس.

وإنما يأتي من الجهل بالإسلام والتساهل في أمور الدين.

القول بأن تهنئة النصارى بعيد الكريسماس من شأنها أن تقوي شوكة النصارى وتضعف شوكة المسلمين، هو قول غير صحيح أيضًا.

لأن تقوية شوكة النصارى وإضعاف شوكة المسلمين لا يأتي من مجرد تهنئة النصارى بعيد الكريسماس.

وإنما يأتي من التنازل عن حقوق المسلمين والرضوخ لسيطرة النصارى.

الرأي الراجح:

الرأي الراجح هو جواز تهنئة النصارى بعيد الكريسماس، بشرط أن لا يعتقد المسلم بصحة عقيدتهم وأن المسيح عليه السلام هو ابن الله. وأن تكون التهنئة مجرد تهنئة لهم بعيدهم، دون الإقرار بصحة عقيدتهم.

الخاتمة:

في الختام، فإن حكم تهنئة النصارى بعيد الكريسماس هو جائز، بشرط أن لا يعتقد المسلم بصحة عقيدتهم وأن المسيح عليه السلام هو ابن الله. وأن تكون التهنئة مجرد تهنئة لهم بعيدهم، دون الإقرار بصحة عقيدتهم.

أضف تعليق