حكم تهنئة النصارى بعيد القيامة

حكم تهنئة النصارى بعيد القيامة

مقدمة

عيد القيامة هو أحد أهم الأعياد المسيحية، ويحتفل به المسيحيون في جميع أنحاء العالم. ويُعرف أيضًا باسم عيد الفصح، وهو يرمز إلى قيامة المسيح من بين الأموات بعد ثلاثة أيام من صلبه. وفي هذا اليوم، يتبادل المسيحيون فيما بينهم التهاني والهدايا.

حكم تهنئة النصارى بعيد القيامة

اختلف الفقهاء في حكم تهنئة النصارى بعيد القيامة، فمنهم من أجاز ذلك ومنهم من منعه، ومنهم من فصل بين التهنئة العادية والتهنئة الخاصة، واختلفوا أيضًا في حكم قبول التهنئة من النصارى.

أولاً: أدلة واضحة

يقول القائلون بجواز تهنئة النصارى بعيد القيامة إن تهنئتهم بذلك هو من باب المعاشرة الحسنة التي أمر بها الإسلام، وأن هذا من قبيل تبادل الهدايا والتهاني بين الجيران والأقارب مهما كانت ديانتهم، وأن ذلك قد يؤدي إلى إزالة الجفوة بين المسلمين والمسيحيين.

ويستدلون بجواز قبول الهدايا من النصارى، وأن ردها يكون من باب الإهانة، ويعتبر من قطع الصلة بهم.

ثانيًا: أدلة قاطعة

يقول القائلون بحرمة تهنئة النصارى بعيد القيامة إن هذا العيد هو عيد ديني خاص بهم، وأن تهنئتهم به هو إقرار منهم بهذا العيد، وإقرار لهم على دينهم، وهذا مخالف لما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية من وجوب البراءة من الكفار.

ويستدلون على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن تهنئة اليهود والنصارى بأعيادهم، فقال: “لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام، وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه”.

ثالثًا: الفتاوى الصادرة

لقد صدرت العديد من الفتاوى من العلماء المسلمين في حكم تهنئة النصارى بعيد القيامة، ومن أشهر هذه الفتاوى ما يلي:

– فتوى الشيخ ابن باز رحمه الله: يحرم تهنئة النصارى بعيد القيامة، لأن هذا العيد من أعياد الكفر، وتهنئتهم به إقرار لهم على دينهم.

– فتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: لا يجوز تهنئة النصارى بعيد القيامة، لأن هذا العيد من أعياد الكفر، ويعتبر إقرارًا لهم على دينهم.

– فتوى هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز تهنئة النصارى بعيد القيامة، لأن هذا العيد من أعياد الكفر، ويعتبر إقرارًا لهم على دينهم.

رابعًا: حكم قبول التهنئة من النصارى

اختلف الفقهاء أيضًا في حكم قبول التهنئة من النصارى بعيد القيامة، فمنهم من أجاز ذلك، ومنهم من منعه.

– القائلون بجواز قبول التهنئة من النصارى يقولون إن ذلك من باب المعاشرة الحسنة، وأن ردها يكون من باب الإهانة، ويعتبر من قطع الصلة بهم.

– القائلون بمنع قبول التهنئة من النصارى يقولون إن قبول التهنئة بعيد القيامة هو إقرار منهم بهذا العيد، وإقرار لهم على دينهم، وهذا مخالف لما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية من وجوب البراءة من الكفار.

خامسًا: الآراء المعاصرة

اختلف العلماء المعاصرون في حكم تهنئة النصارى بعيد القيامة، فمنهم من أجاز ذلك ومنهم من منعه.

– القائلون بجواز تهنئة النصارى بعيد القيامة يقولون إن هذا العيد هو عيد مدني وليس ديني، وأن تهنئتهم به هو من باب المعاشرة الحسنة.

– القائلون بمنع تهنئة النصارى بعيد القيامة يقولون إن هذا العيد هو عيد ديني خاص بهم، وأن تهنئتهم به هو إقرار منهم بهذا العيد، وإقرار لهم على دينهم.

سادسًا: حكم تهنئة النصارى بعيد القيامة في الديانات الأخرى

اختلف حكم تهنئة النصارى بعيد القيامة في الديانات الأخرى، فمنهم من أجاز ذلك ومنهم من منعه.

– في اليهودية: يمنع اليهود تهنئة النصارى بعيد القيامة، لأنهم يعتبرونه عيدًا وثنيًا.

– في البوذية: يسمح البوذيون بتحية النصارى بعيد القيامة، ولكنهم لا يشاركونهم الاحتفالات.

– في الهندوسية: يسمح الهندوس بتحية النصارى بعيد القيامة، ولكنهم لا يشاركونهم الاحتفالات.

سابعًا: الآثار السلبية لتهنئة النصارى بعيد القيامة

يؤدي تهنئة النصارى بعيد القيامة إلى العديد من الآثار السلبية، منها:

– إضعاف عقيدة المسلمين وإضعاف إيمانهم بدينهم.

– نشر التسامح مع الكفر والكفار.

– إزالة الحواجز بين المسلمين والكفار.

– تسهيل انتشار التنصير بين المسلمين.

خاتمة

في النهاية، فإن حكم تهنئة النصارى بعيد القيامة هو من المسائل الخلافية بين الفقهاء، ولا يوجد نص قطعي يمنع أو يجيز ذلك، ولذلك فإن لكل مسلم الحق في اختيار الرأي الذي يراه مناسبًا له.

أضف تعليق