حكم حفظ القرآن

حكم حفظ القرآن

مُقدّمة:

يُعدّ حفظ القرآن الكريم من أعظم الأعمال التي يُمكن أن يقوم بها المسلم، فهو كلام الله عز وجلّ، وقد أمرنا الله تعالى بحفظه وتلاوته، فقال سبحانه وتعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ} [الزخرف: 44]. وقد وردت أحاديث كثيرة تحثّ على حفظ القرآن الكريم، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خيركم من تعلم القرآن وعلّمه”.

فضائل حفظ القرآن الكريم:

1- رضا الله تعالى: إنّ حفظ القرآن الكريم يُعدّ من أعظم القُربات إلى الله تعالى، وقد وعد الله تعالى الحافظين لكتابه الكريم بأجر عظيم، فقال سبحانه وتعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [البقرة: 121].

2- الشفاعة: إنّ القرآن الكريم سيكون شفيعًا لمن حفظه وتلاوته، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “اقرؤوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه”.

3- الأجر العظيم: إنّ الله تعالى قد وعد الحافظين لكتابه الكريم بأجر عظيم، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول {ألم} حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف”.

آداب حفظ القرآن الكريم:

1- النية الصادقة: يجب أن يكون حفظ القرآن الكريم بنية خالصة لله تعالى، وأن لا يكون رياء أو سمعة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى”.

2- الإخلاص: يجب أن يكون الحافظ مخلصًا في حفظه، وأن لا يطلب منه أي شيء سوى رضا الله تعالى، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قرأ القرآن ابتغاء وجه الله تعالى، وأدّى ما فيه، كان له جزيان”.

3- التجويد: يجب أن يتجوّد الحافظ في قراءته للقرآن الكريم، وأن يقرأه بأحكام التجويد، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق، له أجران”.

طرق حفظ القرآن الكريم:

1- الطريقة التقليدية: هي الطريقة القديمة التي كان يتبعها الحفاظ في حفظ القرآن الكريم، وهي تعتمد على التكرار والترديد، حيث يكرر الحافظ الآيات عدة مرات حتى يحفظها عن ظهر قلب.

2- الطريقة الحديثة: هي طريقة حديثة تعتمد على استخدام التكنولوجيا الحديثة في حفظ القرآن الكريم، مثل استخدام الأجهزة الذكية وتطبيقات الحفظ الإلكترونية، حيث تساعد هذه الطريقة الحافظ على حفظ القرآن الكريم بشكل أسرع وأسهل.

3- الطريقة المختلطة: وهي طريقة تجمع بين الطريقة التقليدية والطريقة الحديثة، حيث يجمع الحافظ بين التكرار والترديد واستخدام التكنولوجيا الحديثة، مما يساعده على حفظ القرآن الكريم بشكل أسرع وأسهل.

فوائد حفظ القرآن الكريم:

1- تقوية الإيمان: إنّ حفظ القرآن الكريم يُساعد على تقوية إيمان المسلم، لأنه يزيد من معرفته بالله تعالى وصفاته وأسمائه الحسنى.

2- تحسين الأخلاق: إنّ حفظ القرآن الكريم يُساعد على تحسين أخلاق المسلم، لأنه يجعله أكثر تقوى وخوفًا من الله تعالى.

3- زيادة الرزق: إنّ حفظ القرآن الكريم يُساعد على زيادة الرزق، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قرأ القرآن وأدّى ما فيه، أعطاه الله تعالى أجره مرتين”.

أهمية حفظ القرآن الكريم في حياة المسلم:

1- سبب لدخول الجنة: إنّ حفظ القرآن الكريم يُعدّ سببًا لدخول الجنة، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قرأ القرآن وعمل بما فيه، دخل الجنة”.

2- حجة على الحافظ يوم القيامة: إنّ حفظ القرآن الكريم يُعدّ حجة على الحافظ يوم القيامة، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “يقول الله تعالى: من جاءني يحفظ القرآن، فقد أوجبت له الجنة”.

3- شرف عظيم: إنّ حفظ القرآن الكريم يُعدّ شرفًا عظيمًا للمسلم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خيركم من تعلم القرآن وعلّمه”.

الخاتمة:

إنّ حفظ القرآن الكريم من أعظم الأعمال التي يُمكن أن يقوم بها المسلم، فهو كلام الله عز وجلّ، وقد أمرنا الله تعالى بحفظه وتلاوته، وقد وردت أحاديث كثيرة تحثّ على حفظ القرآن الكريم. ويُعدّ حفظ القرآن الكريم من القُربات العظيمة إلى الله تعالى، وله العديد من الفوائد الدنيوية والأخروية، فهو يُساعد على تقوية الإيمان وتحسين الأخلاق وزيادة الرزق، وهو سبب لدخول الجنة وحجة على الحافظ يوم القيامة.

أضف تعليق