حكم دعاء القنوت في الوتر

حكم دعاء القنوت في الوتر

المقدمة:

يُعتبر دعاء القنوت في الوتر من الأدعية المشهورة والمهمة في العبادات الإسلامية، حيث يتلوه المسلمون في صلاة الوتر، وقد اختلف الفقهاء في حكم دعاء القنوت في الوتر، فمنهم من قال بوجوبه، ومنهم من قال بسنّيته، ومنهم من قال بعدم مشروعيّته أصلًا، وفي هذا المقال سنتناول حكم دعاء القنوت في الوتر بالتفصيل.

1. تعريف دعاء القنوت:

– دعاء القنوت هو دعاء خاص يُقرأ في صلاة الوتر، ويُسمى أيضًا بالدعاء عقب الركوع.

– كان الرسول صلى الله عليه وسلم يُكثر من دعاء القنوت في الوتر، وكان يدعو فيه بأدعية مختلفة.

– يبدأ دعاء القنوت في الوتر بالثناء على الله سبحانه وتعالى، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم الدعاء بما يشاء المسلم من خير الدنيا والآخرة.

2. أقوال الفقهاء في حكم دعاء القنوت:

– اختلف الفقهاء في حكم دعاء القنوت في الوتر على ثلاثة أقوال رئيسية:

1) القول الأول: وجوب دعاء القنوت في الوتر، وهو قول الحنفية الظاهرية والزيدية، قالوا إن دعاء القنوت واجبٌ في الوتر لوروده في السنة النبوية.

2) القول الثاني: سنّية دعاء القنوت في الوتر، وهو قول الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة، قالوا إن دعاء القنوت سنةٌ مؤكدة في الوتر، ولا يجب على المسلم فعله.

3) القول الثالث: عدم مشروعية دعاء القنوت في الوتر، وهو قول بعض السلف كالزهري والشعبي، قالوا إن دعاء القنوت في الوتر ليس مشروعًا أصلًا، واستدلوا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا وتر إلا بقنوت”.

3. أدلة القائلين بوجوب دعاء القنوت:

– استدل القائلون بوجوب دعاء القنوت في الوتر بما يلي:

1) حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت في الوتر يقول: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت”.

2) حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت في الوتر فيقول: اللهم اغفر لنا وارحمنا وارزقنا واهدنا وعافنا، اللهم إني أعوذ بك من الفقر، ومن الكفر، ومن عذاب القبر”.

4. أدلة القائلين بسنيّة دعاء القنوت:

– استدل القائلون بسنيّة دعاء القنوت في الوتر بما يلي:

1) حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت في الوتر أحيانًا، ويترك أحيانًا”.

2) حديث عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو في الوتر وهو قائم، فإذا ركع لم يدع”.

3) حديث أبي داود رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت في الوتر فيقول: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت”.

5. أدلة القائلين بعدم مشروعية دعاء القنوت:

– استدل القائلون بعدم مشروعية دعاء القنوت في الوتر بما يلي:

1) حديث عائشة رضي الله عنها قالت: “ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت في الوتر”.

2) حديث ابن عمر رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقنت في الوتر”.

3) حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالقنوت في النوازل، ولا يأمر بالقنوت في الوتر”.

6. الراجح في حكم دعاء القنوت:

– الراجح في حكم دعاء القنوت في الوتر هو قول الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة، وهو القول بسنيّة دعاء القنوت في الوتر، ولا يجب على المسلم فعله، لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقنت في الوتر أحيانًا، ويترك أحيانًا.

7. الخاتمة:

– دعاء القنوت في الوتر من الأدعية المشهورة والمهمة في العبادات الإسلامية، ويُعتبر من السنن المؤكدة في صلاة الوتر، وهو من الأدعية التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد اختلف الفقهاء في حكم دعاء القنوت في الوتر على ثلاثة أقوال رئيسية: وجوبه، وسنيّته، وعدم مشروعيته، والراجح في حكمه هو القول بسنيّته.

أضف تعليق