حكم دعاء القنوت في صلاة الوتر

حكم دعاء القنوت في صلاة الوتر

المقدمة:

دعاء القنوت في صلاة الوتر هو دعاء يُسِّر اللهُ به علينا، وهو من السنن المؤكدة في صلاة الوتر، وأفضل أوقات الدعاء فيه هو عند الركوع، ويُشرع به في جميع الليالي سواء كانت ليالي رمضان أو غيرها.

أولاً: مشروعية دعاء القنوت:

1. وردت أحاديث نبوية صحيحة تحث على دعاء القنوت في صلاة الوتر، ومنها:

– عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت في الوتر، يدعو بهذا الدعاء”.

– عن علي رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت في الوتر، يدعو بهذا الدعاء: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يُقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت”.

2. عمل الصحابة والتابعين على دعاء القنوت في صلاة الوتر، وقد نقل عنهم ذلك إجماع، وهذا يدل على مشروعية دعاء القنوت.

3. لم يرد أي حديث صحيح أو مرفوع ينهى عن دعاء القنوت في صلاة الوتر، وهذا يدل على جوازه واستحبابه.

ثانيًا: وقت دعاء القنوت:

1. أفضل أوقات الدعاء في صلاة الوتر هو عند الركوع، وذلك لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إذا قمت إلى الوتر فاركع، ثم قنت، ثم اسجد، ثم ارفع رأسك، ثم اركع…”.

2. يجوز الدعاء في القنوت قبل الركوع، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو في القنوت قبل الركوع تارة، وبعده تارة أخرى.

3. لا يجوز الدعاء في القنوت بعد السجود، وذلك لأن دعاء القنوت يكون قبل السجود، وليس بعده.

ثالثًا: صيغة دعاء القنوت:

1. لا يوجد صيغة محددة لدعاء القنوت، فالدعاء فيه يكون بما شاء الداعي، فليدع بما شاء من الخير لنفسه ولغيره.

2. من الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء القنوت:

– “اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يُقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت”.

– “اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي، وشر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءًا أو أجره إلى مسلم”.

3. يمكن للمسلم أن يدعو في القنوت بأي دعاء يحفظه من القرآن الكريم، أو الأحاديث النبوية، أو الأدعية المأثورة عن السلف الصالح.

رابعًا: آداب دعاء القنوت:

1. يستحب للمسلم أن يستقبل القبلة عند الدعاء في القنوت، وأن يرفع يديه إلى صدره أو وجهه.

2. يستحب للمسلم أن يطيل الدعاء في القنوت، وأن يجهر به إذا كان في صلاة جهرية، ويخفيه إذا كان في صلاة سرية.

3. يستحب للمسلم أن يدعو في القنوت بصوت حزين، وخشوع، وتذلل لله تعالى.

خامسًا: فضل دعاء القنوت:

1. دعاء القنوت من العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، وينال بها رضاه ومغفرته.

2. دعاء القنوت سبب لإجابة الدعاء، وذلك لأن الله تعالى قال: “ادعوني أستجب لكم”، ووقوف المسلم بين يدي الله تعالى في صلاة الوتر، وقنوت الدعاء فيها، من أسباب استجابة الدعاء.

3. دعاء القنوت سبب لدفع البلاء، وتفريج الكرب، وذلك لأن الله تعالى قال: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان”، والقنوت في صلاة الوتر من أوقات الدعاء المفضلة عند الله تعالى.

سادسًا: حكم تارك دعاء القنوت:

1. تارك دعاء القنوت لا يأثم، لأن دعاء القنوت سنة مؤكدة، وليست واجبة.

2. كان بعض السلف لا يرى ترك دعاء القنوت في صلاة الوتر إلا لعذر، لأن دعاء القنوت من السنن المؤكدة، ويجب على المسلم أن يحرص على فعلها ما لم يمنعه عذر قوي.

3. من ترك دعاء القنوت في صلاة الوتر عمدًا، بدون عذر، فإنه يضيع عليه أجر هذه السنة المؤكدة، ويحرم نفسه من فضلها وثوابها.

سابعًا: الخاتمة:

دعاء القنوت في صلاة الوتر من السنن المؤكدة، ويستحب للمسلم أن يحرص على فعله في جميع الليالي، سواء كانت ليالي رمضان أو غيرها، وينبغي عليه أن يدعو في القنوت بما شاء من الخير لنفسه ولغيره، وأن يطيل الدعاء ويدعو بخشوع وتذلل لله تعالى، فدعاء القنوت سبب لإجابة الدعاء، ودفع البلاء، وتفريج الكرب.

أضف تعليق