حكم سماع الموسيقى

حكم سماع الموسيقى

حكم سماع الموسيقى

مقدمة:

الموسيقى هي لغة عالمية تلامس أرواح الناس وتتجاوز الحدود الثقافية. وقد أثبتت الدراسات أن الموسيقى لها تأثير قوي على العقل والجسم، ويمكن أن تُستخدم للتأثير على المزاج وتحفيز الإبداع وحتى تخفيف الألم. ومع ذلك، فإن حكم سماع الموسيقى في الإسلام هو مسألة خلافية بين العلماء المسلمين. فمنهم من يرى أن الموسيقى حرام، ومنهم من يرى أنها جائزة بشرط ألا تكون فيها محرمات.

الآراء الفقهية حول حكم سماع الموسيقى:

1. الرأي الأول: تحريم الموسيقى مطلقًا:

– يرى بعض العلماء أن الموسيقى محرمة مطلقًا، استنادًا إلى بعض الأحاديث النبوية التي تُذم فيها الموسيقى والغناء.

– يرى هؤلاء العلماء أن الموسيقى تلهي عن ذكر الله وتشغل الإنسان عن عبادته، وأنها تؤدي إلى الفساد والانحلال الأخلاقي.

2. الرأي الثاني: جواز الموسيقى بشرط ألا تكون فيها محرمات:

– يرى بعض العلماء أن الموسيقى جائزة بشرط ألا تكون فيها محرمات، مثل الكلام البذيء أو الإيحاءات الجنسية.

– يرى هؤلاء العلماء أن الموسيقى يمكن أن تكون وسيلة للتعبير عن الفرح والسرور، وأنها يمكن أن تُستخدم في المناسبات الاجتماعية والأعياد.

3. الرأي الثالث: التفريق بين الموسيقى الجيدة والموسيقى السيئة:

– يرى بعض العلماء أنه يجب التفريق بين الموسيقى الجيدة والموسيقى السيئة، وأن الموسيقى الجيدة هي التي تحتوي على كلمات مفيدة ومؤثرة، بينما الموسيقى السيئة هي التي تحتوي على كلمات مبتذلة أو فاسدة.

– يرى هؤلاء العلماء أنه يجوز سماع الموسيقى الجيدة، بينما يحرم سماع الموسيقى السيئة.

حكم سماع الموسيقى في القرآن الكريم:

– لا يوجد في القرآن الكريم نص صريح يُحرم سماع الموسيقى، ولكن هناك بعض الآيات التي تُفسر على أنها تدل على تحريم الموسيقى.

– على سبيل المثال، يقول الله تعالى في سورة لقمان: “وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ”.

– وقد فسر بعض العلماء هذه الآية على أنها تدل على تحريم الموسيقى، لأنها تُعد من لهو الحديث الذي يلهي الإنسان عن ذكر الله وعبادته.

حكم سماع الموسيقى في السنة النبوية:

– وردت في السنة النبوية بعض الأحاديث التي تُذم فيها الموسيقى والغناء.

– على سبيل المثال، روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف”.

– وقد فسر بعض العلماء هذا الحديث على أنه يدل على تحريم الموسيقى، لأنها تُعد من المعازف التي ذُكرت في الحديث.

حكم سماع الموسيقى في أقوال الصحابة والتابعين:

– اختلف الصحابة والتابعون في حكم سماع الموسيقى، فمنهم من حرمها ومنهم من أجازها.

– على سبيل المثال، روى عن عمر بن الخطاب أنه قال: “الغناء ينبت النفاق في القلب”.

– بينما روى عن علي بن أبي طالب أنه قال: “لا بأس بالغناء إذا لم يكن فيه ما يُحرّم”.

حكم سماع الموسيقى في المذاهب الفقهية:

– اختلف الفقهاء في المذاهب الفقهية الأربعة في حكم سماع الموسيقى، فمنهم من حرمها ومنهم من أجازها.

– في المذهب الحنفي، حرم أبو حنيفة سماع الموسيقى مطلقًا، بينما أجازها أبو يوسف ومحمد بشرط ألا تكون فيها محرمات.

– في المذهب المالكي، حرم مالك سماع الموسيقى مطلقًا، بينما أجازها الشافعي بشرط ألا تكون فيها محرمات.

– في المذهب الشافعي، حرم الشافعي سماع الموسيقى مطلقًا، بينما أجازها الغزالي بشرط ألا تكون فيها محرمات.

– في المذهب الحنبلي، حرم أحمد بن حنبل سماع الموسيقى مطلقًا، بينما أجازها بعض الحنابلة بشرط ألا تكون فيها محرمات.

خاتمة:

– حكم سماع الموسيقى في الإسلام هو مسألة خلافية بين العلماء المسلمين. فمنهم من يرى أن الموسيقى حرام، ومنهم من يرى أنها جائزة بشرط ألا تكون فيها محرمات.

– على المسلم أن يتجنب سماع الموسيقى التي فيها محرمات، وأن يستمع إلى الموسيقى التي فيها كلمات مفيدة ومؤثرة.

أضف تعليق