حكم الموسيقى في الاسلام

حكم الموسيقى في الاسلام

حكم الموسيقى في الإسلام

المقدمة:

إن الموسيقى من أقدم الفنون التي عرفها الإنسان، وقد شكلت جزءًا لا يتجزأ من حياته منذ القدم. وقد تعددت الآراء حول حكم الموسيقى في الإسلام، فمنهم من حرمها تحريمًا مطلقًا ومنهم من أجازها بشرط أن تخلو من المحرمات. وفي هذا المقال سنتناول حكم الموسيقى في الإسلام بالتفصيل.

1. تعريف الموسيقى:

الموسيقى هي فن تنظيم الأصوات للاستمتاع بها، وهي من أقدم الفنون التي عرفها الإنسان. تتكون الموسيقى من ثلاثة عناصر رئيسية هي النغم والإيقاع والهارموني. والنغم هو الصوت ذو درجة محددة، والإيقاع هو التتابع المنتظم للأصوات، والهارموني هو تآلف الأصوات المختلفة.

2. تاريخ الموسيقى في الإسلام:

عرف العرب الموسيقى منذ القدم، وكانوا يجيدون العزف على العديد من الآلات الموسيقية. وقد ازدهرت الموسيقى في العصر الإسلامي، وتعددت أنواعها ومقاماتها. وكان من أشهر الموسيقيين في العصر الإسلامي أبو الحسن علي بن نافع المعروف بإسحاق الموصلي، وإبراهيم بن المهدي، والغريض بن عبد الحميد.

3. أنواع الموسيقى في الإسلام:

تعددت أنواع الموسيقى في الإسلام، ويمكن تقسيمها إلى نوعين رئيسيين هما:

أ. الموسيقى الدينية: وهي الموسيقى التي تُستخدم في العبادة، مثل التلاوة القرآنية والابتهالات الدينية والمدائح النبوية.

ب. الموسيقى الدنيوية: وهي الموسيقى التي تُستخدم في غير العبادة، مثل الموسيقى الطربية والموسيقى الشعبية والموسيقى الكلاسيكية.

4. حكم الموسيقى في الإسلام:

اختلف العلماء في حكم الموسيقى في الإسلام، فمنهم من حرمها تحريمًا مطلقًا ومنهم من أجازها بشرط أن تخلو من المحرمات. وقد استدل الذين حرموا الموسيقى بقول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} [لقمان: 6]. واستدلوا أيضًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف”.

أما الذين أجازوا الموسيقى بشرط أن تخلو من المحرمات، فقد استدلوا بقول الله تعالى: {وَأَنَّهُ خَلَقَ الْأَنْعَامَ لَكُمْ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 5-8]. وقالوا إن هذه الآية تدل على أن الله تعالى قد خلق الأنعام للانتفاع بها، ومن جملة المنافع التي يُنتفع بها من الأنعام هي الاستماع إلى أصواتها.

5. شروط جواز الموسيقى في الإسلام:

أجاز العلماء الذين أجازوا الموسيقى بشرط أن تخلو من المحرمات، جوازها بشرط أن تتوفر فيها الشروط التالية:

أ. ألا تكون الموسيقى محرمة في ذاتها: مثل الموسيقى التي تحتوي على كلمات فاحشة أو موسيقى التي تُستخدم في الحرام.

ب. ألا تكون الموسيقى ملهية عن ذكر الله تعالى: فلا يجوز الاستماع إلى الموسيقى التي تشغل الإنسان عن عبادته لله تعالى.

ج. ألا تكون الموسيقى مؤدية إلى الفساد: فلا يجوز الاستماع إلى الموسيقى التي تؤدي إلى الفساد الأخلاقي أو الاجتماعي.

6. آراء العلماء المعاصرين في حكم الموسيقى في الإسلام:

اختلف العلماء المعاصرون في حكم الموسيقى في الإسلام، فمنهم من حرمها تحريمًا مطلقًا ومنهم من أجازها بشرط أن تخلو من المحرمات. وقد تعددت آراء العلماء المعاصرين في هذا الموضوع، ومن أبرز هذه الآراء:

أ. رأي الشيخ محمد بن صالح العثيمين: حرم الشيخ العثيمين الموسيقى تحريمًا مطلقًا، وقال إنها من المحرمات التي يجب اجتنابها، مستدلًا بقول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} [لقمان: 6].

ب. رأي الشيخ يوسف القرضاوي: أجاز الشيخ القرضاوي الموسيقى بشرط أن تخلو من المحرمات، وقال إنها من المباحات التي يجوز الاستماع إليها، مستدلًا بقول الله تعالى: {وَأَنَّهُ خَلَقَ الْأَنْعَامَ لَكُمْ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 5-8]. وقال إن هذه الآية تدل على أن الله تعالى قد خلق الأنعام للانتفاع بها، ومن جملة المنافع التي يُنتفع بها من الأنعام هي الاستماع إلى أصواتها.

7. خاتمة:

اختلف العلماء في حكم الموسيقى في الإسلام، فمنهم من حرمها تحريمًا مطلقًا ومنهم من أجازها بشرط أن تخلو من المحرمات. وقد استدل كل فريق بأدلة من القرآن والسنة. والراجح من أقوال العلماء هو جواز الموسيقى بشرط أن تخلو من المحرمات.

أضف تعليق