حكم صلاة العيد للرجال فرض كفاية

حكم صلاة العيد للرجال فرض كفاية

حكم صلاة العيد للرجال فرض كفاية

مقدمة:

صلاة العيد هي صلاةٌ شرعيةٌ يؤديها المسلمون في صباح يوم عيد الفطر وعيد الأضحى، وهي من السنن المؤكدة عند جمهور الفقهاء، وقد ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تحث على أدائها، والتي تبين فضلها وأجرها العظيم.

أولًا: حكم صلاة العيد

– مذهب الحنفية: يرى الحنفية أن صلاة العيد فرض كفاية، أي أنها تجب على البعض من المسلمين في حال عدم أدائها من قبل البعض الآخر، وإذا أدّاها البعض سقطت عن الباقين.

– مذهب المالكية: يرى المالكية أن صلاة العيد سنة مؤكدة، أي أنها مستحبةٌ ويندب للمسلم أن يؤديها، ولكنها لا تعتبر فرضًا واجبًا.

– مذهب الشافعية: يرى الشافعية أن صلاة العيد سنة مؤكدة، ولكنها أقرب إلى الفرض منها إلى النفل، ويستحب للمسلم أن يؤديها في جماعة.

– مذهب الحنابلة: يرى الحنابلة أن صلاة العيد فرضٌ على الكفاية، أي أنها تجب على جزء من المسلمين في حال عدم أدائها من قبل الجزء الآخر، وإذا أدّاها البعض سقطت عن الباقين.

ثانيًا: أدلة مشروعية صلاة العيد

– قوله تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [البقرة: 203].

– قوله صلى الله عليه وسلم: “من غسل واغتسل ثم خرج حتى يأتي المصلى، ثم صلى ما كتب له، ثم استمع الخطبة حتى ينصرف الإمام، ثم صلى الركعتين، ثم انصرف لم يُحرم من أجر الحاج المُتمتع، غير أنه لا هدي عليه”. [أخرجه الترمذي].

– عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى، فيبدأ بالصلاة قبل الخطبة، لا يؤذن لها ولا يقيم، ثم يخطب الناس، فإذا فرغ انصرف”. [أخرجه البخاري].

ثالثًا: صفة صلاة العيد

– تُقام صلاة العيد في صباح يوم العيد، بعد شروق الشمس إلى زوالها.

– تتم صلاة العيد في مصلى العيد، وهو مكان مفتوح يُخصص لأداء صلاة العيد، ويكون عادةً خارج المدينة أو القرية.

– تُصلى صلاة العيد ركعتين، يُكبر المصلي في الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمس تكبيرات، ويقرأ في كل ركعة سورة الفاتحة وسورة قصيرة.

– تُسن صلاة العيد جماعة، ويُستحب للرجال أن يصلوها في المساجد أو مصلى العيد، بينما تُستحب للنساء أن يصلوها في بيوتهن.

رابعًا: فضل صلاة العيد

– يُعد أداء صلاة العيد من السنن المؤكدة عند جمهور الفقهاء، وقد ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تحث على أدائها، والتي تبين فضلها وأجرها العظيم.

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من خرج في العيدين، لا يُريد إلا الصلاة، ثم انصرف حين يقضي الصلاة، غُفر له ما بين العيدين”. [أخرجه النسائي].

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أفضل أيام الدنيا يوم الجمعة ويوم النحر ويوم عرفة”. [أخرجه النسائي].

خامسًا: شروط صحة صلاة العيد

– النية: وهي أن ينوي المصلي أداء صلاة العيد.

– الطهارة: وهي أن يكون المصلي طاهرًا من الحدث الأصغر والأكبر.

– ستر العورة: وهي أن يكون المصلي مستورًا في صلاته.

– استقبال القبلة: وهي أن يكون المصلي مستقبلًا للقبلة.

– القيام: ويستحب للمصلي أن يقوم في صلاة العيد، إلا إذا كان مريضًا أو عاجزًا.

سادسًا: سنن صلاة العيد

– الاغتسال: يُستحب للمسلم أن يغتسل قبل صلاة العيد.

– التكبير: يُستحب للمسلم أن يكبر في صلاة العيد سبع تكبيرات في الركعة الأولى، وخمس تكبيرات في الركعة الثانية.

– قراءة القرآن: يُستحب للمسلم أن يقرأ في صلاة العيد سورة الفاتحة وسورة قصيرة.

– الخطبة: تُسن الخطبة بعد صلاة العيد، ويلقيها الإمام أو من ينوبه.

– التهنئة: يُستحب للمسلمين أن يتبادلوا التهنئة بعد صلاة العيد.

سابعًا: حكم صلاة العيد للنساء

– جمهور الفقهاء يرون أن صلاة العيد سنة مؤكدة للنساء، وليس فرضًا واجبًا.

– يُستحب للمرأة أن تؤدي صلاة العيد في بيتها، ولا يُشترط عليها الخروج إلى المصلى.

– إذا خرجت المرأة إلى المصلى لأداء صلاة العيد، فلا يجوز لها التبرج أو الاختلاط بالرجال.

خاتمة:

صلاة العيد من السنن المؤكدة عند جمهور الفقهاء، وقد ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تحث على أدائها، والتي تبين فضلها وأجرها العظيم، وهي تُصلى ركعتين، يُكبر المصلي في الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمس تكبيرات، ويقرأ في كل ركعة سورة الفاتحة وسورة قصيرة، ويُستحب أن تُصلى جماعةً في مصلى العيد، وأن يتبادل المسلمون التهنئة بعدها.

أضف تعليق