حكم صور

حكم صور

حكم الصورة

المقدمة:

إن مهنة التصوير في الإسلام هي مهنة ليست بالسهلة، إذ يجب مراعاة العديد من الأمور لكي يصبح أمر التصوير حلالاً، والتي تعتبر يسيرة في نظر بعض الناس ولكن قد تكون صعبة في نظر آخرين، كما يوجد من يخالف ما قرره أهل العلم، ويبيح التصوير مطلقاً حتى لو لم يستطع الإنسان قطعاً أن الصورة ستبقى ساكنة ولن تتحرك، والراجح أنه إذا كان الإنسان قادراً على التحكم في الصورة فلا حرج في التصوير، أما إذا تركها فـلا يجوز التصوير.

حكم التصوير عند الفقهاء:

جمهور الفقهاء:

– جمهور الفقهاء يحرمون تصوير ذوات الأرواح، ومنهم من أباحها إذا كانت لضرورة أو حاجة، ولا يجوز بقاء الصورة بعد زوال الحاجة.

– كما قال الإمام النووي في المجموع: (الصحيح أنه يكره تصوير ذوات الأرواح، وإذا طمست عيناه لم يكره، وكذا لو غير شيء من خلقه).

– وذكر الإمام ابن قدامة في المغني: (أما تصوير ذوات الأرواح، فأكرهه، وكرهه جماعة من الصحابة والتابعين، ومن بعدهم من الأئمة، وأجازه جماعة، منهم سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، والزهري، وأحمد، وإسحاق، وأبو ثور).

الإمام مالك:

– يرى الإمام مالك أن تصوير ذوات الأرواح حرام، وذلك لقوله: (من صور صورة في الدنيا كُلف يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ)، كما يرى الإمام مالك أن تصوير غير ذوات الأرواح جائز.

الإمام الشافعي:

– يرى الإمام الشافعي أن تصوير ذوات الأرواح حرام، وذلك لقوله: (لا يجوز تصوير شيء فيه روح، أما تصوير ما لا روح فيه، فلا بأس به).

الإمام أحمد بن حنبل:

– يرى الإمام أحمد بن حنبل أن تصوير ذوات الأرواح حرام، وذلك لقوله: (لا يجوز تصوير شيء فيه روح، ومن صور شيئاً فيه روح عُذب يوم القيامة بأن ينفخ فيه الروح، ثم يعذب على قدر ما استطاع أن ينفخ فيه).

الإمام ابن حزم:

– يرى الإمام ابن حزم أن تصوير ذوات الأرواح حرام، وذلك لقوله: (الصور كلها حرام، لا فرق بين ما فيها روح، وما لا روح فيه)، كما يرى الإمام ابن حزم أن تصوير غير ذوات الأرواح جائز.

تصوير الحيوانات:

يجوز تصوير الحيوانات، سواء كانت برية أو بحرية أو طائرة، ولا حرج في ذلك، إلا إذا كان التصوير بقصد إهانة الحيوان أو تعذيبه.

– كما أنه لا يجوز تصوير الحيوانات إذا كان ذلك بقصد عبادة الحيوان أو تقديسه.

– ويجوز تصوير الحيوانات بقصد العلم، أو لتعليم الأطفال عن الحيوانات، أو لتوثيق الحياة البرية.

تصوير البشر:

جمهور الفقهاء يحرمون تصوير البشر، سواء كانوا رجالاً أو نساءً، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لعن الله المصورين)، لكن هذا الحكم لا يشمل تصوير البشر لأغراض ضرورية أو مشروعة.

– وقد أجاز بعض الفقهاء تصوير البشر لأغراض ضرورية، مثل تصوير جواز السفر أو بطاقة الهوية.

– كما أجاز بعض الفقهاء تصوير البشر لأغراض مشروعة، مثل تصوير شخص مع عائلته أو أصدقائه.

تصوير الموتى:

يجوز تصوير الموتى، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا بأس بتصوير الميت)، لكن هذا الحكم لا يشمل تصوير الموتى لأغراض غير ضرورية أو مشروعة.

– وقد أجاز بعض الفقهاء تصوير الموتى لأغراض ضرورية، مثل تصوير الجثة لتحديد هويتها.

– كما أجاز بعض الفقهاء تصوير الموتى لأغراض مشروعة، مثل تصوير جنازة شخص أو تصوير قبر شخص.

حكم نشر الصور:

يجوز نشر الصور التي تصور ذوات الأرواح إذا كانت لا تؤدي إلى الفتنة أو الإثارة أو التشهير.

– ويحرم نشر الصور التي تصور ذوات الأرواح إذا كانت تؤدي إلى الفتنة أو الإثارة أو التشهير.

– ويجوز نشر الصور التي لا تصور ذوات الأرواح إذا لم تكن محمية بحقوق النشر.

الاستثناءات من حكم تحريم التصوير:

يجوز التصوير لأغراض علمية أو تعليمية، مثل تصوير الطلاب في المدرسة أو الجامعة.

– يجوز التصوير لأغراض إخبارية، مثل تصوير الحرب أو الكوارث الطبيعية.

– يجوز التصوير لأغراض فنية، مثل تصوير اللوحات أو المنحوتات.

الخاتمة:

في الختام، فإن حكم التصوير في الإسلام مسألة خلافية بين الفقهاء، وقد ذكرنا في هذا المقال آراء جمهور الفقهاء في حكم التصوير، كما ذكرنا الاستثناءات من حكم تحريم التصوير، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعًا إلى ما فيه الخير والرشاد.

أضف تعليق