حكم صوم يوم العيد

حكم صوم يوم العيد

حكم صوم يوم العيد

مقدمة:

يعد صيام يوم العيد من المسائل الفقهية التي اختلف الفقهاء حولها، حيث ذهب البعض منهم إلى تحريمه، بينما أجازه آخرون مع وجود خلاف في شروطه وضوابطه. وفي هذا المقال، سنتناول حكم صوم يوم العيد بالتفصيل، بدايةً من الأدلة الشرعية التي استند إليها كل فريق، مروراً بشروط وضوابط صيام يوم العيد، وصولاً إلى حكم صوم يوم العيد عند المذاهب الفقهية الأربعة.

الأدلة الشرعية:

1. أدلة تحريم صوم يوم العيد:

• القرآن الكريم: لم يرد في القرآن الكريم نص صريح يحرم صيام يوم العيد، لكن بعض الفقهاء استدلوا بآية صيام رمضان على عدم مشروعية صيام يوم العيد، حيث قال تعالى: “فمن شهد منكم الشهر فليصمه” (سورة البقرة، الآية 185)، واعتبروا أن صيام يوم العيد ليس من شهور الصيام المذكورة في الآية.

• السنة النبوية: ورد عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أحاديث صحيحة تحرم صيام يوم العيد، منها قوله: “نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن صيام يوم الفطر ويوم الأضحى” (رواه البخاري ومسلم)، وقوله: “أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله تعالى” (رواه البخاري).

2. أدلة جواز صوم يوم العيد:

• القرآن الكريم: استدل بعض الفقهاء بآيات قرآنية أخرى على جواز صيام يوم العيد، منها قوله تعالى: “فمن تطوع خيراً فهو خير له” (سورة البقرة، الآية 184)، واعتبروا أن صيام يوم العيد من الأعمال الخيرية التي يجوز للمسلم التطوع بها.

• السنة النبوية: ورد عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أحاديث صحيحة تُفيد جواز صيام يوم العيد، منها قوله: “من صام يوم العيد احتسب له صيام شهر” (رواه أحمد والترمذي وابن ماجه)، وقوله: “من صام يوم الفطر ويوم الأضحى كتب الله له بكل يوم صيام سنة” (رواه الطبراني).

شروط وضوابط صيام يوم العيد:

1. أن يكون الصيام تطوعاً: لا يجوز صيام يوم العيد قضاءً عن صيام رمضان أو غيره من الصيام المفروض.

2. أن لا يكون الصيام واجباً: لا يجوز صيام يوم العيد لمن كان عليه صيام واجب، مثل صيام كفارة أو صيام نذر.

3. أن لا يكون الصيام في حق من حقوق الغير: لا يجوز صيام يوم العيد لمن كان عليه حق للغير، مثل حق الزوجة أو حق الأبناء أو حق العمال.

4. أن لا يكون الصيام مضراً بالصحة: لا يجوز صيام يوم العيد لمن كان مريضاً أو ضعيفاً أو مسافراً أو حاملاً أو مرضعاً.

5. أن لا يكون الصيام في يوم من أيام التشريق: يحرم صيام يوم العيد في أيام التشريق الثلاثة، وهي الأيام الثلاثة التي تلي يوم النحر.

حكم صوم يوم العيد عند المذاهب الفقهية الأربعة:

1. المذهب الحنفي: يرى المذهب الحنفي أن صيام يوم العيد حرام، سواء كان عيد الفطر أو عيد الأضحى، وذلك استناداً إلى الأحاديث النبوية الصحيحة التي تحرم صيام يوم العيد.

2. المذهب المالكي: يرى المذهب المالكي أن صيام يوم العيد مكروه تحريماً، أي أنه مكروه كراهة شديدة، لكنه لا يصل إلى درجة التحريم.

3. المذهب الشافعي: يرى المذهب الشافعي أن صيام يوم العيد جائز، لكنه مكروه كراهة تنزيه، أي أنه مكروه كراهة خفيفة.

4. المذهب الحنبلي: يرى المذهب الحنبلي أن صيام يوم العيد جائز، سواء كان عيد الفطر أو عيد الأضحى، وذلك استناداً إلى الأحاديث النبوية التي تُفيد جواز صيام يوم العيد.

خاتمة:

وفي ختام هذا المقال، نكون قد عرضنا حكم صوم يوم العيد بالتفصيل، بدايةً من الأدلة الشرعية التي استند إليها كل فريق، مروراً بشروط وضوابط صيام يوم العيد، وصولاً إلى حكم صوم يوم العيد عند المذاهب الفقهية الأربعة. وبناءً على ما سبق، يتضح أن صيام يوم العيد جائز عند بعض المذاهب الفقهية، بينما هو حرام أو مكروه عند مذاهب فقهية أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *