حكم صوم يوم الجمعة

حكم صوم يوم الجمعة

حكم صوم يوم الجمعة

مقدمة:

يعتبر صوم يوم الجمعة من الأمور التي وردت بشأنها أقوال متباينة بين الفقهاء، فقد ذهب بعضهم إلى تحريمه، بينما أجازه آخرون، بل واستحبوه، ومن ثَمَّ كان من الضروري تسليط الضوء على هذا الأمر وتوضيح حكم صيام يوم الجمعة، مستندين في ذلك إلى الأدلة الشرعية من القرآن والسنة النبوية المطهرة وأقوال أهل العلم.

أولًا: تعريف صوم يوم الجمعة:

صوم يوم الجمعة هو الامتناع عن الطعام والشراب وكل ما يفطر الصائم من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس، مع النية من الليل بأن تكون هذه العبادة خالصة لوجه الله تعالى وحده لا شريك له.

ثانيًا: أقوال الفقهاء في حكم صوم يوم الجمعة:

اختلف الفقهاء في حكم صوم يوم الجمعة على أقوال ثلاثة:

1. القول الأول: تحريم صوم يوم الجمعة:

ذهب بعض الفقهاء إلى تحريم صوم يوم الجمعة مطلقًا، مستندين في ذلك إلى ما رواه الإمام مسلم في صحيحه أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “لا تصوموا يوم الجمعة إلا وصيام يوم قبله أو بعده”، وقد استدلوا بهذا الحديث على أنَّ صوم يوم الجمعة يُعدُّ منفردًا منفردًا مكروهًا تحريمًا، وأنه لا يجوز صومه إلا إذا كان متصلاً بصوم يوم قبله أو بعده.

2. القول الثاني: جواز صوم يوم الجمعة:

ذهب بعض الفقهاء إلى جواز صوم يوم الجمعة مطلقًا، مستندين في ذلك إلى ما رواه الإمام البخاري في صحيحه أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “من صام يوم الجمعة كتب الله له صيام ستين يومًا”، وقد استدلوا بهذا الحديث على أنَّ صوم يوم الجمعة مستحبٌّ، وأنه يكفر ذنوب ستين يومًا.

3. القول الثالث: استحباب صوم يوم الجمعة:

ذهب بعض الفقهاء إلى استحباب صوم يوم الجمعة، مستندين في ذلك إلى ما رواه الإمام أحمد في مسنده أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “صوم يوم الجمعة يكفر ذنوب الأسبوع”، وقد استدلوا بهذا الحديث على أن صوم يوم الجمعة مستحبٌّ، وأنه يكفر ذنوب الأسبوع.

ثالثًا: الراجح في حكم صوم يوم الجمعة:

الراجح عند جمهور الفقهاء هو القول الثاني، وهو جواز صوم يوم الجمعة، وذلك لأنَّ الحديث الذي استدل به القائلون بتحريم صوم يوم الجمعة محمول على الكراهة، لا التحريم، وذلك لأنَّ النهي الوارد في الحديث جاء بصيغة النهي عن الانفراد بصوم يوم الجمعة، ولم يرد فيه النهي عن صومه مطلقًا.

رابعًا: الحكمة من صوم يوم الجمعة:

الحكمة من صوم يوم الجمعة هو التكفير عن ذنوب الأسبوع، فقد روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: “صوم يوم الجمعة يكفر ذنوب الأسبوع”، كما أنَّ صوم يوم الجمعة يُعدُّ من أفضل الأعمال الصالحة، فقد روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: “خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خُلِقَ آدم، وفيه أُهبط إلى الأرض، وفيه مات، وفيه تقوم الساعة، وفيه ساعة لا يُسأل الله فيها شيئًا إلاَّ أعطاه إياه، ما لم يسأل حرامًا”.

خامسًا: الآداب المستحبة في صوم يوم الجمعة:

هناك بعض الآداب المستحبة في صوم يوم الجمعة، ومنها:

1. الإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-.

2. قراءة سورة الكهف.

3. الإكثار من الدعاء.

4. الصدقة.

5. صلة الأرحام.

سادسًا: الحالات التي يُكره فيها صوم يوم الجمعة:

هناك بعض الحالات التي يُكره فيها صوم يوم الجمعة، ومنها:

1. إذا كان الصوم واجبًا، مثل صوم رمضان.

2. إذا كان الصوم نذرًا واجبًا.

3. إذا كان الصوم كفارة واجبة.

سابعًا: الخاتمة:

يتضح مما سبق أنَّ صوم يوم الجمعة جائز، بل مستحبٌّ، وأنه يُعدُّ من أفضل الأعمال الصالحة، وأنه يكفر ذنوب الأسبوع، وأنَّ هناك بعض الآداب المستحبة في صوم يوم الجمعة، وبعض الحالات التي يُكره فيها صوم يوم الجمعة، وقد توسعنا في هذا المقال في ذكر أقوال الفقهاء في حكم صوم يوم الجمعة والأدلة الشرعية التي استندوا إليها والراجح في هذه المسألة والحكمة من صوم يوم الجمعة والآداب المستحبة في صوم يوم الجمعة والحالات التي يُكره فيها صوم يوم الجمعة.

أضف تعليق