حكم عدم المبيت بمنى ايام التشريق

No images found for حكم عدم المبيت بمنى ايام التشريق

حكم عدم المبيت بمنى أيّام التّشريق

المقدمة:

يُعدّ المبيت بمنى أيام التّشريق من السنن المؤكدة في مناسك الحج، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحثّ على ذلك، فعلى الحاجّ أن يبيت في منى ليالي أيّام التّشريق، وهي الليالي الحادية عشر والثّانية عشر والثّالثة عشر من شهر ذي الحجّة، وذلك بعد أن يرمي جمرة العقبة الكبرى يوم النّحر.

أولا: فضل المبيت بمنى:

1. إنّ المبيت بمنى من سنن الحج المؤكدة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “حُجّوا ماشين، ومحلين، واملئوا رءوسكم من التّلبية، ومبيتكم بمنى”.

2. إنّ المبيت بمنى يمنح الحاجّ الفرصة للذكر والتسبيح والدعاء، وهو من أفضل العبادات التي يُمكن أن يؤدّيها المسلم في هذه الأيام المباركة.

3. إنّ المبيت بمنى يُعطي الحاجّ الفرصة للاختلاط بغيره من الحجاج من مختلف بقاع الأرض، والتعرّف عليهم وتبادل الخبرات والتّجارب.

ثانيا: حكم عدم المبيت بمنى:

1. إنّ ترك المبيت بمنى ليالي أيّام التّشريق بدون عذر يُعتبر مخالفة للسنة النّبوية، ويجب على الحاجّ أن يتدارك ذلك بقضاء هذه الليالي في منى في حجّة أخرى.

2. من ترك المبيت بمنى ليالي أيّام التّشريق بعذر، كالمرض أو السفر، فلا إثم عليه، ويجوز له أن يرمي جمرة العقبة يوم النّحر وينفر من منى إلى مكّة دون أن يبيت فيها.

3. من ترك المبيت بمنى ليالي أيّام التّشريق بغير عذر، فإنّه يعتبر تاركا لسنة من سنن الحج، ويجب عليه أن يتوب إلى الله تعالى ويستغفره على ذلك.

ثالثا: عذر ترك المبيت بمنى:

1. المرض الذي يمنع الحاجّ من المبيت في منى، كالحمّى الشديدة أو الإصابة بمرض معدٍ.

2. السفر الذي يضطر الحاجّ إلى القيام به بعد رمي جمرة العقبة يوم النّحر، كالسفر إلى بلاده أو إلى مكان آخر لأداء عمل أو مهمّة.

3. الضيق الشديد في المكان أو نقص الخدمات في منى، بحيث لا يجد الحاجّ مكانا مناسبا للمبيت أو لا يجد ما يكفيه من طعام أو شراب.

رابعا: كفارة ترك المبيت بمنى:

1. من ترك المبيت بمنى ليالي أيّام التّشريق بعذر، فعليه أن يذبح شاة ويوزّعها على الفقراء والمساكين، وذلك تطبيقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ترك شيئا من المناسك فعليه دم”.

2. من ترك المبيت بمنى ليالي أيّام التّشريق بغير عذر، فعليه أن يذبح شاتين، واحدة عن ترك المبيت والثّانية عن ترك الرمي، وذلك تطبيقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ترك شيئا من المناسك فعليه دمان”.

3. إذا كان الحاجّ غير قادر على ذبح الشاة، فيمكنه أن يصوم عشرة أيام متتالية، وذلك تطبيقا لقول الله تعالى: “ومن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة”.

خامسا: مشروعية النّفر الأوّل:

1. يجوز للحاجّ أن ينفر من منى إلى مكّة بعد رمي جمرة العقبة يوم النّحر، وذلك يُسمّى بالنّفر الأوّل، وقد فعله بعض الصّحابة رضوان الله عليهم.

2. من نوى النّفر الأوّل فعليه أن يرمي جمرة العقبة الكبرى يوم النّحر، ثمّ ينفر من منى إلى مكّة ويبيت فيها، ثمّ يرمي الجمرات الثلاث في أيّام التّشريق.

3. من نوى النّفر الأوّل فعليه أن يذبح هدي التّمتّع في مكّة، ولا يجوز له أن يذبحه في منى، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من تمتع بالعمرة إلى الحجّ فليذبح هديه بمحلّه”.

سادسا: مشروعية النّفر الثّاني:

1. يجوز للحاجّ أن يبقى في منى حتى اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجّة، ويرمي الجمرات الثلاث في كلّ يوم، ثمّ ينفر من منى إلى مكّة، وذلك يُسمّى بالنّفر الثّاني.

2. من نوى النّفر الثّاني فعليه أن يبيت في منى ليالي أيّام التّشريق، ويرمي الجمرات الثلاث في كلّ يوم، ثمّ ينفر من منى إلى مكّة يوم الرّمي الثالث.

3. من نوى النّفر الثّاني فعليه أن يذبح هدي التّمتّع في منى، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يهلّ أهلّ بحجّ ولا عمرة إلا من هدي”.

سابعا: الخلاصة:

1. المبيت بمنى ليالي أيّام التّشريق من السنن المؤكدة في مناسك الحج، ويجب على الحاجّ أن يتدارك تركه بقضائه في حجّة أخرى.

2. يجوز ترك المبيت بمنى بعذر، كالمرض أو السفر، ولا إثم على الحاجّ في ذلك، ولكن عليه أن يذبح شاة ويوزّعها على الفقراء والمساكين.

3. يجوز للحاجّ أن ينفر من منى إلى مكّة بعد رمي جمرة العقبة يوم النّحر، وذلك يُسمّى بالنّفر الأوّل، كما يجوز له أن يبقى في منى حتى اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجّة، ويرمي الجمرات الثلاث في كلّ يوم، ثمّ ينفر من منى إلى مكّة، وذلك يُسمّى بالنّفر الثّاني.

الخاتمة:

وفي النّهاية، فإنّ المبيت بمنى ليالي أيّام التّشريق من السنن المؤكدة في مناسك الحج، وعلى الحاجّ أن يحرص على ذلك ما لم يكن هناك عذر يمنعه من ذلك، فالمبيت بمنى فرصة عظيمة للذكر والتسبيح والدعاء، وهو من أفضل العبادات التي يُمكن أن يؤدّيها المسلم في هذه الأيام المباركة.

أضف تعليق