حكم عن الخبيث

حكم عن الخبيث

المقدمة:

الخبيث لفظ عام يشمل كل ما هو شرير أو ضار أو فاسد، وهو ضد الطيب، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم والسنة النبوية في مواضع عديدة، وقد حذر الله تعالى عباده من الخبيث وأمرهم باجتنابه والابتعاد عنه، حيث قال تعالى: “وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ” (الأنعام: 121)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام”.

1. أضرار الخبيث على الفرد والمجتمع:

– يسبب الخبيث العديد من الأمراض الجسدية والنفسية، فقد يؤدي تناول الأطعمة الخبيثة إلى التسمم الغذائي والإصابة بالأمراض المعوية، وقد يؤدي استنشاق الهواء الخبيث إلى الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، كما يمكن أن يؤدي التعرض للمواد الكيميائية الخبيثة إلى الإصابة بالسرطان.

– يؤدي الخبيث إلى انتشار الجريمة والفساد في المجتمع، فالبيئات الخبيثة التي ينتشر فيها الفقر والجهل والبطالة غالبًا ما تكون مرتعًا للجريمة والفساد، كما أن استهلاك المواد الغذائية الخبيثة والمخدرات يؤدي إلى الإدمان ويضر بالمجتمع.

– يعيق الخبيث تقدم المجتمع وازدهاره، فوجود بيئة خبيثة يجعل من الصعب على الناس العيش الكريم والعمل والإبداع، كما أن انتشار الأمراض والفقر والجريمة يجعل من الصعب على المجتمع التقدم والازدهار.

2. أسباب الخبيث:

– الجشع والطمع: يسعى بعض الناس إلى تحقيق الربح السريع دون مراعاة لصحة الآخرين أو البيئة، فيلجؤون إلى إنتاج أو بيع منتجات غذائية أو سلع استهلاكية ضارة أو مغشوشة.

– الجهل: يجهل بعض الناس أضرار الخبيث على صحتهم وعلى البيئة، لذلك يستخدمونه دون إدراك لخطورته.

– الفقر: يدفع الفقر بعض الناس إلى استخدام مواد وممارسات خبيثة للحصول على المال، مثل بيع الأطعمة الفاسدة أو المخدرات.

3. مظاهر الخبيث:

– البيئة الملوثة: تتلوث البيئة بسبب انبعاثات المصانع والسيارات وحرق النفايات، مما يؤدي إلى انتشار الأمراض وتدهور صحة الإنسان.

– الأطعمة الفاسدة والمغشوشة: تُنتج بعض الشركات الأطعمة الفاسدة أو المغشوشة من أجل تحقيق الربح السريع، مما يؤدي إلى الإصابة بالتسمم الغذائي.

– المخدرات: تُعد المخدرات من أخطر أنواع الخبيث، حيث تؤدي إلى الإدمان وتدمير حياة الأفراد.

4. حكم الخبيث في الإسلام:

– حرم الإسلام الخبيث بكل أنواعه وأشكاله، وأمر المسلمين باجتنابه، فقد قال تعالى: “يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين” (البقرة: 168).

– نهى الإسلام عن أكل الخبيث من الطعام والشراب، فقال تعالى: “حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق” (المائدة: 3).

– حذر الإسلام من التعامل بالخبيث من الأموال، فقال تعالى: “ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون” (البقرة: 188).

5. عقوبة الخبيث في الإسلام:

– حدد الإسلام عقوبات صارمة لمن يتاجر بالخبيث أو يبيعه، فقد جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: “من غشنا فليس منا”.

– كما حدد الإسلام عقوبات صارمة لمن يستهلك الخبيث، فقد جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: “من أكل طعاما خبيثا خرج من بطنه حرام”.

6.كيفية تجنب الخبيث:

– شراء الأطعمة من مصادر موثوقة: يجب شراء الأطعمة من مصادر موثوقة، مثل المتاجر الكبرى والصيدليات، وتجنب شراء الأطعمة من الباعة الجائلين أو من المتاجر المشبوهة.

– قراءة ملصقات الأطعمة بعناية: يجب قراءة ملصقات الأطعمة بعناية، والتأكد من تاريخ الإنتاج وتاريخ انتهاء الصلاحية، وتجنب شراء الأطعمة التي انتهت صلاحيتها.

– تجنب تناول الأطعمة الفاسدة أو المغشوشة: يجب تجنب تناول الأطعمة الفاسدة أو المغشوشة، والتي قد تكون ملوثة بالبكتيريا أو السموم.

7. الخلاصة:

الخبيث هو كل ما هو شرير أو ضار أو فاسد، ويسبب الخبيث العديد من الأضرار على الفرد والمجتمع، وقد حرم الإسلام الخبيث بكل أنواعه وأشكاله، ونهى عن أكل الخبيث من الطعام والشراب والتعامل بالخبيث من الأموال، وحدد عقوبات صارمة لمن يتاجر بالخبيث أو يبيعه أو يستهلكه، ويجب على المسلم أن يتجنب الخبيث بكل أنواعه وأشكاله، وأن يسعى إلى تناول الأطعمة الطيبة والحلال، وأن يعيش في بيئة نظيفة خالية من الخبيث.

أضف تعليق