حكم قديمة

حكم قديمة

المقدمة:

الحكمة هي حصيلة التجارب الحياتية والتأمل فيها واستخلاص الدروس والعبر منها، وهي من أهم القيم التي يتحلى بها الإنسان، وقد حث الدين الإسلامي الحنيف على اكتساب الحكمة والتمسك بها، ففي الحديث الشريف: “من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين” والحكمة من الخصال النبيلة التي يتحلى بها المؤمن الحكيم، فهي تمكنه من التعامل مع المواقف المختلفة في الحياة بوعي وفهم وعقلانية، وتجعله قادرًا على اتخاذ القرارات الصائبة.

1. الحكمة في القرآن الكريم:

• وردت كلمة “الحكمة” في القرآن الكريم في أكثر من موضع، فقد قال تعالى: “الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْقُرْآنَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ”، فهذه الآية الكريمة تدل على أن الحكمة من صفات المؤمنين الذين يمتلكون العلم والمعرفة.

• قال تعالى: “وَآتَ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا”، فهذه الآية الكريمة تحث على الحكمة في التعامل مع أموال اليتامى، وتنهى عن تبديل أموالهم الطيبة بالمال الخبيث، كما تحذر من أكل أموالهم مع أموالنا، لأن ذلك يعد خطأً كبيرًا.

• قال تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا”، فهذه الآية الكريمة تحث على الحكمة في التعامل مع الآخرين، وتذكّر بأن يوم القيامة لا ينفع فيه إلا تقوى الله، وأن كل إنسان مسؤول عن نفسه ولا ينفع والد عن ولده أو مولود عن والده شيئًا.

2. الحكمة في السنة النبوية:

• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير”، فهذا الحديث الشريف يدل على أن الحكمة في الإسلام ليست في الضعف والانعزال، بل في القوة والنشاط والعمل، وأن المؤمن الحكيم هو الذي يستخدم قوته في الخير ومساعدة الآخرين.

• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”، فهذا الحديث الشريف يدل على أن الحكمة في الإسلام هي في العدل والإنصاف، وأن المؤمن الحكيم هو الذي يتعامل مع الآخرين بنفس الطريقة التي يحب أن يتعاملوا بها معه.

• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الكلمة الطيبة صدقة”، فهذا الحديث الشريف يدل على أن الحكمة في الإسلام هي في الكلام الطيب واللطف واللين في التعامل مع الآخرين، وأن المؤمن الحكيم هو الذي يتكلم الكلام الطيب الذي ينفع وينفع.

3. الحكمة في أقوال الحكماء:

• قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “الحكمة ضالة المؤمن، فحيث وجدها فهو أحق بها”، فهذه المقولة تدل على أن الحكمة شيء ثمين يجب على المؤمن أن يبحث عنها وينشدها، وكلما وجدها كان أحق بها وأحق بأن ينتفع بها.

• قال الشاعر العربي المتنبي: “الحكمة أن تدع المراء وإن كنت محقًا”، فهذه المقولة تدل على أن الحكمة في الإسلام هي في تجنب الجدل والمنازعة حتى لو كان المرء محقًا، لأن الجدل والمنازعة لا يؤدي إلى شيء سوى العداوة والبغضاء.

• قال الكاتب الإنجليزي وليام شكسبير: “الحكمة هي الولد الشرعي للتجربة”، فهذه المقولة تدل على أن الحكمة في الإسلام هي حصيلة التجارب الحياتية التي يمر بها الإنسان، فكلما زادت التجارب زادت الحكمة وازداد نضج الإنسان.

4. الحكمة في التعامل مع النفس:

• الحكمة في التعامل مع النفس هي أن يدرك الإنسان حدوده وقدراته، وأن يتجنب الغرور والتعالي، وأن يعترف بأخطائه ويتعلم منها، وأن يسعى جاهدًا ليكون أفضل مما هو عليه.

• الحكمة في التعامل مع النفس هي أن يكون الإنسان معتدلًا في جميع أموره، لا إفراط ولا تفريط، وأن يتجنب التطرف والغلو، وأن يسعى جاهدًا لتحقيق التوازن في حياته.

• الحكمة في التعامل مع النفس هي أن يكون الإنسان حريصًا على تطوير ذاته واستثمار طاقاته ومواهبه، وأن يسعى جاهدًا ليكون نافعًا لنفسه وللآخرين.

5. الحكمة في التعامل مع الآخرين:

• الحكمة في التعامل مع الآخرين هي أن يحسن الإنسان الظن بهم، وأن يتعامل معهم بحسن الخلق واللين والرفق، وأن يتجنب الغل والحقد والبغضاء، وأن يسعى جاهدًا لنشر المحبة والسلام بين الناس.

• الحكمة في التعامل مع الآخرين هي أن يكون الإنسان عادلاً ومنصفًا، وأن يعطي كل ذي حق حقه، وأن يتجنب الظلم والجور، وأن يسعى جاهدًا لتحقيق العدل والمساواة بين الناس.

• الحكمة في التعامل مع الآخرين هي أن يكون الإنسان متعاونًا ومساعدًا، وأن يقف بجانبهم في أوقات الشدة والرخاء، وأن يسعى جاهدًا لنفعهم وإسعادهم.

6. الحكمة في التعامل مع المجتمع:

• الحكمة في التعامل مع المجتمع هي أن يكون الإنسان مواطنًا صالحًا، وأن يلتزم بالقوانين والأنظمة، وأن يسعى جاهدًا للمشاركة في بناء المجتمع وتطويره.

• الحكمة في التعامل مع المجتمع هي أن يكون الإنسان واعيًا ومتفهمًا لقضايا ومشكلات المجتمع، وأن يسعى جاهدًا لإيجاد الحلول لها، وأن يعمل على نشر الوعي والثقافة بين أفراد المجتمع.

• الحكمة في التعامل مع المجتمع هي أن يكون الإنسان متطوعًا وفاعلاً في خدمة المجتمع، وأن يقدم وقته وجهده وماله من أجل مصلحة المجتمع وتقدمه.

7. الحكمة في التعامل مع البيئة:

• الحكمة في التعامل مع البيئة هي أن يكون الإنسان حافظًا لها، وأن يتجنب الإضرار بها أو تلويثها، وأن يسعى جاهدًا لحمايتها والحفاظ عليها.

• الحكمة في التعامل مع البيئة هي أن يكون الإنسان مستدامًا في استهلاكه للموارد الطبيعية، وأن يعيد تدوير النفايات ويقلل من انبعاثات الكربون، وأن يسعى جاهدًا للحفاظ على التوازن البيئي.

• الحكمة في التعامل مع البيئة هي أن يكون الإنسان متعاونًا مع الآخرين في حمايتها والحفاظ عليها، وأن يعمل على نشر الوعي بأهمية البيئة ودورها في حياة الإنسان.

الخاتمة:

الحكمة من أهم القيم التي يتحلى بها الإنسان، وهي حصيلة التجارب الحياتية والتأمل فيها واستخلاص الدروس والعبر منها، والحكمة في الإسلام هي في الوسطية والاعتدال وتجنب التطرف والغلو، وهي في العدل والإنصاف وتجنب الظلم والجور، وهي في المحبة والسلام وتجنب الغل والحقد والبغضاء، والحكمة هي في التعاون والتآخي وتجنب التفرقة والانقسام، والحكمة هي في الحفاظ على البيئة وحمايتها وتجنب الإضرار بها أو تلويثها، والحكمة هي في السعي الدائم لتحقيق الخير والصلاح والفلاح في الدنيا والآخرة.

أضف تعليق