حكم قول ما شاء الله ثم شاء فلان

حكم قول ما شاء الله ثم شاء فلان

مقدمة

في كثير من الأحيان نسمع الناس يقولون “ما شاء الله ثم شاء فلان”، فما حكم هذا القول؟ وهل هو جائز أم لا؟ وما هي الأدلة على جوازه أو عدمه؟ هذه الأسئلة وغيرها سنجيب عليها في هذا المقال.

الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية

هناك العديد من الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية التي تدل على جواز قول “ما شاء الله ثم شاء فلان”، ومنها:

قال تعالى: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا} [مريم: 97].

قال تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [التكوير: 29].

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يقولن أحدكم: لولا الله ثم فلان، ولكن ليقل: بفضل الله ثم فلان، فإن الله هو الذي أعانه ووفقه” [رواه الترمذي].

الأدلة من أقوال العلماء

اتفق جمهور العلماء على جواز قول “ما شاء الله ثم شاء فلان”، ومن أقوالهم في ذلك:

قال الإمام النووي رحمه الله: “يجوز أن يقول: ما شاء الله ثم شاء فلان، بشرط أن لا يكون قصده إبطال فعل الله تعالى، وأن لا يكون قصده إثبات تأثير لغير الله تعالى” [المجموع شرح المهذب].

قال الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله: “يجوز أن يقول: ما شاء الله ثم شاء فلان، لأن شاء فلان بمعنى أراد فلان، والإرادة ليست مؤثرة في الوجود، بل المؤثر هو المشيئة الإلهية فقط” [فتح الباري].

حكم قول “ما شاء الله ثم شاء فلان”

إذا كان القصد من قول “ما شاء الله ثم شاء فلان” إثبات تأثير لغير الله تعالى، أو إبطال فعل الله تعالى، أو التقليل من قدرة الله تعالى، فإن هذا القول يكون حرامًا. أما إذا كان القصد من هذا القول هو إظهار فضل الله تعالى وإثبات قدرته، وأن كل شيء بيده، وأن غيره لا يقدر على شيء إلا بإذنه، فإن هذا القول يكون جائزًا.

شروط جواز قول “ما شاء الله ثم شاء فلان”

هناك عدة شروط يجب أن تتوفر لجواز قول “ما شاء الله ثم شاء فلان”، ومنها:

أن يكون القصد من هذا القول إظهار فضل الله تعالى وإثبات قدرته.

ألا يكون القصد من هذا القول إبطال فعل الله تعالى، أو التقليل من قدرته.

ألا يكون القصد من هذا القول إثبات تأثير لغير الله تعالى.

أمثلة على جواز قول “ما شاء الله ثم شاء فلان”

من الأمثلة على جواز قول “ما شاء الله ثم شاء فلان”:

أن يقول شخص: “ما شاء الله ثم شاء الطبيب فشفيت من مرضي”.

أن يقول شخص: “ما شاء الله ثم شاء المهندس فبنى هذا الجسر”.

أن يقول شخص: “ما شاء الله ثم شاء العالم فاخترع هذه الآلة”.

أمثلة على حرمة قول “ما شاء الله ثم شاء فلان”

من الأمثلة على حرمة قول “ما شاء الله ثم شاء فلان”:

أن يقول شخص: “ما شاء الله ثم شاء الطبيب فقتلت هذا المريض”.

أن يقول شخص: “ما شاء الله ثم شاء المهندس فسقط هذا الجسر”.

أن يقول شخص: “ما شاء الله ثم شاء العالم فصنع هذه القنبلة النووية”.

الخاتمة

يجوز قول “ما شاء الله ثم شاء فلان” بشرط أن لا يكون القصد من هذا القول إثبات تأثير لغير الله تعالى، أو إبطال فعل الله تعالى، أو التقليل من قدرته. ويجب أن يتوفر لهذا القول عدة شروط، منها أن يكون القصد منه إظهار فضل الله تعالى وإثبات قدرته، وألا يكون القصد منه التقليل من قدرة الله تعالى.

أضف تعليق