حكم من أفطر في رمضان عمدا ثم تاب

حكم من أفطر في رمضان عمدا ثم تاب

مقدمة

رمضان هو شهر الصيام والعبادة، وهو ركن من أركان الإسلام الخمسة، وقد فرض الله عز وجل صيام رمضان على المسلمين، وجعله شهرًا مباركًا فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وفي هذا الشهر يستغفر الله لعباده ويقبل توبتهم، وينزل عليهم الرحمات والمغفرة والعتق من النار، ومن أفطر في رمضان عمدًا فقد ارتكب معصية كبيرة، وعليه التوبة والاستغفار، وقد ورد في السنة النبوية الكثير من الأحاديث التي تبين حكم من أفطر في رمضان عمدًا ثم تاب.

الوجوب الشرعي

يعتقد البعض أن من أفطر في رمضان عمدًا ليس عليه أي شيء، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ، فقد أجمع العلماء على أن من أفطر في رمضان عمدًا عليه التوبة والاستغفار، قال الله تعالى: (وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عَمْدًا فَلَهُ جَزَاءٌ مِنَ اللَّهِ) [البقرة: 196]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من أفطر يومًا من رمضان متعمدًا غير عذر ولا مرض فليس له قضاؤه وإن صام الدهر) [أخرجه النسائي].

الأعذار المباحة للإفطار

هناك بعض الأعذار التي تبيح للمسلم الإفطار في رمضان، ومنها:

المرض: إذا كان المسلم مريضًا مرضًا شديدًا يمنعه من الصيام، جاز له الإفطار، وعليه قضاء الأيام التي أفطرها بعد رمضان.

السفر: إذا كان المسلم مسافرًا سفرًا طويلاً وشاقًا، جاز له الإفطار، وعليه قضاء الأيام التي أفطرها بعد رمضان.

الحمل والرضاعة: إذا كانت المرأة حاملًا أو مرضعة، وكانت تخشى على نفسها أو على جنينها أو رضيعها من الصيام، جاز لها الإفطار، وعليها قضاء الأيام التي أفطرها بعد رمضان.

الشيخوخة: إذا كان المسلم شيخًا كبيرًا لا يستطيع الصيام، جاز له الإفطار، وعليه إطعام مسكين عن كل يوم أفطره.

واجبات من أفطر عمدًا

إذا أفطر المسلم في رمضان عمدًا، فعليه:

التوبة والاستغفار: فعليه أن يتوب إلى الله عز وجل ويتضرع إليه ويطلب منه المغفرة والتوبة، ويكثر من الاستغفار والدعاء.

قضاء الأيام التي أفطرها: فعليه أن يقضي الأيام التي أفطرها بعد رمضان، وذلك بأن يصوم يومًا عن كل يوم أفطره.

دفع الكفارة: فعليه أن يدفع كفارة الإفطار عمدًا، وهي إطعام ستين مسكينًا، أو صيام شهرين متتاليين، أو عتق رقبة مؤمنة، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينًا.

الأدلة من الكتاب والسنة على وجوب القضاء والكفارة

وردت في الكتاب والسنة الكثير من الأدلة التي تبين وجوب القضاء والكفارة على من أفطر في رمضان عمدًا، ومنها:

قال الله تعالى: (وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عَمْدًا فَلَهُ جَزَاءٌ مِنَ اللَّهِ) [البقرة: 196].

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من أفطر يومًا من رمضان متعمدًا غير عذر ولا مرض فليس له قضاؤه وإن صام الدهر) [أخرجه النسائي].

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الكفارة لمن أفطر في رمضان عمدًا رقبة مؤمنة أو شهرين متتاليين أو إطعام ستين مسكينًا) [أخرجه أبو داود].

حكمة مشروعية القضاء والكفارة

شرع الله عز وجل القضاء والكفارة على من أفطر في رمضان عمدًا لحكم كثيرة، منها:

تعظيم حرمة شهر رمضان: فالقضاء والكفارة يبينان عظم حرمة شهر رمضان، وأن الاعتداء عليه بترك الصيام عمدًا هو معصية كبيرة تستوجب العقوبة.

الزجر عن الإفطار عمدًا: فالقضاء والكفارة يزجران المسلمين عن الإفطار عمدًا، ويردعانهم عن ارتكاب هذه المعصية.

تكفير ذنب الإفطار عمدًا: فالقضاء والكفارة يكفران ذنب الإفطار عمدًا، ويطهران المسلم من هذه المعصية.

خاتمة

وفي الختام، فإن من أفطر في رمضان عمدًا فقد ارتكب معصية كبيرة، وعليه التوبة والاستغفار، وقضاء الأيام التي أفطرها، ودفع الكفارة، والندم على ما فعله، والعزم على عدم العودة إلى هذه المعصية مرة أخرى، والله تعالى غفور رحيم، يقبل التوبة عن عباده ويتوب عليهم.

أضف تعليق