حكم من اكل ناسيا في غير رمضان

حكم من اكل ناسيا في غير رمضان

حكم من أكل ناسيًا في غير رمضان

مقدمة:

الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو واجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر، وقد حدد الله تعالى شهر رمضان الكريم ليكون شهر الصيام، ويبدأ الصيام من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ومن أكل أو شرب أو جامع في نهار رمضان عامدًا بدون عذر شرعي فقد بطل صومه وعليه القضاء والكفارة، أما من أكل أو شرب أو جامع في نهار رمضان ناسياً فلا يبطل صومه ولا شيء عليه، وذلك لأن النسيان من أسباب رفع الإثم والإثم، وفي هذا المقال سنتحدث عن حكم من أكل ناسيًا في غير رمضان.

أولاً: تعريف النسيان:

النسيان هو زوال الشيء من الذهن بحيث لا يتذكره الإنسان، وقد يكون النسيان كليًا أو جزئيًا، وقد يكون مؤقتًا أو دائمًا، وقد يكون عمدًا أو سهوًا، والنسيان من الأمور التي تحدث للإنسان بشكل طبيعي ولا يمكن التحكم فيها، وذلك لأن الذاكرة البشرية محدودة ولا يمكنها تخزين كل المعلومات بشكل دائم.

ثانيًا: أنواع النسيان:

هناك نوعان رئيسيان من النسيان هما:

1. النسيان العمد: وهو النسيان الذي يحدث عن قصد أو بإرادة من الإنسان، مثل نسيان اسم شخص أو مكان أو شيء معين.

2. النسيان السهو: وهو النسيان الذي يحدث دون قصد أو بإرادة من الإنسان، مثل نسيان إغلاق الباب أو إطفاء النور أو تناول الدواء.

ثالثًا: أسباب النسيان:

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى النسيان، منها:

1. التقدم في العمر: يعتبر التقدم في العمر أحد أكثر أسباب النسيان شيوعًا، وذلك لأن الذاكرة البشرية تضعف مع تقدم العمر.

2. الإجهاد والتوتر: يمكن أن يؤدي الإجهاد والتوتر إلى نسيان الأشياء، وذلك لأن الإجهاد والتوتر يضعفان قدرة الدماغ على التركيز والتذكر.

3. قلة النوم: يمكن أن يؤدي قلة النوم إلى نسيان الأشياء، وذلك لأن النوم ضروري لتعزيز الذاكرة وتثبيت المعلومات في الدماغ.

4. سوء التغذية: يمكن أن يؤدي سوء التغذية إلى نسيان الأشياء، وذلك لأن بعض العناصر الغذائية مثل فيتامين ب 12 والحديد ضرورية لعمل الذاكرة بشكل سليم.

5. بعض الأمراض: يمكن أن تؤدي بعض الأمراض إلى نسيان الأشياء، مثل مرض الزهايمر والخرف.

رابعًا: حكم من أكل ناسيًا في غير رمضان:

اتفق الفقهاء على أن من أكل أو شرب أو جامع في نهار رمضان عامدًا بدون عذر شرعي فقد بطل صومه وعليه القضاء والكفارة، وأما من أكل أو شرب أو جامع في نهار رمضان ناسياً فلا يبطل صومه ولا شيء عليه، وذلك لأن النسيان من أسباب رفع الإثم والإثم، ودليل ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه”.

خامسًا: شروط صحة النسيان:

حتى يصح النسيان الذي يبيح الأكل والشرب في نهار رمضان لابد من توافر الشروط التالية:

1. أن يكون النسيان حقيقيًا: أي أن يكون الإنسان قد نسي فعلاً أنه في نهار رمضان.

2. أن يكون النسيان غير متعمد: أي أن لا يكون الإنسان قد تعمد نسيان أنه في نهار رمضان.

3. أن يكون النسيان غير ناتج عن إهمال: أي أن لا يكون الإنسان قد أهمل في معرفة حكم صيام شهر رمضان.

سادسًا: حكم من أكل ناسيًا ثم تذكر أنه في نهار رمضان:

إذا أكل أو شرب أو جامع الإنسان في نهار رمضان ناسياً ثم تذكر أنه في نهار رمضان فعليه أن يمسك عن الأكل والشرب والجماع فورًا، ولا شيء عليه فيما مضى، وذلك لأن النسيان يرفع الإثم والإثم، ودليل ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه”.

سابعًا: حكم من شك هل أكل ناسيًا أم لا:

إذا شك الإنسان هل أكل أو شرب في نهار رمضان ناسيًا أم لا فعليه أن يبني على الأصل وهو عدم الأكل والشرب، وذلك لأن الأصل في الأشياء الإباحة، ودليل ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “دع ما يريبك إلى ما لا يريبك”.

خاتمة:

وفي ختام هذا المقال نكون قد تعرفنا على حكم من أكل ناسيًا في غير رمضان، وأن النسيان من أسباب رفع الإثم والإثم، وأن من أكل أو شرب أو جامع في نهار رمضان ناسياً فلا يبطل صومه ولا شيء عليه، وأن هناك شروطًا لصحة النسيان، وأن من أكل ناسيًا ثم تذكر أنه في نهار رمضان فعليه أن يمسك عن الأكل والشرب والجماع فورًا، وأن من شك هل أكل ناسيًا أم لا فعليه أن يبني على الأصل وهو عدم الأكل والشرب.

أضف تعليق