حكم من أكل ناسيا في صيام القضاء عند المالكية

حكم من أكل ناسيا في صيام القضاء عند المالكية

المقدمة:

صيام القضاء هو أحد أنواع الصيام التي يتم فرضها على المسلم الذي أفطر في رمضان بعذر شرعي، ويجب على المسلم أن يقضي الأيام التي أفطرها في رمضان في وقت لاحق، وقد حدد الفقهاء شروطاً وأحكاماً لصيام القضاء، ومن ضمن هذه الأحكام ما يتعلق بحكم من أكل ناسياً في صيام القضاء عند المالكية.

شروط صيام القضاء عند المالكية:

1. النية: يجب على المسلم أن ينوي صيام القضاء قبل الفجر، ولا يجوز له أن ينوي الصيام بعد الفجر.

2. الامتناع عن المفطرات: يجب على المسلم أن يمتنع عن جميع المفطرات أثناء صيام القضاء، مثل الأكل والشرب والجماع، ويبدأ وقت الامتناع عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.

3. قضاء الأيام التي أفطرها في رمضان: يجب على المسلم أن يقضي الأيام التي أفطرها في رمضان في وقت لاحق، ولا يجوز له أن يؤخر قضاء هذه الأيام إلى ما بعد رمضان التالي.

حكم من أكل ناسياً في صيام القضاء عند المالكية:

1. بطلان الصيام: يرى المالكية أن صيام القضاء يبطل إذا أكل الصائم أو شرب ناسياً، وذلك لأن الأكل والشرب من المفطرات التي تبطل الصيام.

2. وجوب القضاء: يجب على الصائم الذي أكل أو شرب ناسياً في صيام القضاء أن يقضي اليوم الذي أفسده، وذلك لأنه قد أخل بشرط من شروط صيام القضاء وهو الامتناع عن المفطرات.

3. جواز إتمام الصيام: يجوز للصائم الذي أكل أو شرب ناسياً في صيام القضاء أن يتم صيامه، وذلك لأن النسيان لا يعتبر عذراً شرعياً للإفطار، ولكن يجب عليه أن يقضي اليوم الذي أفسده.

أقوال العلماء في حكم من أكل ناسياً في صيام القضاء:

1. القول الأول: يرى بعض العلماء أن صيام القضاء لا يبطل إذا أكل الصائم أو شرب ناسياً، وذلك لأن النسيان يعتبر عذراً شرعياً للإفطار.

2. القول الثاني: يرى بعض العلماء أن صيام القضاء يبطل إذا أكل الصائم أو شرب ناسياً، وذلك لأن الأكل والشرب من المفطرات التي تبطل الصيام.

3. القول الثالث: يرى بعض العلماء أن صيام القضاء يبطل إذا أكل الصائم أو شرب ناسياً، ولكن يجب على الصائم أن يقضي اليوم الذي أفسده.

الأدلة الشرعية على حكم من أكل ناسياً في صيام القضاء:

1. القرآن الكريم: قال تعالى في سورة البقرة: “وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، ثم أتموا الصيام إلى الليل”، وقد ورد في هذه الآية الكريمة أن الامتناع عن المفطرات هو شرط من شروط صحة الصيام.

2. السنة النبوية: روى البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من أكل أو شرب ناسياً وهو صائم فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه”، وقد ورد في هذا الحديث الشريف أن النسيان لا يعتبر عذراً شرعياً للإفطار، ولكن يجب على الصائم أن يتم صيامه.

3. إجماع العلماء: أجمع العلماء على أن صيام القضاء يبطل إذا أكل الصائم أو شرب ناسياً، وذلك لأن الأكل والشرب من المفطرات التي تبطل الصيام.

الحكمة من حكم من أكل ناسياً في صيام القضاء:

1. التربية على الانضباط والتقوى: إن حكم بطلان صيام القضاء إذا أكل الصائم أو شرب ناسياً يربي المسلم على الانضباط والتقوى، ويجعله أكثر حرصاً على الامتناع عن المفطرات أثناء الصيام.

2. تعويض المسلم عن الأيام التي أفطرها في رمضان: إن حكم وجوب قضاء الأيام التي أفطرها المسلم في رمضان يعتبر تعويضاً له عن هذه الأيام، ويجعله يؤدي فريضة الصيام كاملة.

3. تحقيق مقاصد الصيام: إن حكم بطلان صيام القضاء إذا أكل الصائم أو شرب ناسياً يحقق مقاصد الصيام، والتي من أهمها التقوى والانضباط والتربية الروحية.

الخاتمة:

إن حكم من أكل ناسياً في صيام القضاء عند المالكية هو بطلان الصيام، ويجب على الصائم أن يقضي اليوم الذي أفسده، وذلك لأن الأكل والشرب من المفطرات التي تبطل الصيام، وقد ورد في القرآن والسنة والإجماع أن صيام القضاء يبطل إذا أكل الصائم أو شرب ناسياً، والحكمة من هذا الحكم هي تربية المسلم على الانضباط والتقوى، وتعويضه عن الأيام التي أفطرها في رمضان، وتحقيق مقاصد الصيام.

أضف تعليق