حكم من شرب بعد أذان الفجر غير متعمد

حكم من شرب بعد أذان الفجر غير متعمد

حكم من شرب بعد أذان الفجر غير متعمد

مقدمة

يُعتبر شهر رمضان المبارك من أهم وأعظم الشهور عند المسلمين، حيث فرض الله تعالى فيه الصيام على عباده المسلمين، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، والصيام يبدأ من طلوع الفجر وحتى غروب الشمس، وخلال هذه الفترة يجب على الصائم الامتناع عن الطعام والشراب والجماع وغيرها من المفطرات.

ومع اقتراب موعد أذان الفجر، يبدأ الكثير من الناس بالإفطار وتناول الطعام والشراب، وذلك قبل أن يحين موعد أذان الفجر، ويظن البعض أن هذا الأمر جائز ولا يُبطل الصيام، في حين أن هذا الأمر يُعد مُبطلاً للصيام ويجب على الصائم أن يتوقف عن الأكل والشرب بمجرد سماع أذان الفجر.

حكم من شرب بعد أذان الفجر غير متعمد

وفي هذه المقالة، سنتناول حكم من شرب بعد أذان الفجر غير متعمد، وهل يُبطل هذا الأمر الصيام أم لا، وما هي الأمور التي يجب على الصائم مراعاتها لتجنب الوقوع في هذا الخطأ، وذلك استنادًا إلى الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة وإجماع العلماء.

أولاً: تعريف شرب بعد أذان الفجر

ويُعرَّف شرب بعد أذان الفجر على أنه تناول أي نوع من السوائل بعد سماع أذان الفجر، سواء كانت هذه السوائل باردة أو ساخنة، سواء كانت ماء أو عصير أو شاي أو قهوة أو غير ذلك، ويُعدّ هذا الأمر مُبطلاً للصيام ويجب على الصائم الامتناع عنه.

ثانيًا: الأدلة الشرعية على بطلان الصيام بشرب بعد أذان الفجر

الأدلة الشرعية على بطلان الصيام بشرب بعد أذان الفجر عديدة منها:

1. الأدلة من القرآن الكريم

يدلّ قوله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ}[البقرة: 187] على أن الصيام يمتد من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وأن على الصائم الامتناع عن الطعام والشراب طوال هذه الفترة.

2. الأدلة من السنة النبوية

روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أكل أو شرب ناسياً وهو صائم فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه”، وفي هذا الحديث دليل على أن من أكل أو شرب ناسياً وهو صائم فلا قضاء عليه، أما من تعمد الأكل أو الشرب بعد أذان الفجر، أو قبل أذان الفجر وهو مدرك لما يفعل، فإنه يُبطل صيامه وعليه قضاؤه.

3. الأدلة من إجماع العلماء

أجمع العلماء على أن شرب بعد أذان الفجر يُعدّ مُبطلاً للصيام، ويجب على الصائم التوقف عن الأكل والشرب بمجرد سماع أذان الفجر، ومن شرب أو أكل بعد سماع أذان الفجر متعمداً فعليه قضاء ذلك اليوم.

ثالثاً: شروط بطلان الصيام بشرب بعد أذان الفجر

يشترط لبطلان الصيام بشرب بعد أذان الفجر عدة شروط، منها:

1. العلم بموعد أذان الفجر

إذا لم يكن الصائم يعلم بموعد أذان الفجر وشرب أو أكل بعد طلوع الفجر، ولكن بعدما علم بموعد أذان الفجر، فإن صيامه يكون صحيحاً ولا يُبطل، أما إذا كان الصائم عالماً بموعد أذان الفجر وشرب أو أكل بعده متعمداً، فإن صيامه يكون باطلاً وعليه قضاؤه.

2. العمد في الشرب أو الأكل

إذا شرب الصائم أو أكل بعد أذان الفجر ناسياً، فإن صيامه يكون صحيحاً ولا يُبطل، أما إذا شرب أو أكل بعد أذان الفجر متعمداً، فإن صيامه يكون باطلاً وعليه قضاؤه.

3. وصول الطعام أو الشراب إلى الجوف

إذا شرب الصائم أو أكل بعد أذان الفجر، ولكن لم يصل الطعام أو الشراب إلى جوفه، فإن صيامه يكون صحيحاً ولا يُبطل، أما إذا وصل الطعام أو الشراب إلى جوفه، فإن صيامه يكون باطلاً وعليه قضاؤه.

رابعاً: الحكمة من تحريم الأكل والشرب بعد أذان الفجر

من الحكمة التي شرعها الله تعالى في تحريم الأكل والشرب بعد أذان الفجر، هو لتعويد المسلم على ضبط نفسه والسيطرة على شهواته ورغباته، ولتربيته على الصبر والتحمل، كما أن الأكل والشرب بعد أذان الفجر قد يسبب تخمة وعسراً في الهضم، وقد يؤدي إلى الشعور بالكسل والخمول، مما قد يؤثر على أداء الصائم لعبادته وصلاته.

خامساً: الأكل والشرب بالخطأ بعد أذان الفجر

إذا أكل الصائم أو شرب بعد أذان الفجر بالخطأ، فإن صيامه يكون صحيحاً ولا يُبطل، وذلك لأن الخطأ لا يبطل الصيام، فإذا تذكر الصائم أنه قد أكل أو شرب بعد أذان الفجر بشكل خاطئ، فإن عليه أن يتوقف عن الأكل أو الشرب فوراً، ولا يلزم عليه قضاء ذلك اليوم.

سادساً: الإفطار العمدي بعد أذان الفجر

إذا أفطر الصائم عمداً بعد أذان الفجر، فإن صيامه يكون باطلاً وعليه قضاؤه، وذلك لأن الإفطار العمدي من أكبر المفطرات التي تُبطل الصيام، ويجب على الصائم الذي أفطر عمداً بعد أذان الفجر أن يتوب إلى الله تعالى ويستغفره، ويتصدق ويصوم يومين متتاليين عن كفارة الإفطار في رمضان.

سابعاً: الخاتمة

وبناءً على ما سبق، فإن شرب بعد أذان الفجر يُعدّ مُبطلاً للصيام، ويجب على الصائم أن يتوقف عن الأكل والشرب بمجرد سماع أذان الفجر، ومن شرب أو أكل بعد سماع أذان الفجر متعمداً فعليه قضاء ذلك اليوم، ولا يجوز للمسلم أن يتهاون في هذا الأمر، لأن الصيام من أهم وأعظم العبادات في الإسلام، وعليه أن يحرص على أدائه على أكمل وجه.

أضف تعليق