حكم من شرب الماء بعد أذان الفجر في صيام التطوع

حكم من شرب الماء بعد أذان الفجر في صيام التطوع

حكم من شرب الماء بعد أذان الفجر في صيام التطوع

مقدمة:

الصيام هو أحد العبادات التي لها مكانة عظيمة في الإسلام، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، وقد شرّعه الله تعالى لعباده ليكون تكفيراً للخطايا وتنقية للنفس وتطهيراً لها، ولصيام التطوع فضل كبير عند الله تعالى، وهو من الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد إلى ربه.

حكم شرب الماء بعد أذان الفجر في صيام التطوع:

اختلف الفقهاء في حكم شرب الماء بعد أذان الفجر في صيام التطوع، فذهب جمهور الفقهاء إلى أن شرب الماء بعد أذان الفجر يبطل الصيام، واستدلوا على ذلك بما يلي:

1- الأحاديث الواردة في ذلك:

روى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أكل أو شرب ناسياً وهو صائم فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه”.

وهذا الحديث يدل على أن الأكل والشرب عمداً مبطلان للصيام، وشرب الماء بعد أذان الفجر يعد شرباً عمداً.

2- إجماع الصحابة رضي الله عنهم:

أجمع الصحابة رضي الله عنهم على أن شرب الماء بعد أذان الفجر يبطل الصيام، ولم ينقل عن أحد منهم خلاف ذلك.

3- القياس على الأكل:

الأكل مبطل للصيام سواء كان عمداً أو خطأً، وشرب الماء بعد أذان الفجر يشبه الأكل في كونه إدخال شيء إلى الجوف، ولذلك فهو مبطل للصيام.

الآراء الأخرى:

ذهب بعض الفقهاء إلى أن شرب الماء بعد أذان الفجر لا يبطل الصيام، واستدلوا على ذلك بما يلي:

1- عدم وجود نص صريح في السنة النبوية يدل على بطلان الصيام بشرب الماء بعد أذان الفجر:

الحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه لا يدل على بطلان الصيام بشرب الماء بعد أذان الفجر، لأن هذا الحديث يتحدث عن الأكل والشرب ناسياً، وليس عن الأكل والشرب عمداً.

2- أن شرب الماء بعد أذان الفجر ليس من المفطرات التي ذكرها الفقهاء:

من المفطرات التي ذكرها الفقهاء: الأكل والشرب والجماع والحيض والنفاس والجنون والإغماء والقيء عمداً، وشرب الماء بعد أذان الفجر ليس من هذه المفطرات.

3- أن شرب الماء بعد أذان الفجر لا يضر بالصائم:

شرب الماء بعد أذان الفجر لا يضر بالصائم، فهو لا يفطر ولا يذهب بالثواب، ولذلك لا ينبغي أن يبطل الصيام.

الراجح من الأقوال:

الراجح من أقوال الفقهاء أن شرب الماء بعد أذان الفجر يبطل الصيام، وهذا هو مذهب جمهور الفقهاء، وهو الذي عليه العمل في البلاد الإسلامية.

الأدلة على بطلان الصيام بشرب الماء بعد أذان الفجر:

الأدلة على بطلان الصيام بشرب الماء بعد أذان الفجر كثيرة، منها:

1- الأحاديث الواردة في ذلك:

روى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أكل أو شرب ناسياً وهو صائم فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه”.

وهذا الحديث يدل على أن الأكل والشرب عمداً مبطلان للصيام، وشرب الماء بعد أذان الفجر يعد شرباً عمداً.

2- إجماع الصحابة رضي الله عنهم:

أجمع الصحابة رضي الله عنهم على أن شرب الماء بعد أذان الفجر يبطل الصيام، ولم ينقل عن أحد منهم خلاف ذلك.

3- القياس على الأكل:

الأكل مبطل للصيام سواء كان عمداً أو خطأً، وشرب الماء بعد أذان الفجر يشبه الأكل في كونه إدخال شيء إلى الجوف، ولذلك فهو مبطل للصيام.

حكم من شرب الماء بعد أذان الفجر في صيام الفرض:

شرب الماء بعد أذان الفجر في صيام الفرض مبطل للصيام بالإجماع، لأن صيام الفرض واجب على المسلم ولا يجوز له الإفطار فيه إلا لعذر شرعي.

خاتمة:

شرب الماء بعد أذان الفجر في صيام التطوع يبطل الصيام، وهذا هو مذهب جمهور الفقهاء، وهو الذي عليه العمل في البلاد الإسلامية، والأدلة على ذلك كثيرة، منها الأحاديث الواردة في ذلك وإجماع الصحابة والقياس على الأكل.

أضف تعليق