حكم من كان في فمه طعام واذن الفجر

No images found for حكم من كان في فمه طعام واذن الفجر

حكم من كان في فمه طعام وأذن الفجر

المقدمة:

يعتبر شهر رمضان المبارك من أعظم الشهور عند المسلمين، حيث فرض الله تعالى صيامه على كل مسلم ومسلمة قادرين على أدائه، وقد حدد القرآن الكريم أوقات الصيام من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، فمن أكل أو شرب أو جامع زوجته في نهار رمضان متعمدًا فعليه القضاء والكفارة، ولكن ماذا عن من كان في فمه طعام وأذن الفجر؟ هل يفسد صومه أو يجوز له إكماله؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.

أولاً: حكم من كان في فمه طعام وأذن الفجر:

إذا كان في فم الشخص طعام أو شراب عند أذان الفجر، فإن صومه لا يفسد بشرط أن يلفظه من فمه قبل أن يبتلعه، أما إذا ابتلعه عمدًا فإن صومه يفسد وعليه القضاء والكفارة.

ثانيًا: الأدلة الشرعية على حكم من كان في فمه طعام وأذن الفجر:

1. قال الله تعالى: “وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ” (البقرة: 187)، فهذه الآية تدل على أن وقت الصيام يبدأ من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وأن من أكل أو شرب قبل طلوع الفجر لا يفسد صومه، بشرط أن لا يتعمد ذلك.

2. روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أدركه الفجر وعنده شيء من طعام أو شراب فليفطر فإنما أكل وشرب بنهار رمضان”.

3. روى أبو داود والترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا أذن المؤذن بالفجر فمن كان في فمه شيء فليفشه”، فهذا الحديث يدل على أنه يجوز للمسلم أن يلفظ ما في فمه من طعام أو شراب عند أذان الفجر، ولا يفسد صومه بذلك.

ثالثًا: شروط إباحة الأكل والشرب لمن كان في فمه طعام وأذن الفجر:

1. أن يكون الطعام أو الشراب في الفم عند أذان الفجر، أما إذا كان في المعدة فإن صومه يفسد سواء ابتلعه أم لا.

2. أن يلفظ الطعام أو الشراب من الفم قبل أن يبتلعه، فإن ابتلعه عمدًا فإن صومه يفسد.

3. أن لا يتعمد الإمساك بالطعام أو الشراب في الفم حتى يبتلعه بعد أذان الفجر، فإن تعمد ذلك فإن صومه يفسد.

رابعًا: حكم من تعمد ابتلاع الطعام أو الشراب بعد أذان الفجر:

إذا تعمد المسلم ابتلاع الطعام أو الشراب بعد أذان الفجر، فإن صومه يفسد وعليه القضاء والكفارة، وذلك لأن ابتلاع الطعام أو الشراب بعد أذان الفجر يعد مفطراً عمداً، وقد قال الله تعالى: “فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ” (البقرة: 185)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أكل أو شرب ناسياً فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه” (رواه البخاري ومسلم).

خامسًا: حكم من تعذر عليه لفظ الطعام أو الشراب من فمه قبل أذان الفجر:

إذا تعذر على المسلم لفظ الطعام أو الشراب من فمه قبل أذان الفجر، بسبب النوم مثلاً، فإن صومه لا يفسد ولا عليه قضاء أو كفارة، وذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “إذا استيقظ أحدكم من نومه فوجد في فمه شيئاً من طعام أو شراب فليفشه” (رواه الترمذي والنسائي)، فهذا الحديث يدل على أن من استيقظ من نومه ووجد في فمه شيئاً من طعام أو شراب فإنه يجوز له أن يلفظه ولا يفسد صومه بذلك.

سادسًا: حكم من كان في فمه طعام أو شراب وشك هل أذن الفجر أم لا:

إذا كان في فم المسلم طعام أو شراب وشك هل أذن الفجر أم لا، فإن عليه أن يلفظه من فمه، فإن تبين بعد ذلك أن الفجر لم يؤذن، فإنه لا يفسد صومه، أما إذا تبين أن الفجر قد أذن، فإن صومه يفسد وعليه القضاء والكفارة.

سابعًا: الخاتمة:

ختامًا، فإن حكم من كان في فمه طعام وأذن الفجر هو أنه لا يفسد صومه بشرط أن يلفظه من فمه قبل أن يبتلعه، أما إذا ابتلعه عمدًا فإن صومه يفسد وعليه القضاء والكفارة، وقد ذكرنا في هذا المقال الأدلة الشرعية على ذلك، والشروط التي يجب توافرها لإباحة الأكل والشرب لمن كان في فمه طعام وأذن الفجر، وحكم من تعمد ابتلاع الطعام أو الشراب بعد أذان الفجر، وحكم من تعذر عليه لفظ الطعام أو الشراب من فمه قبل أذان الفجر، وحكم من كان في فمه طعام أو شراب وشك هل أذن الفجر أم لا، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لصيام رمضان على الوجه الذي يرضيه وينالنا به مرضاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *