خصائص شعر لسان الدين بن الخطيب

خصائص شعر لسان الدين بن الخطيب

مقدمة

كان لسان الدين بن الخطيب شاعرًا وأديبًا ومؤرخًا وسياسيًا أندلسيًا، وُلد في مدينة لوشة (إسبانيا) عام 1313 وتوفي في مدينة فاس (المغرب) عام 1374. ترك لنا ابن الخطيب ديوانًا شعريًا كبيرًا يضم أكثر من عشرة آلاف بيت، تناول فيه مختلف أغراض الشعر العربي، من مدح ورثاء وغزل ووصف وفخر وهجاء ورسائل وخمريات وما إلى ذلك.

أغراض الشعر عند ابن الخطيب

تعددت أغراض الشعر عند ابن الخطيب، فكان بارعًا في كتابة مختلف أنواع الشعر، ومن أشهر أغراضه:

المدح: مدح ابن الخطيب كثيرًا من الخلفاء والوزراء والأمراء، ومن أشهر قصائده في هذا الغرض قصيدته التي مدح فيها السلطان محمد الخامس، والتي مطلعها:

_أنعم صباحًا أيها السلطان_

_يا من له ملك السما والبرهان_

الرثاء: رثى ابن الخطيب كثيرًا من الأعلام الذين وافتهم المنية، ومن أشهر قصائده في هذا الغرض قصيدته التي رثى فيها الوزير ابن الأحمر، والتي مطلعها:

_ألا يا عين جودي بالدموع السواكب_

_على وزير الورى بدر السماء الثاقب_

الغزل: كتب ابن الخطيب الكثير من القصائد الغزلية، والتي تغنى فيها بجمال المرأة وحبها، ومن أشهر قصائده في هذا الغرض قصيدته التي مطلعها:

_ألا يا غزالًا ما كحلت عيونك_

_ولكنها سُحرت من أشفار عينك_

الوصف: كتب ابن الخطيب أيضًا الكثير من القصائد الوصفية، والتي وصف فيها الطبيعة وما فيها من جمال، ومن أشهر قصائده في هذا الغرض قصيدته التي وصف فيها مدينة غرناطة، والتي مطلعها:

_غرناطة دار الملك والحسن والمنى_

_وفيها مناظر كأنها الجنة_

الفخر: كتب ابن الخطيب أيضًا بعض القصائد الفخرية، والتي افتخر فيها بنفسه وبعشيرته، ومن أشهر قصائده في هذا الغرض قصيدته التي مطلعها:

_أنا ابن الخطيب الفتى ذو المجد والعُلى_

_وذي الحسب النبيل والكرم الأصيل_

الهجاء: لم يكن ابن الخطيب كثير الهجاء، لكنه هجا بعض الأشخاص الذين أساءوا إليه أو إلى أصدقائه، ومن أشهر قصائده في هذا الغرض قصيدته التي هجا فيها ابن زمرك، والتي مطلعها:

_يا ابن زمرك يا خبيث السريرة_

_يا من يحمل ضغينة في الضميره_

الرسائل: كتب ابن الخطيب أيضًا الكثير من الرسائل الشعرية، والتي بعث بها إلى أصدقائه وأقاربه، ومن أشهر رسائله الشعرية رسالته إلى الوزير ابن الأحمر، والتي مطلعها:

_إلى الوزير ابن الأحمر ذي العُلى_

_وذي المكارم والأخلاق الفضلى_

خصائص شعر ابن الخطيب

تتميز قصائد ابن الخطيب بالعديد من الخصائص، من أهمها:

القوة والجزالة: تتميز قصائد ابن الخطيب بالقوة والجزالة، وذلك بسبب استخدامه للغة قوية ومعبرة وصور شعرية حية.

السلاسة والسهولة: تتميز قصائد ابن الخطيب أيضًا بالسلاسة والسهولة، وذلك بسبب استخدامه للغة بسيطة وخالية من التعقيد.

الغنى والتعدد: تتميز قصائد ابن الخطيب أيضًا بالغنى والتعدد، وذلك بسبب تنوع أغراضها وموضوعاتها.

التشبيه والاستعارة: يستخدم ابن الخطيب التشبيه والاستعارة بكثرة في شعره، وذلك بهدف إضفاء الجمال على شعره وإيصال أفكاره بشكل أكثر تأثيرًا.

الجناس والطباق: يستخدم ابن الخطيب الجناس والطباق بكثرة في شعره، وذلك بهدف إضفاء الموسيقى على شعره وإمتاع السامع.

الإيقاع والوزن: يتميز شعر ابن الخطيب بإيقاعه السريع ووزنه المتنوع، وذلك بهدف إضفاء الحيوية على شعره وجذب انتباه السامع.

الخيال والتأمل: يتميز شعر ابن الخطيب أيضًا بخياله الواسع وتأملاته العميقة، وذلك بسبب تأثره بالفلسفة الإسلامية والتصوف.

الطبيعة في شعر ابن الخطيب

كان ابن الخطيب محبًا للطبيعة ومتأملًا فيها، وقد ظهر ذلك جليًا في شعره، حيث وصف الطبيعة في كثير من قصائده، ومن أشهر قصائده في هذا الغرض قصيدته التي وصف فيها نهر الوادي الكبير، والتي مطلعها:

_نهر الوادي الكبير بياض موجك_

_ونضرة ساحلك خضرة روضك_

وقد وصف ابن الخطيب في هذه القصيدة نهر الوادي الكبير بأنه أبيض اللون ومتدفق كاللؤلؤ، ووصف ساحله بأنه أخضر اللون ومليء بالأزهار الجميلة.

الحب في شعر ابن الخطيب

كان ابن الخطيب عاشقًا ومتيمًا، وقد ظهر ذلك جليًا في شعره، حيث كتب الكثير من القصائد الغزلية التي تغنى فيها بجمال المرأة وحبها، ومن أشهر قصائده في هذا الغرض قصيدته التي مطلعها:

_ألا يا غزالًا ما كحلت عيونك_

_ولكنها سُحرت من أشفار عينك_

وقد وصف ابن الخطيب في هذه القصيدة معشوقته بأنها غزال جميل، وأن عينيها ساحرتان، وأنه يحبها حبًا شديدًا.

الموت في شعر ابن الخطيب

كان ابن الخطيب متأملًا في الموت كثيرًا، وقد ظهر ذلك جليًا في شعره، حيث كتب الكثير من القصائد التي تناول فيها موضوع الموت، ومن أشهر قصائده في هذا الغرض قصيدته التي مطلعها:

_إذا ما أتى يوم الوداع فقل لهم_

_وداعًا وداعًا لا لقاء وراءه_

وقد وصف ابن الخطيب في هذه القصيدة الموت بأنه يوم الوداع، وأن الفراق بين الأحباب في هذا اليوم سيكون أبديًا.

الخاتمة

كان لسان الدين بن الخطيب شاعرًا وأديبًا ومؤرخًا وسياسيًا بارزًا في عصره، وقد ترك لنا تراثًا أدبيًا غنيًا ومتنوعًا، يتميز بالقوة والجزالة والسلاسة والسهولة والغنى والتعدد. وقد تناول ابن الخطيب في شعره مختلف أغراض الشعر العربي، من مدح ورثاء وغزل ووصف وفخر وهجاء ورسائل وخمريات وما إلى ذلك.

أضف تعليق