خطبة جمعة عن الاستقامة

خطبة جمعة عن الاستقامة

الخطبة الأولى

مقدمة

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

أيها المؤمنون، إن الاستقامة في الدين من أعظم الواجبات على المسلم، وهي صفة من صفات المتقين الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [الحجرات: 13].

أولًا: فضل الاستقامة

1. الاستقامة سبب لحب الله تعالى ورضاه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلت”.

2. الاستقامة سبب لدخول الجنة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من استقام على أمر الله في السر والعلانية لقي الله وهو عنه راض”.

3. الاستقامة سبب للأجر العظيم والثواب الجزيل، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من استقام على سنة من سنن الهدى في حياته بعد وفاتي كان له من الأجر مثل أجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئا”.

ثانيًا: أسباب الاستقامة

1. العلم الشرعي الصحيح، فعندما يعلم المسلم عقيدته وشريعته وأخلاقه، فإنه يكون أكثر حرصًا على الاستقامة عليها.

2. صحبة الصالحين، فالصاحب ساحب، فإذا صاحب المسلم الصالحين، فإنهم سيعينونه على الاستقامة وينهاه عن الانحراف.

3. الدعاء إلى الله تعالى، فالمسلم عندما يدعو الله تعالى أن يثبته على الاستقامة، فإن الله تعالى سيستجيب دعاءه بإذنه تعالى.

ثالثًا: ثمار الاستقامة

1. السعادة في الدنيا والآخرة، فالمستقيم على أمر الله تعالى يشعر بالسعادة في قلبه وحياته، ويحظى برضا الله تعالى عنه في الدنيا والآخرة.

2. النصر على الأعداء، فالمستقيم على أمر الله تعالى يكون قويًا ومتماسكًا، فيكون أكثر قدرة على مواجهة أعدائه والانتصار عليهم.

3. الفلاح والنجاح في الحياة، فالمستقيم على أمر الله تعالى يكون أكثر نجاحًا في حياته، ويكون أكثر توفيقًا في أعماله.

الخطبة الثانية

رابعًا: مظاهر الاستقامة

1. الاستقامة في العبادة، فالمستقيم على أمر الله تعالى يحافظ على أداء العبادات المفروضة والنوافل على أكمل وجه، ولا يتهاون فيها.

2. الاستقامة في المعاملات، فالمستقيم على أمر الله تعالى يتعامل مع الناس بالعدل والإنصاف، ويفي بعهوده ووعوده، ويتجنب الغش والخداع.

3. الاستقامة في الأخلاق، فالمستقيم على أمر الله تعالى يتحلى بالأخلاق الفاضلة، ويتجنب الأخلاق الرذيلة، ويكون قدوة صالحة للمسلمين.

خامسًا: الآفات التي تهدد الاستقامة

1. الجهل الشرعي، فعندما يجهل المسلم عقيدته وشريعته وأخلاقه، فإنه يكون أكثر عرضة للانحراف عن الاستقامة.

2. صحبة السوء، فالصاحب ساحب، فإذا صاحب المسلم الأشرار والمنحرفين، فإنهم سيؤثرون عليه سلبًا وسيقودونه إلى الانحراف.

3. اتباع الهوى والشهوات، فعندما يتبع المسلم هواه وشهواته، فإنه يكون أكثر عرضة للانحراف عن الاستقامة.

سادسًا: علاج الانحراف عن الاستقامة

1. العودة إلى الله تعالى بالتوبة والاستغفار، فالتوبة والاستغفار يمحوان الذنوب ويردان العبد إلى الطريق المستقيم.

2. صحبة الصالحين، فالصاحب ساحب، فإذا صاحب المسلم الصالحين، فإنهم سيعينونه على العودة إلى الاستقامة وينهاه عن الانحراف.

3. الدعاء إلى الله تعالى، فالمسلم عندما يدعو الله تعالى أن يثبته على الاستقامة، فإن الله تعالى سيستجيب دعاءه بإذنه تعالى.

سابعًا: خاتمة

أيها المؤمنون، إن الاستقامة في الدين من أعظم الواجبات على المسلم، وهي صفة من صفات المتقين الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [الحجرات: 13].

فنسأل الله تعالى أن يثبتنا على الاستقامة وأن يعيذنا من الانحراف والزلل، وأن يجعلنا من المتقين الذين يحظون برضاه ورحمته في الدنيا والآخرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *