خطبة جمعة عن حسن الخلق

خطبة جمعة عن حسن الخلق

الخطبة الأولى

المقدمة:

الحمد لله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، وزينه بأحسن الأخلاق، وأرسل إلينا رسله وأنزل علينا كتبه لندعو الناس إلى محاسن الأخلاق، ونتحلى بها في أقوالنا وأفعالنا، أما بعد:

حسن الخلق:

1- مفهوم حسن الخلق:

حسن الخلق هو خلق المرء على ما يرضي الله ورسوله، وهو ضد سوء الخلق الذي يُنفر الناس من المرء، وهو من أهم الخصال التي يجب أن يتحلى بها المسلم، قال تعالى: (وَلَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مثالاً أعلى في حسن الخلق، قال عنه عائشة رضي الله عنها: (كان خلقه القرآن).

2- أهمية حسن الخلق:

حسن الخلق من أهم الأمور التي تدخل صاحبها الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً)، كما أنه من أهم أسباب محبة الناس للمرء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب معالي الأخلاق ويكره سفالها).

3- ثمار حسن الخلق:

حسن الخلق يجلب لصاحبه ثماراً كثيرة، منها: حب الله ورسوله له، ومحبة الناس له، وسهولة التعامل معه، وتحقيق النجاح في الحياة الدنيا والآخرة.

الخطبة الثانية

حسن الخلق مع الله سبحانه وتعالى:

1- الإيمان بالله وحده:

أول وأهم أركان حسن الخلق مع الله سبحانه وتعالى هو الإيمان به وحده، والإخلاص له في العبادة، قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، والإيمان بالله وحده يستلزم محبته وطاعته واجتناب ما يغضبه.

2- حسن الظن بالله:

من أهم أركان حسن الخلق مع الله سبحانه وتعالى حسن الظن به، والاعتقاد بأنه لا يفعل شيئاً إلا لحكمة، وأنه لا يمكن أن يظلم أحداً، قال تعالى: (وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا)، وحسن الظن بالله يستلزم الرضا بقضائه وقدره، والصبر على أقداره، وثبات الإيمان في الشدائد.

3- الدعاء إلى الله:

الدعاء إلى الله من أهم أركان حسن الخلق مع الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)، والدعاء إلى الله يستلزم الخشوع والتضرع والتذلل له، واليقين بالإجابة.

حسن الخلق مع الرسول صلى الله عليه وسلم:

1- محبة الرسول صلى الله عليه وسلم:

أول وأهم أركان حسن الخلق مع الرسول صلى الله عليه وسلم هو محبته، والتي يجب أن تكون فوق محبة النفس والمال والأهل والأولاد، قال تعالى: (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ)، ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم تستلزم اتباعه في أقواله وأفعاله وأخلاقه.

2- اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم:

من أركان حسن الخلق مع الرسول صلى الله عليه وسلم اتباعه في أقواله وأفعاله وأخلاقه، قال تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)، واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم يستلزم العلم بسيرته وأخلاقه، والاقتداء به في كل شيء.

3- الدعاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم:

الدعاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من أركان حسن الخلق معه، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، والدعاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يستلزم الصلاة عليه والسلام عليه عند ذكره، والدعاء له بالمغفرة والرحمة والنعيم.

حسن الخلق مع الناس:

1- حسن الخلق مع الوالدين:

أول وأهم أركان حسن الخلق مع الناس حسن الخلق مع الوالدين، قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)، وحسن الخلق مع الوالدين يستلزم طاعتهما والإحسان إليهما والصبر عليهما، وبرهما في حياتهما وبعد وفاتهما.

2- حسن الخلق مع الأقارب:

من أركان حسن الخلق مع الناس حسن الخلق مع الأقارب، قال تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلْتُمْ بِهِ وَالْأَرْحَامَ)، وحسن الخلق مع الأقارب يستلزم صلتهم وصلة رحمهم، والإحسان إليهم، ومعاملتهم بالحسنى.

3- حسن الخلق مع الجيران:

من أركان حسن الخلق مع الناس حسن الخلق مع الجيران، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير الأصحاب عند الله أحسنهم صحبة، وخير الجيران عند الله أحسنهم جوارًا)، وحسن الخلق مع الجيران يستلزم معاملتهم بالحسنى، وإعانتهم على أمورهم، واحترام خصوصياتهم.

الخاتمة:

الحمد لله الذي وهبنا حسن الخلق، وأسأله أن يوفقنا إلى التحلي به في أقوالنا وأفعالنا، ونسأله أن يجعلنا من حسن الخلق الذين يحبهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يكرمنا بالجنة، آمين.

أضف تعليق