خطبة عن حسن الخلق للشيخ محمد العريفي

خطبة عن حسن الخلق للشيخ محمد العريفي

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن خلق المسلم من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها، فحسن الخلق يعكس صورة الإسلام الحقيقية ويجذب الناس إليه، قال تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: 4].

وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على التحلي بحسن الخلق، فقال: “أحب الناس إلى الله أحسنهم خلقا”، فحسن الخلق يفتح أبواب القلوب ويقرب النفوس ويجعل صاحبها محبوبا لدى الجميع.

1. حسن الخلق مع الله تعالى

حسن الخلق مع الله تعالى يعني أن يتحلى المسلم بالخشية منه تعالى والخوف من عقابه والرجاء في رحمته ومغفرته، فالله تعالى هو خالقنا ورازقنا ومدبر أمرنا، فمن واجبنا أن نحسنه عبادة ونطيع أمره ونبتعد عن نواهيه.

قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) [فاطر: 18]، وقال: (وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ) [الزمر: 54].

ومن حسن الخلق مع الله تعالى أن يدعوه المسلم ويستعين به في كل أموره، فالله تعالى هو القادر على كل شيء وهو أقرب إلينا من حبل الوريد، قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) [البقرة: 186].

2. حسن الخلق مع الرسول صلى الله عليه وسلم

حسن الخلق مع الرسول صلى الله عليه وسلم يعني أن نحبه ونحترمه ونطيعه ونقتدي به في أقواله وأفعاله، فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا وإمامنا ونور حياتنا، قال تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) [الأحزاب: 21].

ومن حسن الخلق مع الرسول صلى الله عليه وسلم أن ندافع عنه ونذب عن عرضه ونسعى لنشر سنته بين الناس، فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو أفضل الخلق وأكرمهم وأحبهم إلى الله تعالى، قال تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: 4].

ومن حسن الخلق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نكثر من الصلاة عليه والسلام عليه، فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل العبادات وأحبها إلى الله تعالى، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب: 56].

3. حسن الخلق مع الوالدين

حسن الخلق مع الوالدين يعني أن نبرهما ونطيعهما ونسعى لرضاهما، فالوالدان هما اللذان ربيا وسهرا على راحتنا وكبرا سننا ولولا فضلهما بعد الله تعالى لما أصبحنا شيئا يذكر، قال تعالى: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) [الإسراء: 23].

ومن حسن الخلق مع الوالدين أن نعاملهما بالرفق واللين ونحترم آراءهما ونساعدهم في حاجاتهم، فلا يجب أن نكلمهما بكلام جاف أو نتضجر منهما أو نستخف بهما، بل يجب أن نعاملهما كما أحسنا إلينا ونبرهما ونكرمهما مهما كانا عليه من حال.

ومن حسن الخلق مع الوالدين أن ندعو لهما بالمغفرة والرحمة بعد موتهما، فحتى بعد موتهما تبقى بركتها علينا ولا ينقطع إحساننا إليهما، قال تعالى: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء: 24].

4. حسن الخلق مع الأقارب

حسن الخلق مع الأقارب يعني أن نصلهم ونزورهم ونسأل عن أحوالهم، فالأقارب هم من أقرب الناس إلينا وهم أولى من غيرهم بمساعدتنا وبرنا، قال تعالى: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ) [الروم: 38].

ومن حسن الخلق مع الأقارب أن نعينهم على حاجاتهم ونساعدهم في أوقات الشدة والضيق، فنحن أقرب الناس إليهم وأولى من غيرهم بأن نساندهم ونقف إلى جانبهم، قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ) [المائدة: 2].

ومن حسن الخلق مع الأقارب أن نترحم عليهم بعد موتهم وندعو لهم بالمغفرة والرحمة، فنحن مدينون لهم بفضل كبير وقرابتهم لنا لا تنقطع بموتهم، بل تبقى بركتها علينا وعلينا أن ندعو لهم بالمغفرة والرحمة.

5. حسن الخلق مع الجيران

حسن الخلق مع الجيران يعني أن نعاملهم بالرفق واللين ونحترم آراءهم ونساعدهم في حاجاتهم، فالجيران هم أقرب الناس إلينا وهم أولى من غيرهم بمساعدتنا وبرنا، قال تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا) [النساء: 36].

ومن حسن الخلق مع الجيران أن نكتم أسرارهم ولا نتدخل في شؤونهم ونحترم خصوصيتهم، فالجيران هم أهلنا وأصدقاؤنا ولا يجب أن نكشف عوراتهم أو نفضح أسرارهم، بل يجب أن نكون لهم خير جار وخير صديق.

ومن حسن الخلق مع الجيران أن نبتعد عن إيذائهم بأي شكل من الأشكال، فلا يجب أن نلقي القمامة أمام منازلهم أو نصدر ضوضاء عالية أو نتعدى عليهم بأي شكل من الأشكال، بل يجب أن نكون لهم خير جار وخير صديق.

6. حسن الخلق مع الأصدقاء

حسن الخلق مع الأصدقاء يعني أن نكون أوفياء لهم وصادقين معهم وأن نساندهم في أوقات الشدة والضيق، فالأصدقاء هم من أقرب الناس إلينا وهم أولى من غيرهم بمساعدتنا وبرنا، قال تعالى: (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَس

أضف تعليق