خطبة عن الأخلاق في القرآن الكريم

خطبة عن الأخلاق في القرآن الكريم

الخطبة: الأخلاق في القرآن الكريم

مقدمة:

إنّ القرآن الكريم هو كتاب الهداية والنور، وقد جاء ليُخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن الفوضى إلى النظام، ومن الضلال إلى الهدى، وقد وضع أسسًا متينة للأخلاق الحميدة، ودعا إليها ودعا إلى الابتعاد عن الأخلاق الذميمة، وقد حثّ القرآن الكريم على الأخلاق الفاضلة، ونهى عن الأخلاق الرذيلة، وجعل الأخلاق من أهم مقوّمات المجتمعات الصالحة.

1. أهمية الأخلاق في الإسلام:

– الأخلاق هي الأساس الذي تبنى عليه المجتمعات الصالحة.

– الأخلاق هي التي تحكم العلاقات بين أفراد المجتمع وتنظمها.

– الأخلاق هي التي تجعل الإنسان إنسانًا، وتميّزه عن سائر المخلوقات.

2. أنواع الأخلاق:

– الأخلاق الحميدة: هي الأخلاق التي أمر بها الإسلام، والتي تجعل الإنسان محبوبًا عند الله وعند الناس، مثل الصدق والأمانة والعفة والإحسان.

– الأخلاق الذميمة: هي الأخلاق التي نهى عنها الإسلام، والتي تجعل الإنسان مكروهًا عند الله وعند الناس، مثل الكذب والسرقة والظلم والخيانة.

3. الأخلاق في القرآن الكريم:

– حث القرآن الكريم على الأخلاق الحميدة، وجعلها من أهم مقوّمات المجتمعات الصالحة، فقال تعالى: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”.

– نهى القرآن الكريم عن الأخلاق الذميمة، وجعلها من أسباب هلاك المجتمعات، فقال تعالى: “وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ”.

– بيّن القرآن الكريم ثمار الأخلاق الحميدة، وعواقب الأخلاق الذميمة، فقال تعالى: “وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ”.

4. الأخلاق الحميدة في القرآن الكريم:

– الصدق: حث القرآن الكريم على الصدق، وجعله من أهم مقوّمات الشخصية المسلمة، فقال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا”.

– الأمانة: حث القرآن الكريم على الأمانة، وجعلها من أهم مقوّمات الشخصية المسلمة، فقال تعالى: “وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا”.

– العفة: حث القرآن الكريم على العفة، وجعلها من أهم مقوّمات الشخصية المسلمة، فقال تعالى: “وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا”.

5. الأخلاق الذميمة في القرآن الكريم:

– الكذب: نهى القرآن الكريم عن الكذب، وجعله من أسباب هلاك المجتمعات، فقال تعالى: “وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ”.

– السرقة: نهى القرآن الكريم عن السرقة، وجعلها من أسباب هلاك المجتمعات، فقال تعالى: “وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا”.

– الظلم: نهى القرآن الكريم عن الظلم، وجعله من أسباب هلاك المجتمعات، فقال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ”.

6. ثمار الأخلاق الحميدة:

– محبة الله ورسوله: إنّ الأخلاق الحميدة تُحبّب الإنسان إلى الله ورسوله، فقال تعالى: “وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُحِبُّهُمْ اللَّهُ وَيُحِبُّونَهُ”.

– دخول الجنة: إنّ الأخلاق الحميدة تُدخل الإنسان الجنة، فقال تعالى: “وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ”.

– السعادة في الدنيا والآخرة: إنّ الأخلاق الحميدة تُحقّق للإنسان السعادة في الدنيا والآخرة، فقال تعالى: “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”.

7. عواقب الأخلاق الذميمة:

– بغض الله ورسوله: إنّ الأخلاق الذميمة تُبغض الإنسان إلى الله ورسوله، فقال تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ فَسَقُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ”.

– دخول النار: إنّ الأخلاق الذميمة تُدخل الإنسان النار، فقال تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ”.

– الشقاء في الدنيا والآخرة: إنّ الأخلاق الذميمة تُحقّق للإنسان الشقاء في الدنيا والآخرة، فقال تعالى: “وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى”.

الخاتمة:

إنّ الأخلاق هي من أهم مقوّمات المجتمعات الصالحة، وهي التي تُحدّد مصير الإنسان في الدنيا والآخرة، وقد حث القرآن الكريم على الأخلاق الحميدة، ونهى عن الأخلاق الذميمة، وبيّن ثمار الأخلاق الحميدة، وعواقب الأخلاق الذميمة، فنسأل الله تعالى أن يرزقنا الأخلاق الحميدة، وأن يُجنّبنا الأخلاق الذميمة.

أضف تعليق