الخطبة:
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:
فإن الأخلاق هي جوهر الإنسان وعماده، وهي التي تميزه عن سائر المخلوقات، وهي التي تجعله إنسانًا سويًا متوازنًا قادرًا على التعامل مع الآخرين بيسر وسهولة، وهي التي تجعله قادرًا على بناء مجتمع متماسك ومترابط.
وقد حثنا ديننا الإسلامي الحنيف على التحلي بالأخلاق الفاضلة، وجعلها أساسًا للعلاقات بين المسلمين، وقد أمرنا الله تعالى في كتابه الكريم أن نتحلى بالأخلاق الفاضلة ، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2]، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.
عناصر الخطبة:
1. الأخلاق الفاضلة:
الأخلاق الفاضلة هي مجموعة من الصفات الحميدة التي يجب أن يتحلى بها المسلم، وهي التي تدل على حسن خلقه ومعاملته للآخرين.
من أهم الأخلاق الفاضلة: الصدق، والأمانة، والعدل، والإحسان، والتواضع، والشجاعة، والكرم، والعفو، والصبر.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس”.
2. الأخلاق السيئة:
الأخلاق السيئة هي مجموعة من الصفات الذميمة التي يجب أن يتجنبها المسلم، وهي التي تدل على سوء خلقه ومعاملته للآخرين.
من أهم الأخلاق السيئة: الكذب، والخيانة، والظلم، والغش، والكبرياء، والجبن، والبخل، والحسد، والغضب.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أبغض الناس إلى الله تعالى المتكبرون الجبارون”.
3. أثر الأخلاق الفاضلة على الفرد والمجتمع:
الأخلاق الفاضلة لها أثر إيجابي كبير على الفرد والمجتمع، فهي التي تجعل الفرد محبوبًا ومقبولاً من الآخرين، وهي التي تساعده على النجاح في حياته الشخصية والعملية.
الأخلاق الفاضلة هي أساس المجتمعات المتماسكة والمترابطة، وهي التي تجعل المجتمع خاليًا من الجرائم والمشكلات الاجتماعية.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خيركم من تعلم القرآن وعلمه”.
4. أثر الأخلاق السيئة على الفرد والمجتمع:
الأخلاق السيئة لها أثر سلبي كبير على الفرد والمجتمع، فهي التي تجعل الفرد مكروهًا ومرفوضًا من الآخرين، وهي التي تعيقه عن النجاح في حياته الشخصية والعملية.
الأخلاق السيئة هي سبب الجرائم والمشكلات الاجتماعية، وهي التي تجعل المجتمع مفككًا وغير مترابط.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “شر الناس من اتقى لسانه ولم يتق قلبه”.
5. كيف نتحلى بالأخلاق الفاضلة؟
يمكننا أن نتحلى بالأخلاق الفاضلة من خلال اتباع هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن خلال قراءة القرآن الكريم والتعلم من تعاليمه السامية.
يمكننا أيضًا أن نتحلى بالأخلاق الفاضلة من خلال مجالسة الصالحين والابتعاد عن مجالسة الأشرار.
يمكننا أيضًا أن نتحلى بالأخلاق الفاضلة من خلال التربية الصحيحة التي نلقاها من آبائنا وأمهاتنا.
6. كيف نتجنب الأخلاق السيئة؟
يمكننا أن نتجنب الأخلاق السيئة من خلال اتباع هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن خلال قراءة القرآن الكريم والتعلم من تعاليمه السامية.
يمكننا أيضًا أن نتجنب الأخلاق السيئة من خلال مجالسة الصالحين والابتعاد عن مجالسة الأشرار.
يمكننا أيضًا أن نتجنب الأخلاق السيئة من خلال التربية الصحيحة التي نلقاها من آبائنا وأمهاتنا.
7. الأخلاق الفاضلة في عصرنا الحالي:
الأخلاق الفاضلة في عصرنا الحالي أصبحت نادرة، وذلك بسبب انتشار وسائل الإعلام التي تروج للأخلاق السيئة، وبسبب ضعف التربية الأسرية والدينية.
يجب أن نسعى جاهدين إلى إحياء الأخلاق الفاضلة في عصرنا الحالي، وذلك من خلال التربية الصحيحة لأبنائنا وبناتنا، ومن خلال حمايتهم من وسائل الإعلام الضارة.
الخاتمة:
عباد الله: إن الأخلاق هي جوهر الإنسان وعماده، وهي التي تميزه عن سائر المخلوقات، وهي التي تجعله إنسانًا سويًا متوازنًا قادرًا على التعامل مع الآخرين بيسر وسهولة، وهي التي تجعله قادرًا على بناء مجتمع متماسك ومترابط.
فنسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الخلق وأن يجنبنا الأخلاق السيئة، وأن يجعلنا من عباده الصالحين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.