خطبة عن الاستغفار صيد الفوائد

خطبة عن الاستغفار صيد الفوائد

الخطبة: الاستغفار – صيد الفوائد

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أيّها المسلمون: إنّ الاستغفار من أعظم العبادات وأجلّها، وهو من أفضل ما يتقرّب به العبد إلى الله تعالى، وقد حثّنا الله -تعالى- على الاستغفار في كثير من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة، قال تعالى: {وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [الشورى: 5].

فضل الاستغفار:

1- مغفرة الذنوب: إنّ الاستغفار من الذنوب والمعاصي سبب لمغفرة الله تعالى لها، قال تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82].

2- زيادة الرزق: إنّ الاستغفار سبب لزيادة الرزق، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2-3].

3- دفع البلاء: إنّ الاستغفار سبب لدفع البلاء والشرور، قال تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال: 33].

أنواع الاستغفار:

1- الاستغفار العام: وهو الاستغفار من جميع الذنوب والمعاصي، دون تخصيص نوع معيّن منها، مثل قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “أستغفر الله” أو “غفرانك”.

2- الاستغفار الخاص: وهو الاستغفار من ذنب أو معصية معيّنة، مثل قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “اللهمّ اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني”.

3- الاستغفار الدائم: وهو الاستغفار المستمر في جميع الأوقات والأحوال، وهذا هو أفضل أنواع الاستغفار وأحبه إلى الله تعالى، قال تعالى: {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} [هود: 90].

أوقات الاستغفار:

1- قبل طلوع الشمس وبعد غروبها: فهذا وقت نزول الرحمة الإلهية، قال تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} [طه: 130].

2- في السحر: فهذا وقت تُرفع فيه الأعمال إلى الله تعالى، قال تعالى: {وَبالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذاريات: 18].

3- عند الاستيقاظ من النوم: فهذا وقت يُستحب فيه الاستغفار والدعاء، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من استيقظ من نومه فقال: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور، اللهمّ اغفر لي، فإن مات في يومه ذلك كتب في كتابه الشهود”.

أسباب قبول الاستغفار:

1- الإخلاص: أن يكون الاستغفار لله تعالى وحده، لا لغيره، قال تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ} [الزمر: 54].

2- الندم على الذنوب والمعاصي: أن يشعر العبد بالندم على ما اقترفه من ذنوب ومعاصي، وأن يتمنى لو لم يفعلها، قال تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} [الفرقان: 70].

3- العزم على عدم العودة إلى الذنوب والمعاصي: أن يعزم العبد على عدم العودة إلى الذنوب والمعاصي التي تاب منها، وأن يستعين بالله تعالى على ذلك، قال تعالى: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ} [الحشر: 19].

ثمار الاستغفار:

1- الراحة النفسية: إنّ الاستغفار يريح النفس ويُهدّئها ويُذهب عنها القلق والهمّ، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].

2- السعادة في الدنيا والآخرة: إنّ الاستغفار سبب للسعادة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ وَيُصْلِحْ فَلَهُ أَجْرٌ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [الأعراف: 35].

3- الشفاعة يوم القيامة: إنّ الاستغفار سبب للشفاعة يوم القيامة، قال تعالى: {وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ} [آل عمران: 135].

الخاتمة:

أيّها المسلمون: إنّ الاستغفار من العبادات العظيمة التي حثّنا الله -تعالى- عليها في كتابه العزيز وسنة نبيه الكريم، وهو سبب لمغفرة الذنوب وزيادة الرزق ودفع البلاء والشرور، وهو يريح النفس ويُهدّئها ويُذهب عنها القلق والهمّ، ويُسعد العبد في الدنيا والآخرة، ويُشفع له يوم القيامة، فاستغفروا الله تعالى كثيراً وتوبوا إليه من ذنوبكم ومعاصيكم، فإنّه غفور رحيم.

أضف تعليق